غزة – الوكالات: أفادت سلطات الاحتلال أمس بأنّ صواريخ أُطلقت فجراً من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل. وتعرّضت مناطق في جنوب قطاع غزة أمس لقصف إسرائيلي عنيف.
ففي جنوب قطاع غزة، شقت القوات الإسرائيلية طريقها إلى وسط مدينة خان يونس الرئيسية، وإلى بلدات في شمال وشرق مدينة دير البلح.
وقصف الطيران الإسرائيلي خلال الليل منطقة خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع وحيث تتركز العمليات البرية والغارات الجوية منذ أسابيع.
وأعلن مكتب الإعلام بغزة أن الضربات الإسرائيلية على مجمل القطاع مساء الإثنين وخلال الليل أسفرت عن سقوط 78 شهيدا والعديد من الجرحى.
وقال سكان في غزة أمس إن دبابات إسرائيلية عاودت اجتياح مناطق في شمال القطاع كانت قد انسحبت منها الأسبوع الماضي في عودة لبعض من أعنف الاشتباكات منذ بداية العام عندما أعلنت إسرائيل تقليص عملياتها هناك.
وشوهدت انفجارات ضخمة في شمال غزة عبر الحدود مع إسرائيل، وهو أمر كان نادرا خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن أعلنت إسرائيل تقليص قواتها في شمال القطاع في إطار الانتقال إلى عمليات محددة أصغر حجما.
وبدأ بعض من مئات الآلاف الذين فروا من الشمال في مطلع العدوان في العودة الأسبوع الماضي إلى المناطق التي تعرضت للقصف وانسحب منها الإسرائيليون. لكن السكان الذين تحدثوا إلى رويترز أمس قالوا إن التجدد المفاجئ للقتال في الشمال سيوقف الآن خططهم للعودة إلى منازلهم.
وفي ظل ضغط واشنطن لتقليل عدد الضحايا المدنيين، قالت إسرائيل إنها ستغير خططها لتتحول من الاجتياح البري الشامل إلى عمليات محددة ضد مسلحي حماس الذين يسيطرون على القطاع.
وبدأت إسرائيل التغيير بالانسحاب من شمال غزة حيث شنت هجومها البري في أكتوبر. وقال وزير الدفاع يوآف جالانت أيضا مساء الاثنين إن الهجوم البري الأخير في الجنوب يوشك على نهايته.
لكن نهاية طريق التصعيد تبدو بعيدة، في ظل إعلان إسرائيل أنها لن تتوقف حتى تدمر حماس، وعدم وجود أي مؤشر على خسارة حماس لقدراتها على المقاومة. وقال مسؤولون إسرائيليون إن صواريخ حماس أصابت متجرا للأجهزة الإلكترونية في جنوب إسرائيل صباح أمس. ولم ترد أنباء عن سقوط خسائر بشرية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين في قطاع غزة، ليرتفع عدد جنوده الذين قُتلوا منذ بدء الهجوم البرّي الإسرائيلي في 27 أكتوبر إلى 190 جندياً.
وقال أبو خالد (43 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال يعيشون الآن مع أقاربهم في مدينة غزة التي لحقت بها أضرار جسيمة: «كنا يا دوب بنخطط نرجع على البيت في النزلة شرق جباليا، والحمد لله إنه ما عملناش هيك. الصبح الناس اللي ساكنين قريب من هناك اجو وحكولنا إن الدبابات رجعت تاني».
وأضاف: «أصوات القصف من الدبابات ومن الطيران ما وقفش طول الليل، يعني ذكرنا بأول يوم للاجتياح البري... ما راح أصدق إنه الدبابات طلعت لحين يعلنوا وقف اتفاق النار».
وسمع دوي إطلاق نار كثيف عبر الحدود طوال الليل، فيما ظهرت آثار صواريخ أطلقها المسلحون وأسقطتها دفاعات القبة الحديدية الإسرائيلية في مؤشر على أنهم لا يزالون يملكون القدرة على إطلاقها بعد مرور أكثر من 100 يوم على العدوان.
وفي خان يونس، بكى زاهر أبو ظريفة وهو يعاين جثمان ابنه سيف (سبع سنوات) في حقيبة بلاستيكية سوداء بعد الإفراج عنها ضمن 11 جثة على الأقل من مشرحة مستشفى.
وقال أبو ظريفة إن ابنه قُتل بصاروخ بينما كان يلعب على دراجة هوائية عند بوابة مدرسة. وبالقرب من مقبرة صغيرة محفورة حديثا، فك متعهد الدفن الكيس حتى يتمكن الأب من تقبيل وجه ابنه ثم أغلقه وأهال عليه التراب.
وقال الأب: «سامحني يابني مقدرتش أحميك. حسبي الله ونعم الوكيل».
ومشط سكان في رفح أنقاض منزل تعرض للقصف الليلة قبل الماضية.
وقال سالم اللولحي أحد جيران أصحاب المنزل: «إيش ذنبهم؟ كانوا بيتعشوا. إحنا بدنا سلام مش حرب».
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 24285 شهيدا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال، منذ السابع من أكتوبر.
وأوضحت الوزارة في بيان أن الأطفال والنساء والمسنين يشكلون 75% من الشهداء.
وأشارت إلى أن ما لا يقل عن 10600 طفل و7200 امرأة و1049 مسنا استشهدوا في النزاع. وأضاف البيان أن 61154 ألفا أصيبوا بجروح.
وأكدت الوزارة أن آلاف الجثث لا تزال تحت الأنقاض.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الاثنين مقتل اثنين من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم. ونشرت شريط فيديو لا يتضمن أي مؤشر إلى تاريخ تصويره، تظهر فيه امرأة هي أيضا رهينة تقول، وقد بدت تحت ضغط ظاهر، إن رجلين كانا محتجزين معها قتلا.
وقالت كتائب القسام في بيان إن الرهينتين قتلا في قصف إسرائيلي، غير أن الجيش رفض ذلك.
وأسر نحو 250 شخصًا، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، وفقًا للسلطات الإسرائيلية، بعدما أُطلق سراح أكثر من مائة بموجب هدنة في أواخر نوفمبر، لقاء الإفراج عن 240 اسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال.
وفي غياب أيّ إشارة إلى وقف التصعيد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مجددا يوم الاثنين إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» في غزة، مشددا على أن ذلك ضروري «لوصول المساعدات إلى المحتاجين إليها» في القطاع وكذلك «لتيسير الإفراج عن الرهائن».
وقال متحدثا إلى الصحفيين في نيويورك: «مازلنا نطالب بوصول إنساني سريع وآمن وبلا عقبات وموسع ومتواصل إلى قطاع غزة وعبره»، مؤكدا أن «لا شيء يمكن أن يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني».
ويعاني سكان غزة من نقص في كل الخدمات والمواد الأساسية بعدما شددت إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الحصار على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ عام 2007.
وقال عبدالكريم محمد النازح مع أطفاله الثلاثة إلى رفح قرب الحدود مع مصر: «الموت سيكون أفضل من هذه الحياة» المصنوعة من «المعاناة والإذلال». وأضاف: «نريد العودة إلى ديارنا في الشمال»، رغم أنّه يعلم أنّ منزله دُمّر هناك.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في بيان مشترك يوم الإثنين من «خطر مجاعة» و«تفشي أمراض فتاكة» في القطاع، ولا سيما في فصل الشتاء.
وقالت ريدا عوض التي نزحت مع زوجها نبيل وأولادهما من شمال القطاع إلى رفح قرب الحدود المصرية: «الأطفال مرضى باستمرار.. ملابسهم غير كافية لتدفئتهم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك