غزة – الوكالات: قصفت دبابات وطائرات إسرائيلية أهدافا في جنوب ووسط قطاع غزة أمس ووقعت معارك عنيفة في بعض المناطق مع مرور 100 يوم على بدء العدوان على غزة.
وانقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت لليوم الثالث على التوالي، ما عقد جهود فرق الطوارئ والإسعاف التي تحاول مساعدة المتضررين من القتال.
وتركز القتال في مدينة خان يونس بجنوب القطاع حيث قالت حماس إن مقاتليها أصابوا دبابة إسرائيلية، وكذلك في البريج والمغازي بوسط غزة حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عددا من المسلحين.
وتقول الفلسطينية نعمة الأخرس (80 عاماً) إن القصف دمر منزلها. وروت: «بدأنا بالصراخ، لم أعد قادرة على التحرك، أخرجني أحدهم من تحت الأنقاض ووضعني على عربة».
وفي مستشفى النجار في رفح يحاول السكان التعرف على أحبائهم الذين مددوا على الأرض. وأمام صف الجثث، يعانق رجل رفات طفل صغير ملفوف بملاءة بيضاء.
ويعرض بسام عرفة الذي نزح من مخيم البريج وسط القطاع الساحلي صورة طفلة على شاشة هاتفه قائلا: «هذه الطفلة الصغيرة ماذا فعلت لهم؟ ماتت جائعة وهي تحمل كسرة خبز». وأضاف: «هذه هي المقاومة التي يستهدفونها في غزة.. أطفال».
وأضاف الجيش أن قواته دمرت عددا من المنصات التي تستخدمها حماس لإطلاق صواريخ على إسرائيل. لكن حماس أظهرت احتفاظها بقدراتها الصاروخية وأطلقت وابلا جديدا من الصواريخ على أسدود، وهي بلدة إسرائيلية تقع على بعد 40 كيلومترا.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 125 استشهدوا وأصيب 265 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ليصل إجمالي عدد الشهداء المؤكد منذ بدء العدوان إلى ما يقرب من 24 ألفا، فضلا عن أكثر من 60 ألف مصاب.
ومتحدثا عبر رابط فيديو في مؤتمر عقد في إسطنبول، أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بعملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر التي شنها مقاتلو الحركة على إسرائيل.
وقال هنية: «نحن لسنا دعاة حروب، نحن دعاة حرية»، مضيفا أن الهجوم جاء لأسباب منها الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات على قطاع غزة الذي تديره حماس منذ 2007.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه انتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب تركز على الطرف الجنوبي من القطاع حيث يحتمي الآن ما يقرب من مليوني شخص بالخيام وغيرها من الملاجئ المؤقتة، بعد أن ركزت المرحلة الأولية على شمال القطاع الذي تقع به مدينة غزة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة صحفي فلسطيني في شمال قطاع غزة، ما يرفع عدد الصحفيين الذين قتلوا في العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 100 وفقا للمكتب الإعلامي بغزة.
ويتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار، ويقول إن إسرائيل ستستمر في الحرب حتى تحقق النصر الكامل على حماس. غير أن الجيش يقول إن المرحلة التالية من الحرب ستشهد عمليات أكثر دقة وتحديدا تستهدف قادة الحركة ومواقع عسكرية.
وأذكى العدوان على غزة أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة. وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين، بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاما، في حادثين منفصلين في الخليل وأريحا بالضفة الغربية.
وفي رفح بجنوب القطاع قالت نانا وهي طالبة في المدرسة الثانوية تبلغ من العمر 17 عاما نزحت من شمال قطاع غزة إن 100 يوم من الحرب «قلبت حياتنا رأسا على عقب». وأضافت: «إحنا بنطالب الاحتلال.. مش بس بوقف الحرب بل أيضا التعويض عن الضرر النفسي والتشريد والمعاناة اللي عايشينها».
وتزيد موجة البرد والأمطار التي تهطل في المنطقة صعوبة الحياة اليومية للعائلات التي تخيم في ساحة مجمع النصر الطبي. وقالت نبيلة أبو زايد (40 عاما) بأسف: «لكن إلى أين نذهب؟».
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون شخص أو نحو 85 بالمائة من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ويلجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما تكرر وزارة الصحة المحلية أنه لا تملك بنية تحتية لاستيعابهم.
واتهم المتحدث باسم الوزارة إسرائيل بـ«استهداف المستشفيات عمدا لإخراجها من الخدمة» محذرا من «تداعيات مدمرة» لذلك.
ومع أن المستشفيات في المنطقة محمية بموجب القانون الإنساني الدولي، فقد تعرضت لقصف جيش الاحتلال مرات عدة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أقل من نصف المستشفيات في قطاع غزة يعمل وجزئيا فقط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك