غزة – الوكالات: وشن الجيش الإسرائيلي ضربات جوية عدة طوال الليل قبل الماضي من بينها ست على الأقل في رفح في جنوب قطاع غزة عند الحدود مع مصر، على ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وأسفرت هذه الضربات الليلية عن استشهاد ما لا يقل عن 64 شخصا حسبما أعلنت وزارة الصحة بغزة أمس.
وفجر أمس تحدث شهود عن غارات جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة والتي أصبحت مركز الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحماس.
وشهد صباح أمس تصاعدا للدخان من مواقع قصفتها إسرائيل شرقي وشمالي مدينة خان يونس. وقال مسؤولو صحة في مستشفى ناصر أمس إن غارات إسرائيلية على منازل في خان يونس أسفرت عن استشهاد 50 شخصا.
أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 133 فلسطينيا في اعتداءات إسرائيل خلال الـ 24 ساعة الأخيرة على القطاع.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 113 شهيدا و250 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلن التلفزيون الفلسطيني مقتل 63 في غارات إسرائيلية وقصف مدفعي على مناطق بخان يونس جنوب القطاع، اليوم الأحد.
وقبل ذلك أوضحت الوزارة ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على قطاع غزة إلى 22 ألفا و835 شهيدا و58 ألفا و416 إصابة بجروح مختلفة.
في الوقت ذاته طلب الجيش الاسرائيلي من سكان قطاع غزة أمس الانتقال من شمال القطاع المحاصر إلى جنوبه، منوها إلى إغلاق الممر الإنساني على شارع صلاح الدين، وتحويله إلى طريق آخر.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح 1,9 مليون شخص من أصل 2,4 مليون من سكان القطاع الذين يعانون من نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية والوقود. وقد وصفت الأمم المتحدة القطاع بأنه «بات مكانا للموت وغير صالح للسكن».
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية ليل السبت أنها أجلت موظفيها من مستشفى في وسط غزة. وقالت كارولينا لوبيز، منسقة خدمات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة عبر منصة إكس «أصبح الوضع خطيرا إلى درجة أن بعض أعضاء فريقنا الذين يعيشون في المنطقة لم يتمكنوا حتى من مغادرة منازلهم بسبب التهديدات المستمرة من المسيّرات والقناصة».
وأفادت بأن الحرب أدت إلى مقتل أكثر من 140 موظفا في الأمم المتحدة في «أكبر حصيلة ضحايا في صفوف الأمم المتحدة لأي نزاع في التاريخ الحديث».
والسبت أعلن الجيش الإسرائيلي الذي باشر هجومه البري في 27 أكتوبر، أنه بات يركز عملياته على وسط غزة وجنوبها مع مرور ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب التي أتاحت له حسب قوله «تفكيك بنية حماس العسكرية» في شمال هذا القطاع الصغير البالغ عدد سكانه زهاء 2,4 مليون نسمة.
ورغم الضغوط الدولية والنداءات لوقف إطلاق النار، ما زالت إسرائيل ماضية في عدوانها. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد «رسالتي واضحة لأعدائنا: ما حصل في السابع من أكتوبر لن يتكرر أبدا».
في ظل هذه الأجواء، عقد بلينكن الذي تشكل بلاده الداعم السياسي والعسكري الأكبر لإسرائيل، أمس محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مستهل جولة جديدة يقوم بها تشمل دولا عربية وإسرائيل.
وأفاد الديوان الملكي في بيان أن الملك أكد لبلينكن «أهمية دور الولايات المتحدة بالضغط باتجاه وقف فوري لإطلاق النار في غزة».
وجدد العاهل الأردني «رفض المملكة لمحاولات الفصل بين غزة والضفة الغربية باعتبارهما امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة»، ورفض «التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والذي يشكل خرقا واضحا للقانون الدولي».
وحذّر من «التداعيات الكارثية» لتواصل العدوان، مؤكدا ضرورة «وضع حد للأزمة الإنسانية المأساوية في القطاع».
وقبيل وصوله إلى الأردن، أشار بلينكن إلى أن ارتفاع منسوب التوتر عند الحدود بين لبنان وإسرائيل هي «أحد أوجه الخوف الحقيقية». وشدد على ضرورة وضع حد «لدوامة العنف التي لا تنتهي».
وقال بلينكن الذي سيتوجه أيضا بعد قطر إلى إسرائيل والضفة الغربية والإمارات والسعودية ومصر خلال جولته الرابعة في المنطقة «نركز بشكل مكثف على منع اتساع نطاق هذا الصراع».
ووصل بلينكن الى الدوحة بدور محوري لوقف القتال مدة أسبوع في قطاع غزة في نهاية نوفمبر ما سمح بالإفراج عن رهائن في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال مصدر مطلع لوكالة فرانس برس إن «مفاوضات بين القطريين وإسرائيل وحماس تشمل الافراج عن الرهائن في غزة تتواصل مع أن الأحداث الأخيرة أثرت بطبيعة الحال على الأجواء المحيطة بالمحادثات»، في إشارة إلى اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الثلاثاء بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
إلى ذلك قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن، الذي زار تركيا واليونان في بداية جولته، سيستغل هذه الزيارات للضغط على الدول الإسلامية المترددة في المنطقة حتى تستعد للاضطلاع بدور في إعادة الإعمار والحكم والأمن في غزة بعد أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس إذا حققته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك