قطاع غزة – الوكالات: كّثفت إسرائيل أمس عملياتها العسكرية في غزة مع إقرار رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بـ «الثمن الباهظ» الذي تتكبده في عدوانها على القطاع المدمر.
وطال القصف العنيف أمس جباليا ومدينة غزة بشمال القطاع، وكذلك على خان يونس، وفق ما أعلنت حركة حماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يعتزم مواصلة عملياته في جنوب القطاع بحثا عن قياديي حركة حماس التي تعهدت اسرائيل بـ«القضاء» عليها بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر.
وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس لقناة «فوكس نيوز» الأميركية إن محور العمليات العسكرية انتقل إلى الجنوب، «ونركّز عملياتنا الرئيسية على معقل آخر لحماس وهو خان يونس»، أكبر مدن جنوب القطاع.
وتزعم إسرائيل إنها حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال قطاع غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري على فصائل المقاومة الفلسطينية ليشمل مناطق أخرى، لكن سكان جباليا أشاروا إلى استمرار الضربات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت أكثر داخل المدينة السبت.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد أمس، أن مقاتليها قصفوا حشودا عسكرية إسرائيلية في محيط مسجد الظلال شرق خان يونس برشقة صاروخية وقذائف الهاون. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف مقاتليها لدبابتي ميركافا إسرائيليتين بقذائف «الياسين 105» على مشارف منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وأقر الجيش الإسرائيلي بتكبّد مزيد من الخسائر البشرية. وهو أعلن أمس أنّ حصيلة قتلاه في القطاع بلغت 152 عسكريا، إثر مقتل تسعة عسكريين السبت في واحدة من أفدح الخسائر اليومية التي يتكبّدها منذ بدأ هجومه البرّي في 27 أكتوبر.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء أمس «هذا الصباح صعب بعد يوم واجهنا فيه صعوبات كبيرة للغاية جراء القتال في غزة... تكلفنا الحرب ثمنا باهظا للغاية، ولكن ليس لدينا خيار سوى مواصلة القتال».
ومع اشتداد حدة القتال بشوارع غزة، وعلى رقعة من الأرض الرملية بين مبانٍ منهارة وأخرى محترقة وسيارات محطمة، يتنقل رجال الدفاع المدني في شوارع غزة من جثة إلى أخرى، ويلفون بالأكفان مجموعة من شهداء العدوان على غزة المستمرمنذ 11 أسبوعا.
وجرى تصوير تلك المشاهد في لقطات نشرها الدفاع المدني الفلسطيني تظهر أيضا عاملا يحفر بيده في محاولة لانتشال جثة محترقة على ما يبدو من تحت الأنقاض. وشوهد فلسطينيون من خان يونس في الجنوب يبحثون بين الأنقاض عن متاعهم بعد غارة جوية مؤخرا.
وتأمر إسرائيل السكان بمغادرة المناطق الشمالية من قطاع غزة، لكن قواتها تقصف أيضا أهدافا في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الصغير.
وقال مسعفون إن ستة فلسطينيين استشهدوا وأصيب عدد آخر في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم البريج للاجئين بوسط قطاع غزة، حيث أمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء المكان والتوجه غربا نحو مدينة دير البلح.
وبلغت حصيلة الشهداء جراء القصف والعمليات الإسرائيلية 20424 معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة بغزة التي أعلنت استشهاد 166 شخصا في اخر 24 ساعة.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي لحماس في بيان «كل دول العالم الحر والمنظمات الدولية بالضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي مازال يرتكبها بحق المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة».
وحمّل «الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن جرائم الإبادة الجماعية التي تتناقض مع القانون الدولي وكل القوانين الدولية».
وقال البيت الأبيض السبت إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو ناقشا الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وذكر بيان البيت الأبيض «ناقش الزعيمان أهمية تأمين إطلاق سراح كل الرهائن الباقين».
وتتواصل جهود الوسطاء المصريين والقطريين لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس. وكانت هدنة أولى استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر أتاحت الإفراج عن 80 إسرائيليا مقابل 240 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية وإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع. كما أفرجت حماس عن عدد من الرهائن الأجانب من خارج إطار الاتفاق الأساسي.
وأمس، أفاد مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن أمينها العام زياد النخالة مع وفد الى القاهرة. وأوضح أن «الزيارة تأتي تلبية لدعوة مصرية للتباحث في سبل وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وصفقة التبادل»، وأن الوفد «سيقدم رؤية الحركة حول وقف العدوان وانسحاب قوات العدو من القطاع وإعادة الإعمار».
وشدد على ربط الحركة «أي تبادل للأسرى بمفهوم الجميع مقابل الجميع بعد وقف إطلاق النار وليس قبله، ضمن عملية سياسية يتفق عليها الشعب الفلسطيني، ممثلا بمختلف قواه السياسية».
وتأتي زيارة النخالة بعد زيارة مماثلة قام بها الى القاهرة رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية.
وتبدو وجهات النظر بين طرفي النزاع متباعدة حيال هدنة جديدة. إذ تطالب حماس بوقف العدوان قبل بدء أي مفاوضات بشأن الرهائن. بينما تبدي إسرائيل قبولها بفكرة الهدنة لكنها ترفض وقف إطلاق النار قبل «القضاء» على حماس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك