غزة – الوكالات: أعلنت قطر وإسرائيل أمس قرب التوصل الى اتفاق للإفراج عن رهائن لدى حركة حماس مقابل هدنة مؤقتة في قطاع غزة حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية البرية وقصف مناطق عدة من دون هوادة لليوم السادس والأربعين من العدوان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس إن المفاوضات حول الرهائن في «أقرب نقطة» من الوصول الى اتفاق منذ بدئها.
وأضاف في مؤتمر صحفي في الدوحة «وصلت الوساطة إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني (أنها) في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة».
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «نحرز تقدما» بشأن إعادة الرهائن.
وشنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تمّ خلاله أخذ نحو 240 شخصا رهائن، بينهم أجانب، ونقلهم الى القطاع، وفق السلطات الإسرائيلية.
ولا يزال مصير الغالبية العظمى من الرهائن مجهولا. وأفرجت الحركة عن أربع نساء، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير جندية رهينة، والعثور على جثتين لرهينتين.
ويتوقع أن يتيح الاتفاق الذي يتم بحثه بوساطة قطرية بالدرجة الأولى وبمشاركة مصر والولايات المتحدة، إفراج الجانب الفلسطيني عن عشرات من الرهائن، مقابل إطلاق إسرائيل عددا من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، ووقف الأعمال القتالية لأيام معدودة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قال فجر أمس إنّ «الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة».
في واشنطن، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن لليلة قبل الماضية عن «اعتقاده» بأن الاتفاق «وشيك».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي «نحن أقرب ما نكون (للتوصل الى اتفاق). نحن واثقون. ولكن يبقى عمل (للقيام به). لا شيء منجزا ما دام الأمر غير مكتمل».
وقال مصدران مطّلعان على مفاوضات الاتّفاق لوكالة فرانس برس «تتضمّن الصفقة هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط».
وأضاف المصدران أنّ «الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50 ومئة» رهينة محتجزين في قطاع غزة «لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء» الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأوضحا أنّ الإفراج عن هؤلاء «سيتمّ على مراحل، بمعدّل عشرة أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل ثلاثين أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن يتبقّى في اليوم الأخير» من الهدنة.
ويتضمّن الاتفاق «إدخال ما بين مئة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال»، وفق المصدرين اللذين أكدا أنّ «احتمالات التغيير في البنود تبقى قائمة».
وأشارا الى أن «إسرائيل أصرّت على ترابط العائلة، أي أنّه في حال الإفراج عن سيدة ينبغي الإفراج أيضاً عن زوجها حتى لو كان عسكرياً، وهو ما رفضته حماس، لكنّ مصر وقطر تعملان حالياً بتنسيق مع الإدارة الأميركية لإنهاء هذه النقطة». وما أن تُحلّ هذه النقطة «سيتمّ إعلان موعد الهدنة الإنسانية لخمسة أيام قابلة للتجديد»، وفق المصدرين.
وصعّدت عائلات الرهائن الإسرائيليين ضغوطها على حكومة بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك