الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
يا ناس دعوا الخلق للخالق
الناس أجناس وأنواع، كل إنسان لديه طريقته الخاصة في التعبير عن أحزانه ومشاعره، آرائه وأفكاره، وهو ليس مضطرا وليس واجبا عليه أن يفسر طريقته لأي إنسان صديقا كان أو غريبا.
لا يوجد إنسان عربي خاصة وأجنبي عامة عنده ذرة ضمير وإنسانية لا يشعر بالحزن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني جراء الأفعال البشعة للعدو الإسرائيلي في حق الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين، ولكل شخص طريقته في الحزن والتعاطف ومحاولته دعم القضية.
المشكلة إن هناك بعض الأشخاص الذين يعطون لأنفسهم الحق في التدخل في أمور الناس الشخصية وفي طريقة التعبير عن حزنه أو دعمه أو تضامنه مع الشعب الفلسطيني، فهناك من يتصل بك أو يدخل عليك خاص ليعاتبك أنك لا تنشر صورا أو فيديوهات الحرب ويسألك بوقاحة شديدة: ألا تشعر بالحزن على قتل الأبرياء؟ هل أنت متضامن مع العدو الإسرائيلي؟ لماذا لم تغير صورة الواتس أو الانستغرام لتعلن تضامنك مع فلسطين؟ «يا أخي إنت اشدخلك فيني؟ هل أنت تعلم ما في داخلي من مشاعر؟ هل نشر البوستات وتغيير الصور هي الطريقة الوحيدة للتضامن؟ باختصار شديد إنت شكو فيني ليش تتدخل في خصوصيات غيرك؟ أنا كيفي وأنت كيفك اعمل ما بدالك وما تراه صح ودعني في حالي».
والمصيبة أن الجهل وصل ببعض البشر أنهم يهاجمون الناس دون وعي أو إدراك، منذ أيام كنت في إحدى المناسبات فقالت إحدى المدعوات إنها لم تعد تستطيع أن تتابع الأخبار لأنها (راعية ضغط) وكادت أن تفقد حياتها لأن من كثرة الحزن والغضب ارتفع ضغطها ونقلوها إلى المستشفى، وقبل أن تكمل كلامها صرخت إحدى الموجودات بقمة صوتها: حرام عليج هاي قمة الأنانية لما تتخلين عن الشعب الفلسطيني!! ذهلنا جميعا وارتبكت المسكينة ثم ردت عليها بكل هدوء: أقولج بغيت أموت من القهر ما قلت إني بتخلى عن التضامن ولكنني أضعف من مشاهدة المناظر البشعة للإجرام الإسرائيلي. فردت عليها فلانة بانفعال وبطريقة الممثلة سناء جميل: هاي أقل دعم لدماء الأبرياء!! فردت عليها باستغراب شديد: يعني لما يرتفع ضغطي وأموت وأروح من كيس أهلي من القهر بكون دعمت الأبرياء؟ وأنت بترتاحين؟ وقبل أن تصرخ الثانية بطريقة درامية جديدة حاولنا تغيير الموضوع لأن النقاش مع الجاهل عقيم دائما.
يا ناس يا هو: كل إنسان حر في مواقفه ومشاعره وطريقته في التضامن وهو ليس مضطرا أبدا لتبرير تصرفاته لأي كان فخلكم في حالك ودعوا الخلق للخالق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك