زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
خواطر غير أولمبية
بعد عام من الآن وتحديدا في 26 يوليو من العام المقبل (2024) تستضيف العاصمة الفرنسية باريس دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، ورغم أن علاقتي بكل أنواع الرياضة، من حيث الممارسة، يشوبها التوتر والنفور المتبادل، إلا أنني أجد في مشاهدة الالعاب الأولمبية متعة وأي متعة. شباب في أعمار الزهور يمارسون شيئاً يجوز تسميته بالشِّعر الصامت. أجسام تتثنى وتتلوى في رشاقة تصيب أمثالي بالعُقد النفسية. أنظر عزيزي القارئ العربي إلى البناء الفسيولوجي لشباب الاولمبياد، ثم استرق النظر إلى بطنك (ولا أقول كرشك) وستحسب أنك مصاب بالاستسقاء، أو أن قطر مصرانك الغليظ يبلغ نحو عشرين سنتيمتراً.
ولا يحسبن أحدكم أنني أتغزل بنساء الاولمبياد. حاشا – معاذ الله – واقع الأمر أن الاستمتاع بالألعاب الاولمبية يتطلب نسيان الفوارق بين الجنسين، فالذين يحاولون تحديد جنس اللاعبين سيصابون بالبلبلة، بل وقد يصبحون من المطالبين بمنع النساء من ممارسة الرياضة. هل تابعتم مسابقات السباحة النسائية، هل لاحظتم يا معشر الرجال النشامى أن الواحد منّا لم يطرأ بباله ولو للحظة واحدة أن المتسابقات يرتدين المايوهات. أقصد أنه لم يكن هناك خوف من «الفتنة» من مشاهدتهن. أجسامهن كالتماثيل الرومانية، عضلات صخرية في كل جزء من الجسم، حتى الحواجب ناتئة ومشدودة. ويطيب لي أن أنصح الرجال بعدم متابعة المسابقات النسائية في مجالي رمي الجلة والقرص. فالنساء اللائي يشاركن في تلك المسابقات لا يجوز أن يوصفن بـ«اللطافة»، فمتوسط وزن الواحدة طن متري، لا تعرف إذا كانت مقبلة أو مدبرة. لها عدة أرداف في أجزاء مختلفة من الجسم. بعضهن «مخروطي» والبعض الآخر «دائري».
أعود فأقول إن الألعاب الأولمبية ممتعة، وأن النساء المشاركات يتمتعن بمهارات عالية ولكنهن نساء «مجازاً»، مما يقوم دليلا على أن الرياضة ضارة بالأنوثة أكثر من التدخين. فالتبغ قد يسبب سرطان الرئة وربما لا يسببه، ولكن الرياضة تحول المرأة إلى كائن من تلك الكائنات التي نراها في أفلام الخيال العلمي. وعلى كل حال فإن الرياضة إذا مورست بانتظام من قبل الرجال أو النساء تؤدي إلى عواقب وخيمة. فالرجل الذي يمارس المشي يومياً يصبح كائناً غير اجتماعي وقليل الكلام. أما المرأة الرياضية فإنها لا تصلح زوجة لأن احساسها بقوة عضلاتها يجعلها تتطلع إلى المساواة بالرجل. وأسوأ الزوجات هن اللائي يطالبن بالمساواة مع الرجل!! وتخيل أن زوجتك مثقفة ورياضية في الوقت نفسه. معنى هذا أنها ستحاول أن تسلبك، أو على أقل تقدير، أن تشاركك في حقوقك «التاريخية»، وبما أن للنساء نزعات إرهابية غريزية، فإن الزوجة الرياضية قد تستخدم عضلاتها لحسم الصراع الاجتماعي والطبقي لصالحها.
نساء الشرق أعقل من أن يرتكبن مثل تلك الحماقات. والمرأة العربية مسالمة ووديعة، ولأن زوجها يكون في غالب الأحوال مكتنز الاوداج ومتكرش البطن، وبلا رقبة فإنها تجامله إلى أبعد حد بمجاراته، بل والدخول معه في «مسابقة» لتكديس الشحوم، أما إذا فلت العيار فإنها تلجأ إلى الرجيم أو الحمية الغذائية، وهو ضرب من تعذيب النفس تمارسه النساء مرتين في السنة للتخلص من الوزن الزائد ولهن في ذلك أعاجيب وتفانين. ولو تقاضيت مقابلاً مادياً عن برامج الرجيم التي ترجمتها لزوجتي من الانجليزية لكان عندي من المال ما يكفي لإنشاء قناة تلفزيونية فضائية لا تبث مسلسلا مصريا او تركيا او بدويا، وليس فيها نشرات أخبار حول المكالمات الهاتفية بين الزعماء لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
على كل حال، فإن المرأة العربية أثبتت أن الرياضة ترف عديم الجدوى. رجيم لأسبوع واحد وتتخلص الواحدة منهن من «الامتعة» الزائدة. أما الرجل العربي فإنه «أصيل» ولا يحب التقليد، ومن ثم فإنه يفصح عن فخره واعتزازه بكرشه ويحلو له أن يتغزل بها في الأمكنة العامة بأن يداعبها و«يطبطب» عليها بكفه. وله في ذلك حكمة. فإذا تفوق الغربيون علينا في سعة الأفق فإنهم لا يستطيعون مجاراتنا في سعة البطون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك