العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

هل فعلا أنا «فَلْتَة» (2)

عرضت‭ ‬عليكم‭ ‬أمس‭ ‬إثباتات‭ ‬أنني‭ ‬شخص‭ ‬عبقري‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬أحرزته‭ ‬في‭ ‬اختبارات‭ ‬الذكاء‭ (‬آي‭ ‬كيو‭) ‬يؤكد‭ ‬ذلك،‭ ‬ولأنني‭ ‬استمعت‭ ‬لمقطوعات‭ ‬الموسيقي‭ ‬النمساوي‭ ‬الراحل‭ ‬موزارت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬واحدة،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬باحث‭ ‬أمريكي‭ ‬أن‭ ‬الاستماع‭ ‬لموسيقى‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬عشر‭ ‬دقائق‭ ‬يرفع‭ ‬معدل‭ ‬الذكاء‭ ‬بكذا‭ ‬درجة‭ (‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬معدل‭ ‬ذكاء‭ ‬شخص‭ ‬مثلي‭ ‬شاهد‭ ‬فيلم‭ ‬أماديوس‭ ‬الذي‭ ‬يحكي‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬موزارت‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭).‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬الحديث‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬أبا‭ ‬الجعافر‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬الأذكياء‭ ‬مغمورون‭ ‬والأغبياء‭ ‬‮«‬غامرون‮»‬،‭ ‬فمعنى‭ ‬هذا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬النادرة‭ ‬المهددة‭ ‬بالانقراض،‭ ‬وعلى‭ ‬العرب‭ ‬التسابق‭ ‬لتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬له‭ ‬بل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬استنساخه،‭ ‬وتذكروا‭ ‬ما‭ ‬قلته‭ ‬لكم‭ ‬أمس‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬ذكاء‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬اسرائيل‭ ‬الحالي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬يجعله‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬أذكى‭ ‬عشرين‭ ‬شخصية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬يعني‭ ‬فرصتكم‭ ‬لمسح‭ ‬أنف‭ ‬نتنياهو‭ ‬بالأرض‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تعطوا‭ ‬جعفر‭ ‬العبسي‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬والثروة‭.‬

وأحسب‭ ‬أنني‭ ‬بحكم‭ ‬أنني‭ ‬‮«‬عبقري‮»‬‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬يجعلني‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬إسداء‭ ‬النصح‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬اكتساب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬رابطة‭ ‬الأذكياء‭ ‬العالمية‭ ‬منسا‭ ‬MENSA،‭ ‬فالمسألة‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬البساطة،‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬موسيقى‭ ‬موزارت‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إنعاش‭ ‬الدماغ‭ ‬فإن‭ ‬معظم‭ ‬المطربات‭ ‬والمطربين‭ ‬العرب‭ ‬يسببون‭ ‬للمستمعين‭ ‬متلازمة‭ ‬فقدان‭ ‬الذكاء‭ ‬المكتسب‭ ‬‮«‬أليس‮»‬‭ ‬Acquired‭ ‬loss‭ ‬of‭ ‬Intelligence‭ ‬Syndrome‭ ‬ALIS

‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬أبلغ‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذكائي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الأغاني‭ ‬العربية‭ ‬تستفزني،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنني‭ ‬لا‭ ‬استمع‭ ‬إليها‭ ‬عمداً‭ ‬قط،‭ ‬ولا‭ ‬أرتاد‭ ‬المطاعم‭ ‬التي‭ ‬تلوث‭ ‬أجواءها‭ ‬ألحان‭ ‬منكرة‭ ‬ومنفرة،‭ ‬وتستوي‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬الأغاني‭ ‬العربية‭ ‬والأوبرا‭. ‬تلك‭ ‬البلطجة‭ ‬الصوتية‭ ‬التي‭ ‬أشاعها‭ ‬الطليان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬والتي‭ ‬يعد‭ ‬أبرز‭ ‬رموزها‭ ‬المدعو‭ ‬بافاروتي‭ ‬الذي‭ ‬احتفل‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬بنقصان‭ ‬وزنه‭ ‬عشرة‭ ‬كيلوجرامات‭ ‬فأصبح‭ ‬وزنه‭ ‬الصافي‭ ‬120‭ ‬كيلوجراماً‭ ‬مكعباً،‭ ‬والأوبرا‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬أتابعها‭ ‬هي‭ ‬أوبرا‭ ‬وينفري،‭ ‬تلك‭ ‬السوداء‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬برنامجاً‭ ‬حياً‭ ‬شيقاً،‭ ‬يطرح‭ ‬قضايا‭ ‬عامة‭ ‬ويعالج‭ ‬المشكلات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وكانت‭ ‬صاحبة‭ ‬أعلى‭ ‬راتب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التلفزيون‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وكان‭ ‬وزنها‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬وزن‭ ‬انتصار‭ ‬الشراح‭ ‬وداود‭ ‬حسين‭ ‬مجتمعين‭. ‬ولكنها‭ ‬عاندت‭ ‬وثابرت‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬رشاقة‭ ‬العجرمية‭ ‬التي‭ ‬يهيم‭ ‬بحبها‭ ‬الصبيان‭ ‬والشيبان،‭ ‬وأفكر‭ ‬جدياً‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬بوزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة‭ ‬كوندوليسا‭ ‬رايس،‭ ‬وطلب‭ ‬يد‭ ‬أوبرا‭ ‬وينفري،‭ ‬لأضع‭ ‬يدي‭ ‬على‭ ‬ثروتها‭ ‬وأشتري‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬العربية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تفشي‭ ‬الحمى‭ ‬الخلاعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وانقل‭ ‬استوديوهاتها‭ ‬إلى‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬ثم‭ ‬أقوم‭ ‬بتفنيش،‭ ‬أي‭ ‬إنهاء‭ ‬خدمات‭ ‬العاملين‭ ‬بها،‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تزويدهن‭ ‬بتذاكر‭ ‬سفر‭ ‬حتى‭ ‬تصاب‭ ‬أطرافهن‭ ‬التي‭ ‬تستفز‭ ‬رجولتنا‭ ‬بالتيبس،‭ ‬فأتحمل‭ ‬النفقات‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬أطراف‭ ‬صناعية‭ ‬لهن‭.‬

كما‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬ثروة‭ ‬أوبرا‭ ‬لشراء‭ ‬صمت‭ ‬نحو‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬مطربا‭ ‬و37‭ ‬مطربة،‭ ‬أدفع‭ ‬لهم‭ ‬ولهن‭ ‬الملايين‭ ‬نظير‭ ‬ألا‭ ‬يغني‭ ‬أحد‭ ‬منهم‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الحمام،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬غناءهم‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬أصلاً‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الحمامات‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬تصريف‭ ‬كفء‭.‬

ولأن‭ ‬الأقربين‭ ‬أولى‭ ‬بالمعروف،‭ ‬فسأعمل‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬المطربة‭ ‬والراقصة‭ ‬السودانية‭ ‬جواهر‭ ‬بأن‭ ‬تتقاضى‭ ‬مني‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬نظير‭ ‬كل‭ ‬أغنية‭ ‬لا‭ ‬تغنيها،‭ ‬ولضمان‭ ‬اعتزالها‭ ‬الميكروفون‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬فسأقنعها‭ ‬بالعيش‭ ‬في‭ ‬الريف‭ ‬الفنلندي‭ ‬الجميل‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تصاب‭ ‬بالتهاب‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬الأذن‭ ‬والأنف‭ ‬والحنجرة،‭ ‬وروماتيزم‭ ‬يمنعها‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬هزة‭ ‬الرأس‭ ‬البلهاء‭ ‬التي‭ ‬سرقتها‭ ‬من‭ ‬الرقص‭ ‬الهندي‭ ‬حتى‭ ‬وهي‭ ‬أمام‭ ‬المرآة‭ ‬بمفردها‭.‬

ويسعدني‭ ‬كثيراً‭ ‬أن‭ ‬عيالي‭ ‬ورثوا‭ ‬عني‭ ‬الذكاء‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أصغر‭ ‬صبيتي‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬المواصفات‭ ‬التي‭ ‬يطلبها‭ ‬في‭ ‬زوجة‭ ‬المستقبل‭: ‬تكون‭ ‬بيضاء‭ ‬وليست‭ ‬سوداء‭ ‬مثل‭ ‬بابا‭.. ‬ووجهها‭ ‬‮«‬منوّر‮»‬‭ ‬وذات‭ ‬حس‭ ‬موسيقي‭ ‬وتحفظ‭ ‬وتلقي‭ ‬النكات‭ ‬ولا‭ ‬تغادر‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬الأمسيات،‭ ‬فقالت‭ ‬له‭ ‬أخته‭: ‬يعني‭ ‬حتتزوج‭ ‬التلفزيون‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا