زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
هل فعلا أنا «فَلْتَة» (1)
لا تثريب عليّ لو مارست التباهي قليلا، وخاصة بعد أن أثبتت نتائج دراسة طبية «نظرياً» أنني سأعمر كثيرا وطويلا، لأن اختبار معدل الذكاء (آي كيو) أثبت أنني ذكي بدرجة تؤهلني لطلب اللجوء الثقافي في بلد أو قارة تنتج الثقافة ولا تستهلك إنتاج الآخرين ثم تسبهم، بعد أن ثبت علمياً أن الأذكياء طويلو الأعمار. وقد عرفت أنني ذكي بعد نيل الشهادة الجامعية بثلاثة أعوام عندما جلست لامتحان تحريري ومقابلات شخصية لاختيار دبلوماسيين شباب، وكان من ضمن الاختبارات قياس معدل الذكاء (IQ)، وتم اختياري لأصبح دبلوماسيا رغم أنني كنت مقتنعا أنني افتقر الى «الدبلوماسية» حتى في حياتي الشخصية وعلاقاتي الاجتماعية، بمعنى أنني «واضح زيادة عن اللزوم ولا أحب اللف والدوران»، ولكن المفاجأة السارة التي نسيت أمرها طويلا أن معدل ذكائي كان 135%، ومن شر حاسد إذا حسد (رئيس وزراء الاسرائيلي نتنياهو يتفوق علي قليلا في هذا المجال لأن معدل ذكائه نحو 180% فقط، ويعتبر من أذكى 20 شخصية في العالم، فموتوا بغيظكم).
تقول دراسات محكمة إن الأشخاص الأذكياء يعيشون طويلا، وقد بدأت أول دراسة علمية في هذا المجال في اسكتلندا في عام 1921 حيث أخضع المئات من تلاميذ مدارس أعمارهم 11 سنة لاختبارات ذكاء، ثم ظل الباحثون يتابعون مسيراتهم، وكانت النتيجة أن معظم من كانوا على ذكاء عال عاشوا حتى تجاوزوا الثمانين، وأسأل الله أن تكون نتائج تلك الدراسات صحيحة حتى أعيش وأشهد استنجاد الولايات المتحدة بقوات عربية لمنع المكسيك من احتلال كاليفورنيا، وتقديم السودان قرضا لليابان وجعل القدس عاصمة لدولة فلسطينية حقيقية وليست افتراضية كما هو حادث حاليا.
ثم جاءتني بشارة ثانية، وطبعا من مصادر غربية، وكما هو معلوم فإنني عميل غربي معتّق، فقد عملت في السفارة البريطانية في الخرطوم وشركة أرامكو عندما كانت أمريكية في الظهران في السعودية ثم تلفزيون بي بي سي في لندن ومازلت أدمن قراءة صحيفة الغارديان البريطانية ومجلتي تايم ونيوزويك الأمريكيتين، وحاليا من أكبر مناصري دونالد ترامب وأتمنى أن يفوز مجددا بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر من العام المقبل على أمل أن يمنى هو والحزب بهزيمة مدوية أو يفوز بالرئاسة فـ«يجيب خبر» أمريكا.
المهم أن البشارة أتتني من فريق باحثين يقودهم البروفيسور جون جنكينز تفيد بأن الاستماع إلى موسيقى موزارت عشر دقائق فقط كفيل برفع معدل الذكاء بنحو سبع نقاط، ورغم أنني إلى عهد قريب كنت أعتقد أن السيمفونية هي نظام الشفط الخاص بدورات المياه فإنه كان لي عظيم الشرف بمشاهدة فيلم «أماديوس» الذي يحكي قصة حياة الموسيقار الموهوب موزارت عشر مرات في سنة واحدة. ومعنى هذا أن معدل ذكائي الذي قيل لي من قبل إنه يبلغ 135 نقطة زاد بعد مشاهدة الفيلم الذي يحوي سيمفونيات وسوناتات موزارت سبعين درجة، أي أن مجموع معدل ذكائي وصل إلى أكثر من 200 نقطة، أي أعلى بخمس وخمسين نقطة عن معدل ذكاء اينشتاين. يعني أيها القارئ أنت تقرأ الآن لواحد من فلتات الزمان (قل: ما شاء الله وعين الحسود فيها عود).
كم كنت متواضعاً زيادة عن اللزوم طوال السنوات الماضية، ولكنني أقر في ذات الوقت بأنني لست أفهم تجليات عبقريتي: كيف أكون صاحب أعلى معدل ذكاء في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأنا لم أنجح قط في امتحان رياضيات أو كيمياء أو فيزياء؟ كيف أكون أذكى أهل السودان ولم أنجح طوال عقود في الحصول على مقعد وزاري في حين أن زملاء لي من النوع الذي إذا سمع نكتة يوم الأربعاء أضحكته يوم السبت يحملون لقب وزير سابق منذ نحو 25 سنة ودخلوا عدة تشكيلات حكومية اشتراكية وإسلامية وناصرية وساداتية وقذافية وشعيرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك