العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

لماذا أخوكم مسنود

استنكر‭ ‬عرب‭ ‬كثيرون‭ ‬لقاء‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬السيادة‭ ‬السوداني‭ ‬الحالي‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬برئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬يوغندا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬والآن‭ ‬انتهى‭ ‬زمن‭ ‬اللّف‭ ‬والدوران،‭ ‬وجاء‭ ‬وقت‭ ‬الحسم،‭ ‬ولا‭ ‬تفاوض‭ ‬ولا‭ ‬مساومة،‭ ‬وسأتمسك‭ ‬بمطالبي،‭ ‬والويل‭ ‬والثبور‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتجاهلها،‭ ‬وأول‭ ‬تلك‭ ‬المطالب‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬الصحيفة‭ ‬ألفا‭ ‬وسبعمائة‭ ‬دينار‭ ‬يومياً‭ ‬نظير‭ ‬تحرير‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية،‭ ‬وثانيها،‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬صورتي‭ ‬في‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عدد،‭ ‬وثالثها‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬ملحق‭ ‬خاص،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬في‭ ‬غلاف‭ ‬منفصل‭.‬

أنني‭ ‬أتحدث‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬قوة‭ ‬لأنني‭ ‬‮«‬مسنود‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬حصحص‭ ‬الحق،‭ ‬واتضح‭ ‬أن‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬سوداني‭ ‬الأصل‭ ‬والمولد‭. ‬نعم،‭ ‬هو‭ ‬كذلك‭ ‬فموتوا‭ ‬بغيظكم‭.  ‬بيبي‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬منطقة‭ ‬الشايقية‭ ‬في‭ ‬ديار‭ ‬النوبة‭ ‬السودانية‭...  ‬يعني‭ ‬‮«‬من‭ ‬عندنا‮»‬‭....  ‬يعني‭ ‬‮«‬بلدياتنا‮»‬‭...  ‬وصاحبكم‭ ‬نوبي‭ ‬أصيل‭ ‬وعجمي‭ ‬اللسان،‭ ‬وأصبح‭ ‬‮«‬عرنوبياً‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬عربياً‭ - ‬نوبياً‭ ‬نتيجة‭ ‬للتعريب‭ ‬القسري‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬ديار‭ ‬النوبة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬‮«‬الغزاة‮»‬‭ ‬العرب،‭ ‬والآن‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬تبرؤه‭ ‬من‭ ‬نصفه‭ ‬العربي‭ ‬علناً‭ ‬وبقلب‭ ‬جامد،‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يعجبه‭ ‬ذلك‭ ‬فليشرب‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الميت،‭ ‬فقد‭ ‬تداولت‭ ‬مصادر‭ ‬سودانية‭ ‬مختلفة‭ ‬شجرة‭ ‬عائلة‭ ‬نتنياهو‭ ‬وأكدت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬منطقة‭ ‬مروي‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬السودان‭ ‬وكان‭ ‬لإسرائيل‭ ‬سفير‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬لأب‭ ‬كان‭ ‬يدير‭ ‬المتجر‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬البلدة،‭ ‬وغادرها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أهله‭ ‬وهو‭ ‬صبي

انتهى‭ ‬زمن‭ ‬الخوف‭... ‬كنتم‭ ‬يا‭ ‬عرب‭ ‬آخر‭ ‬الزمان‭ ‬تتفاخرون‭ ‬بأن‭ ‬شمعون‭ ‬بيريس‭ ‬ابن‭ ‬عمكم‭. ‬بيريس‭ ‬التعس‭ ‬الخائب‭ ‬دخل‭ ‬التاريخ‭ ‬بوصفه‭ ‬السياسي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬حزبه‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬انتخابات‭ ‬عامة‭ ‬وخسرها‭ ‬بجدارة،‭ ‬فهو‭ ‬رجل‭ ‬يملك‭ ‬قدرة‭ ‬عجيبة‭ ‬على‭ ‬انتزاع‭ ‬الفشل‭ ‬من‭ ‬فك‭ ‬النجاح‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ابن‭ ‬عمكم‭.  ‬أما‭ ‬قريبي‭ ‬وبلدياتي‭ ‬نتنياهو،‭ ‬فهو‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭... ‬سوداني‭ ‬أصيل‭...  ‬رأسه‭ ‬‮«‬ناشف‮»‬‭...  ‬يقول‭ ‬للأعور‭ ‬‮«‬أنت‭ ‬أعمى‮»‬‭...  ‬وكلامه‭ ‬‮«‬ماشي‮»‬‭... ‬عندما‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬أصغر‭ ‬زعماء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬سناً،‭ ‬وأقلهم‭ ‬تجربة‭ ‬وخبرة‭... ‬ولكنه‭ ‬طويل‭ ‬القامة‭ ‬السياسية‭... ‬تحول‭ ‬نظراته‭ ‬الحليب‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬روب‮»‬‭... ‬سافر‭ ‬إلى‭ ‬واشنطن‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬وأعطى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬درساً‭ ‬خصوصياً‭ ‬في‭ ‬فنون‭ ‬السياسة‭ ‬والحكم،‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭: ‬‮«‬اسمع‭ ‬يا‭ ‬ولد‭ ‬يا‭ ‬كلينتون‭...  ‬أنا‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬السودان‭ ‬ولن‭ ‬أسمح‭ ‬لكم‭ ‬بفرض‭ ‬أي‭ ‬عقوبات‭ ‬عليه‮»‬،‭ ‬وهكذا‭ ‬فرضت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬السودان‭ ‬فقط‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬غادر‭ ‬نتنياهو‭ ‬واشنطن‭.‬

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الأحداث‭ ‬والوقائع‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬الراحل‭ ‬جعفر‭ ‬نميري‭ ‬كان‭ ‬يتحلى‭ ‬ببعد‭ ‬النظر،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬نميري‭ ‬يعرف‭ ‬صلة‭ ‬القرابة‭ ‬بين‭ ‬زعيم‭ ‬الليكود‭ ‬وأهل‭ ‬شمال‭ ‬السودان‭ ‬فقبل‭ ‬بالتالي‭ ‬بترحيل‭ ‬يهود‭ ‬الفلاشا‭ ‬من‭ ‬إثيوبيا‭ ‬عبر‭ ‬السودان‭ ‬بسعر‭ ‬التكلفة‭.  ‬وأخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬منا‭ ‬وفينا‭ ‬بحكم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬السودان‭ ‬‮«‬الشقيق‮»‬،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬السودان‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬فلا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬منح‭ ‬نتنياهو،‭ ‬بصفته‭ ‬الشخصية،‭ ‬عضوية‭ ‬الجامعة‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬العرب‭ ‬جادين‭ ‬في‭ ‬تحجيم‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتقليم‭ ‬أظافرها‭ ‬فعليهم‭ ‬أن‭ ‬يسعوا‭ ‬إلى‭ ‬ضمها‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ولو‭ ‬بالقوة‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬كفيل‭ ‬بتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬أليفة‭ ‬ومدجنة‭ ‬لا‭ ‬تهش‭ ‬ولا‭ ‬تنش‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الآيسكريم‭ ‬و‭ (‬المِش‭). ‬ويطيب‭ ‬لي،‭ ‬بل‭ ‬ويسعدني‭ ‬أن‭ ‬أحذر‭ ‬الصحافة‭ ‬العربية،‭ ‬والمصرية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬بأن‭ ‬إطلاق‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬نتن‮»‬‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الشقيقة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السكوت‭ ‬عليه‭...  ‬كيف‭ ‬هو‭ ‬‮«‬نتن‮»‬؟‭  ‬أنه‭ ‬أمين‭ ‬مع‭ ‬نفسه‭ ‬ومع‭ ‬غيره،‭ ‬وجدير‭ ‬بالإعجاب‭ ‬لأنه‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬يقول،‭ ‬ورجل‭ ‬عملي‭: ‬طاخ‭ ‬طراخ‭. ‬ولأنه‭ ‬منا‭ ‬وفينا‭ ‬فلنناديه‭ ‬باسمه‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬بنيامين‮»‬‭ ‬أو‭ ‬باسم‭ ‬الدلع‭ ‬‮«‬بيبي‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬‮«‬تيتي‮»‬‭.  ‬المهم‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬الا‭ ‬‮«‬نتن‮»‬،‭ ‬فربما‭ ‬يرق‭ ‬قلبه‭ ‬عليكم‭ ‬ويسمح‭ ‬بإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬مربوطة‭ ‬بنفق‭ ‬مع‭ ‬غزة،‭ ‬وأهل‭ ‬غزة‭ ‬يعجبوك‭ ‬في‭ ‬حفر‭ ‬الأنفاق‭ ‬خشية‭ ‬إملاق‭.‬

‭(‬من‭ ‬عواقب‭ ‬المزاعم‭ ‬بأن‭ ‬نتنياهو‭ ‬وآخرين‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬نشأوا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشايقية‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬أن‭ ‬السودانيين‭ ‬يتفننون‭ ‬في‭ ‬تأليف‭ ‬النكات‭ ‬عن‭ ‬بخل‭ ‬الشايقية‭ ‬لأنهم‭ ‬فقط‭ ‬شاطرون‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬والزراعة‭).‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا