العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

محمد الشيخ ..

 

رغم‭ ‬علمنا‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬قد‭ ‬أوجدنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوسيعة‭ ‬مختلفين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نريد‭ ‬ونصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الآخرون‭ ‬مماثلين‭ ‬لنا‭ ‬ومتشاكلين،‭ ‬وعندما‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يخالفك‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬والنظر‭ ‬والتفسير‭ ‬والموقف،‭ ‬فكل‭ ‬ذلك‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬ولم‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬وجدنا‭ ‬عليه،‭ ‬فالاختلاف‭ ‬هو‭ ‬الأساس،‭ ‬والتوافق‭ ‬هو‭ ‬الفرع،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الفهم‭ ‬السطحي،‭ ‬بأن‭ ‬صاحب‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاختلاف‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الإتلاف،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬توضيح‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬للأمور‭ ‬المختلفة،‭ ‬فعندما‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬أو‭ ‬آخرا‭ ‬تختلف‭ ‬أو‭ ‬يختلف‭ ‬معك،‭ ‬فليس‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬وجود‭ ‬نقيصة‭ ‬فيك‭ ‬أو‭ ‬فيه،‭ ‬وإنما‭ ‬كل‭ ‬منكما‭ ‬يرى‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬زاويته‭ ‬الخاصة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مركبات‭ ‬عديدة‭ ‬ومتداخلة‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬وراثية‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭. ‬اكتسابية‭ ‬وتجارب‭ ‬وثقافة‭ ‬وغيرها‭. ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نركن‭ ‬الاختلاف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاختلاف‭ ‬على‭ ‬الهامش،‭ ‬ولا‭ ‬نلتفت‭ ‬إليه،‭ ‬لأنه‭ ‬خارج‭ ‬سياق‭ ‬مقصودنا‭.‬

والكابتن‭ ‬محمد‭ ‬الشيخ‭ ‬لاعب‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬ومدرب‭ ‬منتخب‭ ‬الشواطئ‭ ‬سابقا‭ ‬والإداري‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬البسيتين،‭ ‬أقول‭ (‬ربما‭) ‬يوجد‭ ‬عدد‭ ‬يزيد‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬من‭ ‬الرياضيين‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يختلفون‭ ‬معه‭ ‬أو‭ ‬يختلفون‭ ‬عليه،‭ ‬وسوى‭ ‬كان‭ ‬الاختلاف‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬الثاني‭ ‬أو‭ ‬كلاهما،‮ ‬‭ ‬فمحمد‭ ‬الشيخ‭ ‬يشهد‭ ‬التاريخ‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اثنين‭ ‬‮«‬النصراوي‭ ‬الكابتن‭ ‬حسن‭ ‬عبدالله‭ ‬ارشيد‮»‬‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬جيله‭ ‬‮«‬إن‭ ‬لم‭ ‬تخن‭ ‬الذاكرة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬لازال‭ ‬صامدا‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬لاعبا‭ ‬ومدربا‭ ‬وإداريا،‭ ‬لقد‭ ‬ترعرعت‭ ‬معرفتي‭ ‬بالشيخ‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬منذ‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬للشباب‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‮ ‬‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬نادي‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬فريقي‭ ‬الجفير‭ (‬النصر‭) ‬والتقدم‭ (‬الخليج‭) ‬وفاز‭ ‬حينها‭ ‬الجفير‭ ‬باللقب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬الشرارة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬انتشرت‭ ‬اللعبة‭ ‬بجنون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مفاصل‭ ‬منطقة‭ ‬الجفير،‭ ‬وكل‭ ‬البطولات‭ ‬والألقاب‭ ‬اللاحقة‭ ‬يعود‭ ‬الفضل‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المباراة‭ ‬وكأسها،‭ ‬وكانت‭ ‬حينها‭ ‬صفوف‭ ‬الفريقين‭ ‬الجفير‭ ‬والتقدم‭ ‬تضمان‭ ‬عناصر‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬يمثل‭ ‬قيمة‭ ‬وقامة،‭ ‬والكلام‭ ‬عنهم‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬ابتعد‭ ‬عن‭ ‬اللعبة‭ ‬لظروفه،‭ ‬وآخرون‭ ‬غادروها‭ ‬مكرهين‭.‬

نعود‭ ‬لمحمد‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬بو‭ ‬عبدالله‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬صلب‭ ‬الفكرة‭ ‬هنا،‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكمل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬سطرها‭ ‬السابقون‭ ‬في‭ ‬ناديه‭ ‬البسيتين‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ولكنه‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬غيره‭ ‬يواجه‭ ‬أمواجا‭ ‬عاتية،‭ ‬وهو‭ ‬لذلك‭ ‬يصارع‭ ‬لا‭ ‬لشيء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتبادر‭ ‬لنا،‭ ‬إلا‭ ‬لأن‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬تسري‭ ‬في‭ ‬عروقه‭ ‬أحبها‭ ‬ولازال‭ ‬متعلقا‭ ‬بها،‭ ‬وذنبه‭ ‬الوحيد‭ ‬أنه‭ ‬ينتمي‭ ‬لجيل‭ ‬جميل‭ ‬مخلص‭ ‬ووفي‭.. ‬متعه‭ ‬وأبناء‭ ‬جيله‭ ‬بموفور‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية‭ ‬وطول‭ ‬العمر‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا