العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

بلا بيئة بلا حشرات

يشكو‭ ‬أهل‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬تتعرض‭ ‬للتسخين‭ ‬بوتيرة‭ ‬سريعة،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬ستظل‭ ‬ترتفع‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭ ‬بالانقراض،‭ ‬ومعظم،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الكائنات‭ ‬من‭ ‬الحشرات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬جماعات‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬سلفا‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬سرادقات‭ ‬العزاء‭ ‬لتلك‭ ‬الحشرات،‭ ‬وإصدار‭ ‬المناشدات‭ ‬لحشد‭ ‬الجهود‭ ‬لحماية‭ ‬ما‭ ‬يتبقى‭ ‬منها،‭ ‬وبصراحة‭ ‬فإنني‭ ‬لا‭ ‬أفهم‭ ‬لماذا‭ ‬يحزن‭ ‬شخص‭ ‬عاقل‭ ‬على‭ ‬انقراض‭ ‬حشرة،‭ ‬مع‭ ‬أننا‭ ‬جميعا‭ ‬لا‭ ‬نتردد‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬أي‭ ‬حشرة‭ ‬تعترض‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تعترض‭ ‬طريقنا‭! ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الخواجات‭ ‬قوم‭ ‬بارعون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ويقتلون‭ ‬الشخص‭ ‬ويمشون‭ ‬في‭ ‬جنازته،‭ ‬فقد‭ ‬ابتكروا‭ ‬القرصنة‭ ‬وتجارة‭ ‬الرقيق،‭ ‬ثم‭ ‬استعمروا‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬بحجة‭ ‬محاربة‭ ‬القرصنة‭ ‬وتجارة‭ ‬الرقيق،‭ ‬واستعبدوا‭ ‬الشعوب‭ ‬وقتلوا‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬الاستقلال‭ ‬من‭ ‬الاستعمار،‭ ‬ثم‭ ‬صاروا‭ ‬الأجهر‭ ‬صوتا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المناداة‭ ‬بحق‭ ‬الإنسان‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬الاختيار‭ ‬الحر‭ ‬لمصيره،‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬يضر‭ ‬بالبيئة‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬أوروبا‭ ‬أو‭ ‬مؤخرة‭ ‬أمريكا‭: ‬الدخان‭ ‬والغبار‭ ‬والإشعاعات‭ ‬والمواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬وليدي‭ ‬غاغا،‭ ‬ومايكل‭ ‬جاكسون‭!! ‬

أبناء‭ ‬قراد‭ ‬الخنزير‭ ‬يبكون‭ ‬على‭ ‬الحشرات‭ ‬ويصدرون‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مبيدات‭ ‬الحشرات‭ ‬التي‭ ‬يؤدي‭ ‬استخدامها‭ ‬إلى‭ ‬إبادة‭ ‬البشر،‭ ‬لأنها‭ ‬تتلف‭ ‬الرئة‭ ‬وتسمم‭ ‬الدم،‭ ‬وكتبت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عن‭ ‬كيف‭ ‬أنهم‭ ‬جندوا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬المذيع‭ ‬الراحل‭ ‬السمج‭ ‬سامي‭ ‬حداد‭ ‬ليبلغنا‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬سوبر‭ ‬ريد‮»‬‭ ‬ذا‭ ‬القوة‭ ‬الثلاثية‭ ‬يبيد‭ ‬الحشرات‭ ‬من‭ ‬بخة‭ ‬واحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬عبر‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزيون،‭ ‬ويقال‭ ‬إن‭ ‬شعر‭ ‬سامي‭ ‬حداد‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬أبيض‭ ‬بالكامل‭ ‬بسبب‭ ‬القوة‭ ‬الثلاثية‭ ‬لسوبر‭ ‬ريد،‭ ‬مما‭ ‬أكسبه‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬سامي‭ ‬أوكسيد‭ ‬الكربون‮»‬‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬بحريني‭ (‬ليسامحني‭ ‬فقد‭ ‬سقط‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬بسبب‭ ‬المبيدات‭ ‬الأمريكية‭)! ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬لا‭ ‬يهمني‭ ‬شخصيا‭ ‬أن‭ ‬تختفي‭ ‬جميع‭ ‬الحشرات‭ ‬من‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬بل‭ ‬سيسعدني‭ ‬ذلك‭ ‬نكاية‭ ‬بالغربيين،‭ ‬الذين‭ ‬شكلوا‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬جمعية‭ ‬لحماية‭ ‬أجناس‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الحشرات‭ ‬والطيور‭ ‬والحيوانات،‭ ‬بينما‭ ‬لديهم‭ ‬خمس‭ ‬جمعيات‭ ‬فقط‭ ‬تتحدث‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬داهية‭ ‬تأخذ‭ ‬الحشرات‭ ‬والحشريين‭ ‬الذين‭ ‬يحشرون‭ ‬أنوفهم‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭! ‬وأهيب‭ ‬بالقراء‭ ‬أن‭ ‬يضاعفوا‭ ‬جهودهم‭ ‬لقتل‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬العناكب‭ ‬والصراصير‭ ‬باستخدام‭ ‬الشباشب‭ ‬والبراطيش‭ ‬والكبريت،‭ ‬وإذا‭ ‬احتج‭ ‬الغربيون،‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬قتلها‭ ‬ونكرس‭ ‬الجهود‭ ‬للقبض‭ ‬عليها‭ ‬وإرسالها‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬كي‭ ‬تنعم‭ ‬بالحماية،‭ ‬ومن‭ ‬جانبي‭ ‬أتعهد‭ ‬بأن‭ ‬أصدر‭ ‬لبلاد‭ ‬الخواجات‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬بعوضة‭ ‬سودانية‭ ‬حسنة‭ ‬التغذية‭ ‬يوميا‭ ‬على‭ ‬نفقتي‭ ‬الخاصة،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬خدمة‭ ‬للبشرية‭ ‬لأن‭ ‬الخواجات‭ ‬لن‭ ‬ينتجوا‭ ‬عقارا‭ ‬ناجعا‭ ‬لعلاج‭ ‬الملاريا‭ ‬أو‭ ‬الوقاية‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ينشر‭ ‬البعوض‭ ‬ذلك‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭. (‬هل‭ ‬تصدق‭ ‬أن‭ ‬ابناء‭ ‬الذين‭ ‬هؤلاء‭ ‬توصلوا‭ ‬الى‭ ‬وسيلة‭ ‬تجعل‭ ‬أنثى‭ ‬البعوض‭ ‬عاقرا،‭ ‬مما‭ ‬يعجل‭ ‬بانقراضه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الملاريا‭ ‬نهائيا‭    -‬أنثى‭ ‬البعوض‭ ‬وليس‭ ‬الذكر‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬البلاوي‭- ‬حسبي‭ ‬الله‭ ‬عليهن‭ - ‬ثم‭ ‬تباكى‭ ‬من‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬أصدقاء‭ ‬البيئة‭: ‬حرام‭ ‬ينقرض‭ ‬البعوض‭ ‬كله‭!! ‬يا‭ ‬أولاد‭ ‬ال‭.... ‬هل‭ ‬حلال‭ ‬أن‭ ‬ينقرض‭ ‬ملايين‭ ‬البشر‭ ‬سنويا‭ ‬بالملاريا؟‭) ‬ولحسن‭ ‬الحظ‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬للذباب‭ ‬وبإمكانها‭ ‬تفادي‭ ‬تهمة‭ ‬ممارسة‭ ‬الإرهاب‭ ‬البيئي‭ ‬بقتل‭ ‬الذباب،‭ ‬بتصدير‭ ‬الفائض‭ ‬منه‭ - ‬ويقدر‭ ‬بنحو‭ ‬مليار‭ ‬تريليون‭ ‬في‭ ‬اليوم‭-  ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا،‭ ‬فمتوسط‭ ‬دخل‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الذباب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نحو‭ ‬837‭ ‬ألف‭ ‬ذبابة‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬للأنانية‭ ‬والتكويش،‭ ‬ومن‭ ‬الخير‭ ‬لنا‭ ‬وللذباب‭ ‬أن‭ ‬نهديه‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الأطلسية‭ ‬كي‭ ‬ينعم‭ ‬بالحماية‭ ‬هناك،‭ ‬بل‭ ‬أقترح‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬أن‭ ‬تهدي‭ ‬أوروبا‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬الكبسة‭ ‬والذي‭ ‬يبلغ‭ ‬يوميا‭ ‬نحو‭ ‬23‭ ‬ألف‭ ‬طنا‭ ‬لتعيش‭ ‬عليها‭ ‬الحشرات‭ ‬هناك،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الإلقاء‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭!... ‬وإذا‭ ‬دخلنا‭ ‬مجال‭ ‬تصدير‭ ‬الحشرات‭ ‬فإننا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سنسجل‭ ‬تفوقا‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا