زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
هل هؤلاء بشر؟
رغم أن الطلاق حل بغيض عند الخالق والمخلوق، إلا أنني أعلن عن تعاطفي مع السيدة مريم في سعيها لتطليق زوجها محمد بعد أن أصبحت حياتها معه جحيماً، بل وأدعوها إلى العودة إلى مقاعد الدراسة، وأناشد السلطات التعليمية أن تعطيها الفرصة كي تلحق بزميلاتها في الصف الثالث الابتدائي بعد أن غادرت كرسي الدراسة وعمرها تسع سنوات لتتفرغ لشؤون زوجها وبيتها.
مريم هي السيدة الإيرانية البالغة من العمر الآن عشر سنوات، والتي نشرت حكايتها العديد من الصحف بالعديد من اللغات، والتي طلبت الطلاق من بعلها البالغ من العمر 15 سنة، بعد أن ضربها، ويبدو أن السيد محمد رجل حمش لأنه لم يكتف بضرب مريم، بل ضرب أمها أيضاً فدخل التاريخ كأول شرقي يعرف أن تأديب الزوجة يأتي عبر تأديب الحماة، ولا أقول هذا من باب الهزل بل عن اقتناع بأن فشل الكثير من الزيجات تتسبب فيه الحموات بحشر أنوفهن في شؤون زوجة الابن أو زوج الابنة لتأليب هذا على تلك، ولو وجدن شخصاً مثل أبي حميد الايراني هذا يكسر أنوفهن لأمكن جبر كسر الكثير من البيوت.
وتذكرني حكاية مريم ومحمد التي وصلت إلى المحاكم بحكاية إيراني آخر أكن له احتراماً شديداً لأنه أيضاً طلق زوجته، وقد كتبت عنه في هذه الزاوية قبل نحو ثلاث سنوات، وقد لجأ صاحبنا إلى الطلاق بعد أن مل زوجته وسئم منها، فقد ظلا متزوجين طوال 65 سنة، قال الشاعر ولعله زهير بن أبي سلمى.. (ومن يعش ثمانين حولا، لا أبالك يسأم) فما بالك لو بقيت متزوجا لأكثر من ستين؟ ملل فظيع: يعني الواحد يطالع نفس الوجه بعد كذا وعشرين سنة من الزواج معقولة بعض الشيء، ولكن أن يرفع الرجل الشرقي الذي ولد مدللا رأسه ويجد إلى جواره وجهاً يشبه البيتزا، كل قطعة منه (شكل) فهذه كثيرة وكبيرة.. بالإنجليزي: تو مَتش!! معليش وسامحوني فزاويتي اليوم ليس فيها شيء مفرح، أو يحمل على الابتسام، بل المقصود منها إثارة القرف والغثيان، ولا تنكروا أننا قوم قد نذبح الفتاة إذا تلقت رسالة على هيئة وردة عبر الهاتف الجوال حتى قبل أن نتحرى مصدرها، ونجيز للأخ قتل أخته باسم الشرف، ونكتشف لاحقاً أن القتيلة كانت عذراء وأن الأخ الشهم الشريف فعل فعلته كي لا تقاسمه أخته «الورث».
في باكستان ضمن جان محمد أحد أصدقائه في صفقة أرز قيمتها نحو 800 دولار، وعجز الصديق عن سداد الدين فطالب التاجر الضامن وهو جان محمد بأن يسد الدين، فلما أبلغه بأنه لا يملك ولا معشار هذا المبلغ قدم له التاجر عرضاً (سخيا): تعطيني بنتك. وبدون تردد باع جان محمد بنته البالغة من العمر تسع سنوات إلى التاجر نظير اسقاط الثمانمائة دولار عنه كضامن لصديقه، وفي نظر (الأعراف القبلية) الباكستانية فقد أثبت التاجر أنه شهم حيث قام بتزويج البنت ذات السنوات التسع إلى أخيه عبدالستار الذي تجاوز الستين.. ولولا أن محامياً ناشطاً في مجال حقوق الإنسان سمع بتلك الصفقة، لظلت الطفلة المسكينة سلعة تحت تصرف العجوز الدردبيس عبدالستار. وتدخل المحامي في الأمر في اليوم الرابع من الصفقة ونجح في إبطالها ولنذهب إلى هونغ كونغ لنرى عينة أخرى من الرجال الحقيرين غير الجديرين بالانتماء إلى الجنس البشري: الرجل صيني اسمه لام واي شو (اسم مناسب لأنه بالإنجليزية يعني الجزمة/الحذاء). رزقه الله ببنت خديج (لم تكمل 9 أشهر في بطن أمها) وسماها آيريس، وكسائر الأطفال كانت تبكي فكان الأب (جزمة) هذا يضع فوطة على فمها لكتم صوتها، وذات مرة ضاق ببكائها ووضعها في ثلاجة، ولحسن حظ الطفلة فقد رأت صديقة للرجل (الجزمة) ما فعله، وأخرجت الطفلة من الثلاجة. كان الصيني الجزمة يرج طفلته رجا كلما بكت حتى أصيبت بتلف في الدماغ والرئة، ثم أدركتها رحمة ربي و.... ماتت... والله لو عادت عقارب الساعة إلى الوراء لـ (سحبت) أي ضربة وجهتها إلى أي من عيالي، رغم أنني لم أضرب ايا منهم ضرباً مبرحا أو مؤلما، بل وفي لحظات انفلات أعصاب ضربت الواحد منهم مرة واحدة تكفي لزجره ونهيه عن الخطأ. وعندما بدأ أكبر عيالي يفكر في الزواج قلت له: لا تفعل بعيالك شيئاً كان يضايقك عندما يصدر عني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك