زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عن الشاب الرقاصة!!
على مدى سنوات طويلة ومتتابعة ظل أصدقائي القانونيون يحذرونني من التعرض للملاحقة القضائية من قبل الراقصات والمذيعات المتشخلعات اللائي أغتابهن في مقالاتي، ولكنني لا أستطيع مقاومة «إغرائهن». أقصد أنهن يغرينني بشتمهن، فقد أبت الصحف والقنوات الفضائية العربية إلا أن تستفزني بنقل أخبار ووقائع عن الراقصات. وكان لابد أن أستجيب للاستفزاز واللي بدو يصير، يصير، وإذا قاضتني راقصة فسيكون دفاعي أنني شتمتها ورصيفاتها لأنهن دأبن على التحرش بي حتى وأنا في بيتي، مما عرض زواجي بل حياتي للخطر لأن أم المعارك اتهمتني بأنني أشتمهن للتغطية على أمور مريبة.
قبل أعوام قليلة تعالى النحيب من الجماهير الرجالية العربية بعد أن سمعوا بعزوف «دينا» عن الرقص في الأماكن العامة، وإعلانها الامتناع عن ارتداء بدلة الرقص المعتادة، واعتبروا ذلك كارثة مهولة، وشاركهم في العويل ولطم الخدود، بعض الكتاب الصحفيين الذين تعوزهم الحصافة فامتهنوا السخافة، وربما كانت القيمة الأساسية لـ«دينا» هي أنها أول جامعية تنجح في احتراف الرقص، في زمن كانت فيه «أم جهل» التي اختيرت أما مثالية قبل أعوام قليلة تسود الساحة رفسا وهزا وشخشخة (ولك أن تستبدل الشين والخاء الثانيتين باللام والعين على التوالي)، ولكن البديل جاهز. فالشاب المغربي الأصل يودي تريجودي أصبح يمارس الرقص الشرقي ويلبس بدلة كلها هلاهيل وشخاليل وحسنة التهوية.
ويودي هذا يعيش في باريس منذ أن كان عمره خمس سنوات، وهو ليس خريج جامعة أي كلام، فهو خريج جامعة السوربون، التي لا يدخلها إلا ذو بأس أكاديمي شديد. وله شنب معقوف مثل شوكتي العقرب، موديل باب الحارة. وكيلا تظنوا به الظنون، وتحسبوا أنه من الصنف اللي «نص، نص»!! أبلغكم أنه متزوج.. نعم متزوج.. وزوجته أنثى!! يعني هو راقص شرقي ومتزوج بامرأة أمريكية، لم تجد في الشرق العربي شيئاً تتعلق به إلا هز الوسط فدخلت حلبة الرقص وشكلت ثنائيا مع بعلها يودي.
هذا الـ«يودي» يقول إن حلم حياته أن يرقص في مهرجان جرش في الأردن ليثبت للمرأة الشرقية أن الرجال قادرون على التفوق عليها في ميدان الرقص كما تفوقوا عليها في ميدان الغزوات الصيفية وتهريب الفياغرا (بالمناسبة فإن الرجال يتفوقون على النساء حتى في الميادين التي كانت تاريخيا وجغرافيا حكرا للنساء، فأفضل الطهاة رجال وأشهر من يمارس المكياج النسائي رجال، وأحسن من يصمم الأزياء النسائية رجال، ثم يؤلف الرجال الكتب ذات القيمة المعرفية العظيمة ويصبح اسمها أمهات الكتب- أين العدل؟).
ما لم يعجبني في الراقص يودي قوله إن فيفي عبده لا تجيد الرقص (رغم أنه وصفها بأنها إنسانة رائعة).. لا يا «معلمة» يودي.. كله إلا ست فيفي.. فحتى إذا غفرت لك هي زلة لسانك تلك فإن الجماهير الفيفاوية ستعاملك معاملة المسلمين لسلمان رشدي. (وأستدرك وأقول إن الهوجة التي أعقبت إصدار رشدي لروايته «آيات شيطانية»، التي تهكم فيها على رسول الإسلام عليه السلام، والسيدة عائشة رضي الله عنها، تسببت في الترويج للرواية على ركاكتها وضعفها الفني مقارنة بروايات رشدي الأخرى المتقنة، وكنت في لندن عندما أعلن الزعيم الإيراني آية الله الخميني عن جائزة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يقتل رشدي، وسال لعابي ولكن كنت بلا حيلة وحاولت إقناع السلطات الإيرانية برصد جائزة ولو مليونا دولار لمن يدل على مكان وجوده على أن يقتلوه هم زي ما بِدهم).
وأقول ليودي: لم لسانك إذا كنت حريصاً على الرقص في العواصم العربية. (لماذا يسمي المصريون الراقصة في الحفلات «عالمة»؟ يعني أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل لأنه اكتشف شيئا اسمه الفيمتو- ثانية - لست متأكدا، ربما اكتشف البيبسي- ثانية- المهم: زويل عالم، وفيفي عبدو التي لم تكتشف شيئا أيضا عالمة؟ هل لأنها تكشف ولا تكتشف؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك