زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
الصداع عرض لمرض
لا أظن أن هناك شخصاً راشداً على وجه الأرض لا يعاني الصداع مرة في الشهر أو كل شهرين على الأقل، وقد صار الصداع وبائياً خلال السنوات الأخيرة بسبب تسارع إيقاع الحياة، واضطراب نظم التغذية ومواعيد الوجبات، والهلع والهرولة بحجة الوفاء بمتطلبات الحياة، ويؤكد الأطباء أن الصداع عادة ما يكون مؤشرا إلى خلل في موضع ما في الجسم، وقد يكون ذلك الموضع بعيداً جداً عن الرأس حيث الألم.
وبما أنني (مصدّع) محترف، أي أعاني كثيراً من الصداع، فقد لاحظت أن زميلا لي معيناً في العمل يسبب لي آلاماً في الرأس، أي أن رأسي يوجعني كلما التقيت به، وهذا الزميل ليس سخيفا أو ثقيل الظل أو من النوع الذي يطلب «سلفة»، أو أن تضمنه في قرض مصرفي (تفاديا لكفالة طالبي القروض البنكية من معارفي أودعت حسابي في بنك «أجنبي»، لو طلبت أنت صاحب الحساب قرضا منه جعلك في تلتلة) طيب لماذا صار صاحبي ذاك مصدر صداع لي؟ قلبت الأمر في رأسي وانتبهت إلى أنه يستخدم عطرا نفاذا، وأنني صرت أعرف أنه قادم لزيارتي وهو على بعد كيلومتر من مكتبي، واكتشفت أنني أحس بالصداع بمجرد أن أقترب من ذلك الزميل أو أي شخص آخر يستخدم عطورا قوية الرائحة، بل تفاديت ذات مرة الركوب في المصعد الكهربائي (الأسانسير) مع ذلك الزميل، وتشاغلت بأمر ما حتى (حَل عني)، ثم عاد الأسانسير وركبته، و.. طاخ.. ضربة قوية على رأسي، فقد بقيت رائحة عطره معلقة في هواء الأسانسير. ثم زرت على الإنترنت موقع: www.headachquiz.com وقرأت فيه كلاماً يؤكد أن الصداع قد يكون نوعاً من الحساسية تجاه الروائح والأطعمة، وأن بعض الذين يعانون الصداع النصفي يعانون حساسية من بعض أنواع الأطعمة مثل المكسرات أو الشوكولاتة أو الأجبان المطبوخة. (عندي بنت تعاني من الصداع النصفي واكتشفت أن الموز يسبب لها نوبات تلك الصداع ضمن أشياء أخرى مثل المبيدات الحشرية، ولهذا فإننا نكافح الذباب في بيتنا بالضرب بالصحف القديمة والبرطوش).
وبما أنني قروي، فإنني من الذين يعتقدون أن الطب الشعبي أو التقليدي يوفر علاج الكثير من العلل، ولكنني أعرف في نفس الوقت أن ذلك النوع من الطب صار يجتذب الكثير من البلطجية والمشعوذين والمستهبلين، ولذلك فإنني لا استخدم من الأعشاب الطبية إلا تلك التي أعرف أنها مجربة وليس لها آثار جانبية، وشيئاً فشيئا صرت من أنصار ما يسمى بالطب البديل الذي لا يقوم على المداواة بالعقاقير الكيميائية، وجربت الإبر الصينية في علاج الصداع وآلام العضلات وكانت النتيجة إيجابية ومدهشة، وثقتي في العلاج الطبيعي physiotherapy بلا حدود، وكانت المجلة الطبية البريطانية التي تصدر عن المجلس الطبي للملكة المتحدة قد نشرت العام الماضي اقتراحاً يقضي بتوفير عيادات العلاج بالإبر الصينية لمن يعانون الصداع النصفي.. أنظر الموقع: www.acupuncture.org.uk .
ويقول تقرير نشرته المجلة الأوروبية لأمراض الأعصاب والدماغ أن من يعانون الصداع النصفي يستطيعون السيطرة عليه أو تقليل نوباته بتسجيل يومياتهم الغذائية: أفطرت اليوم بالبيض والجبن وسلطة حمص.. شربت كوبين من القهوة.. في الغداء أديتها كبسة.. وبيبسي.. في العشاء أكلت زبادي.. ثم تراقب: بعد أي أكلة جاءك الصداع؟ وبذلك تضع قائمة سوداء للأطعمة وتبعد عن رأسك المطارق والشواكيش التي تنهال عليه من كل الجوانب وتجعلك تفر من الناس. نفس تلك المجلة قالت إن تناول فيتامين بي تو B2 بانتظام يخفف نوبات الصداع بنسبة 50 بالمائة بعد نحو 3 أشهر من تعاطيها.
فقط أرجوك ألا تحملني مسؤولية تعاطي تلك الفيتامينات بكميات تجارية بل استشر طبيباً لتعرف الجرعة المأمونة، فقد اتضح أن الكثير من أقراص الفيتامينات قد تعود بأضرار جسيمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك