زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عن الرياضة والبوس والمرض
قبل بضعة أشهر قرأت في الصحف اليومية حكايات تثير العجب والقرف، والضحك الذي كالبكاء: شاب يمني يقتل شقيقه الأصغر بسبب خلاف حول ضربة جزاء خلال مباراة في كرة القدم، في قرية لا وجود لها على الأطلس. يعني المباراة كانت بين طرفين لم يسمع بهما أحد سوى أعضاء الفريقين، وتحريا للدقة فإنهما لم يكونا فريقين بالمعنى المتعارف عليه، بل إن شباب وصبية الحي انقسموا إلى مجموعتين، وشاءت الصدف أن يلعب الشقيقان «ضد» بعضهما البعض، وحدث الاختلاف، ولا يسلم الشرف الكروي من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم، وما على الشاب القاتل أن وطنه بالكامل يتعرض للقتل على يد أبنائه الأشاوس.
ويؤكد هذا ما ذهبت إليه مراراً من أن «الأخلاق الرياضية» أكذوبة وإشاعة، فالملاكمة والمصارعة لا أخلاقية، ومباريات كرة القدم لا تخلو من الركل والمكائد وشراء الذمم، بل هناك حركة في منافسات كرة القدم اسمها الفاول التكنيكي technical foul، والفاول كما نعلم هو الخطأ المتعمد خلال اللعب، وعلى وجه الخصوص استخدام الخشونة ضد لاعب من قبل آخر من الفريق المنافس، والفاول التكنيكي (من التكنيك) يكون عادة متعمدا وليس شديد الفظاظة، بقصد -في أغلب الأحوال- تحقيق ما يسمى «تهدئة اللعب»، ومباريات التنس التي كانت تشارك فيها الروسية آنا كورنيكوفا لم تكن تختلف كثيراً عن فيديوهات كليبات روبي! (كورنيكوفا تفرغت لعرض جسمها على أغلفة المجلات وشاشات التلفزة في سياق إعلانات تجارية وصارت مليونيرة، ولم أسمع بروبي منذ زمن طويل وربما انتهت «موضتها»).
أما الخبر الذي أطربني فهو من إندونيسيا ويفيد بأن أي شخصين يضبطان وهما يتبادلان القبلات في الطريق العام يواجهان الحكم بالسجن عشر سنوات وغرامة تفوق 22 ألف دولار، وبالنظر إلى معدلات دخل الفرد في تلك البلاد فإن كثيرين من مواطنيها قالوا إن هذه الغرامة «خير منها الإعدام». ونحن اليوم في فترة انتقالية من الشتاء الى الصيف وهي عادة موسم الإنفلونزا، التي قد تتخفى كورونا بها، ومن أبجديات الوقاية من المرض عدم الاحتكاك بين الناس، بمعنى أنه من الخير للعرب أن يكفوا عن التباوس بغرض «التحية»، وما لم تصدر السلطات في منطقة الخليج قرارات صارمة بتحريم وتجريم البوس مع تفشي أمراض البرد، فإن البوسات على الخدود ستبطل مفعول كل الاحتياطات الصحية والطبية التي سيتم اتخاذها، أما البوس على الأنوف فيجب أن تكون عقوبته مثل عقوبة الشروع في القتل!
وأزيدكم من الشعر بيتا: الإنفلونزا سواء كانت دجاجية أو ضفدعية تنتقل أيضاً عبر الملامسة باليد، فإذا حط فيروسها في يدك بعد أن عطس أو كح بالقرب منك شخص مصاب بالمرض، فلا تلمس وجهك بيدك حتى تغسلها جيداً بالصابون، وإذا ظهر الوباء «جيبها من قاصرها» وعليك الاكتفاء بالتحية «الشفهية»، يعني إذا مد أحدهم يده إليك مصافحاً أدخل إصبعا من يدك اليمنى في منخارك فيحس صاحبك بالقرف ويسحب يده الممدودة.
دعوني أنتقل إلى الحكاية الثالثة وهي عن العربي (من شرق المتوسط) الذي طلق زوجته بعد أن اكتشف أنها «خائنة»، فقد ظل الرجل يتبادل رسائل الغزل عبر الانترنت مع امرأة قالت له إنها مطلقة ومثقفة ومتدينة وتهوى المطالعة. واستمرت الرسائل بينهما ثلاثة أشهر، فكان لا بد من تصعيد العلاقة باللقاء، وهكذا بذل ع. جهداً كبيراً لإقناع الحبيبة الالكترونية بلقائه في مكان حدده، وارتدى كل منهما ملابس متفقا على تصاميمها وألوانها ليسهل على كل منهما التعرف على الآخر، وتكتك قلب ع. وطقطق عندما رأى المرأة جالسة في المكان المتفق عليه مرتدية الملابس المتفق عليها، ووقف أمامها ليقول لها الكلمات التي ظل يرددها طوال أيام، لترك انطباع جميل في نفسها، ولكنه وجد نفسه يقول: أنت طالق بالثلاثة.. فقد كانت العزباء المتدينة «زوجته»، التي كانت تقيم لدى ذويها بعد نشوب خلافات مع زوجها قبل أشهر ثلاثة، أصيبت الزوجة بانهيار عصبي ونقلت إلى المستشفى، ومازال ع. يشتم «الخاينة»، وهو -اسم الله عليه- رمز الوفاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك