خاطرة
عبدالرحمن فلاح
صفاء العقيدة!
لقد كانت وما زالت عقيدة الإسلام هي عقيدة جميع الأنبياء والرسل الكرام من لدن آدم إلى خاتمهم محمد (صلى الله وسلم عليهم)، ولقد أكد القرآن الكريم في أكثر من موضع على أن دين الأنبياء والرسل الكرام هو الإسلام، قال سبحانه: (إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) آل عمران /19.
إذًا، فعقيدة الإسلام هي عقيدة التوحيد الخالص، إلا أن أتباع اليهودية والنصرانية قد حرفوا كتبهم، ولأن اليهودية والنصرانية إنما جاءتا لأزمنة محددة، ولأمكنة معينة لم يتعهد الحق سبحانه بحفظ كتبهما فأضافوا وبدلوا فيها، ولما أراد الحق جل جلاله ختم الرسالات بنبوة خاتم الرسل محمد (صلى الله عليه وسلم) قال سبحانه: (.. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا…) المائدة /3. ولقد ضمن الحق سبحانه، وتعهد بحفظ القرآن الكريم، فقال تعالى: (إنَّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر /9.
إذًا، فلم يتول الله تعالى حفظ التوراة والإنجيل، وإنما جعل حفظهما تكليفًا يؤجرون على حفظه، ويعاقبون على مخالفته ولذلك دسوا فيهما الأساطير والأكاذيب، وأساؤوا إلى سمعة أنبيائهم وجعلوهم زناة وشاربي الخمور -وحاشاهم أن يفعلوا شيئًا من ذلك- وقد عصمهم الله تعالى من المعاصي، فما بالكم بالكبائر، ونسبوا كل ذلك إلى الله - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا- أمَّا القرآن الكريم، فقد حفظه الله تعالى من التحريف والتبديل، وبهذا صار ميزانًا يتحاكم إليه أصحاب الديانات الأخرى، وتوزن به النصوص المنحولة ويحكم عليها أو لها بالصحة أو البطلان، وموقف اليهود والنصارى من كتبهم المحرفة نجده في قوله تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون) التوبة / 30.
إذًا، فقد تشابهت مواقفهم مع مواقف الكفار الذين يعبدون الأصنام وهذا ما نصت عليه الآية (30) من سورة التوبة حين قالت: (يضاهئون قول الذين كفروا..) الذين عبدوا الملائكة والرجال الصالحين، وصنعوا لهم أصنامًا طافوا بها، وقدموا إليها القرابين، فهم إذًا يتشبهون بالكفار رغم أنهم أصحاب كتب سماوية إلا أنها بعد التحريف لم يعد لها قداسة مثل ما يستمتع بها القرآن الكريم.
وهكذا بقيت العقيدة الإسلامية، هي العقيدة الوحيدة التي لم يمسها التحريف والتزوير بالزيادة والنقصان، وهي حاكمة لكل العقائد إلى يوم الدين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك