خاطرة
عبدالرحمن فلاح
وللصلاة عطاء!
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام..كل العبادات فرضت بالوحي، وجاء بها جبريل (عليه السلام) إلا الصلاة فرضت بالمباشرة أو شبه المباشرة وليس من وسيط بين الله تعالى وبين رسوله محمد(صلى الله عليه وسلم) وذلك لمكانتها عند الله تعالى، ولأنها تمثل الصلة بين المسلم وبين ربه سبحانه.
وهي لا تنفك عن المسلم في ليله ونهاره، فهو معها وبها في حصن حصين تحول بينه وبين همزات الشياطين الذين حذرنا الله تعالى منهم، قال تعالى: «وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم» الأعراف / 200.
ومن حكمة ملازمة الصلاة للمسلم خمس مرات في اليوم والليلة أنها مطهرة للذنوب وحين يؤديها المسلم بكمال ركوعها وسجودها وخشوعها، فإنها تنهاه عن الفحشاء والمنكر، يقول سبحانه وتعالى: «أتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون» العنكبوت/ 45.
والسؤال الذي قد يطرأ على بال أحدكم هو: لماذا قال الله تعالى:
«.. إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..» ولَم يقل: إن الصلاة تمنع! ذلك لأن المنع يحتاج إلى قوة مادية، وحتى إن وجدت فأثرها محدود مهما طال أمدها، أما النهي فهو من عمل العقل وعمره أطول وأثره باقٍ لا يزول، ولا خير في إيمان يضعف فيزول أثره.
إذًا، فمن عطاء الصلاة أنها تنشط العقل وتستنهض همته، وتحرك ما سكن من أدوات الجدال والمحاجة فيه، وهذا هو دوره وتلك وظيفته التي خلق من أجلها يقول تعالى: «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..» الكهف / 29.
والصلاة لها عطاءات متجددة لا حصر لها تبدأ مع عقد النية عند الهم بأدائها وتنتهي بانتهائها ويخرج المسلم من المسجد طاهرًا مطهرًا من الذنوب الكثيرة، وهذا هو دور الصلاة ووظيفتها طوال الخمس أوقات.
إن التزام المسلم بأداء الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة يكون بمثابة الرعاية والعناية له طوال يومه وليلته، وعند المداومة على ذلك في ثبات ويقين تظهر آثار هذه العبادة العظيمة على سلوك المسلم، ويتحقق فيهم قول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده..» البخاري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك