العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

خاطرة

عبدالرحمن فلاح

.. وللتوحيد عطاء!

عن‭ ‬ابن‭ ‬عمر‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عنهما‭) ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬قال‭: ‬‮«‬بني‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬خمس‭: ‬شهادة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬وأن‭ ‬محمدًا‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬وإقام‭ ‬الصلاة،‭ ‬وإيتاء‭ ‬الزكاة،‭ ‬وحج‭ ‬البيت،‭ ‬وصوم‭ ‬رمضان‮»‬‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الأركان‭ ‬الخمسة‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬يعرف‭ ‬بها‭ ‬المسلم‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬بغيرها،‭ ‬وأول‭ ‬هذه‭ ‬الأركان‭ ‬التوحيد‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬بأن‭ ‬نعبده‭ ‬وحده‭ ‬سبحانه‭ ‬دون‭ ‬سواه،‭ ‬وهو‭ ‬وحده‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭ ‬الذي‭ ‬نتقرب‭ ‬إليه‭ ‬بالطاعات‭ ‬والانتهاء‭ ‬عما‭ ‬نهانا‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬المعاصي‭.‬

التوحيد‭ ‬إذًا‭ ‬هو‭ ‬أصل‭ ‬العقيدة،‭ ‬ولبها‭ ‬وجوهرها‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬عملٌ‭ ‬بدونه،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬ذنبًا‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬التساهل‭ ‬فيه،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬لقمان‭ ‬الحكيم،‭ ‬وهو‭ ‬يوجه‭ ‬النصح‭ ‬إلى‭ ‬ابنه‭ ‬ويسدد‭ ‬خطاه‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الإسلام‭ ‬الحنيف‭: ‬‮«‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬لقمان‭ ‬لابنه‭ ‬وهو‭ ‬يعظه‭ ‬يا‭ ‬بني‭ ‬لا‭ ‬تشرك‭ ‬بالله‭ ‬إن‭ ‬الشرك‭ ‬لظلم‭ ‬عظيم‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬لقمان‭ / ‬‮١٣‬‭.‬

وللتوحيد‭ ‬عطاء‭ ‬غير‭ ‬مجذوذ‭ ‬ولا‭ ‬ممنوع،‭ ‬وهو‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬المؤمنين،‭ ‬يقول‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬إن‭ ‬هذه‭ ‬أمتكم‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬وأنا‭ ‬ربكم‭ ‬فاعبدون‮»‬‭ ‬الأنبياء‭ / ‬‮٩٢‬‭.‬

إذًا،‭ ‬فالإسلام‭ ‬يجمع‭ ‬الأنبياء‭ ‬حول‭ ‬قضية‭ ‬التوحيد،‭ ‬فهو‭ ‬كذلك‭ ‬يجمع‭ ‬الناس‭ ‬حول‭ ‬إله‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬شريك‭ ‬له،‭ ‬ونجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجليات‭ ‬لعطاء‭ ‬التوحيد‭.. ‬نجد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العبادات‭ ‬من‭ ‬صلاة،‭ ‬وزكاة،‭ ‬وصوم،‭ ‬وحج،‭ ‬وأوضح‭ ‬هذه‭ ‬التجليات‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬الحج،‭ ‬فجميع‭ ‬الحجاج‭ ‬يطوفون‭ ‬حول‭ ‬الكعبة،‭ ‬ويتوجهون‭ ‬في‭ ‬صلواتهم‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الوجهات‭ ‬الأصلية‭ ‬والفرعية،‭ ‬ويلبون‭ ‬بدعاء‭ ‬واحد‭.‬

إذًا،‭ ‬فالإسلام‭ ‬هو‭ ‬الدين‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يوحد‭ ‬الناس‭ ‬لأنه‭ ‬الدين‭ ‬الكامل،‭ ‬والنعمة‭ ‬التامة،‭ ‬فلا‭ ‬خيار‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬خيار‭ ‬الإسلام‭ ‬الذي‭ ‬اختاره‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬لعباده‭ ‬المؤمنين‭ ‬لأنه‭ ‬كعقيدة‭ ‬هو‭ ‬دين‭ ‬الأنبياء‭ ‬جميعًا‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬آدم‭ ‬إلى‭ ‬محمد‭ (‬صلوات‭ ‬الله‭ ‬وسلامه‭ ‬عليهم‭ ‬جميعًا‭) ‬وهو‭ ‬وحده‭ ‬الصراط‭ ‬المستقيم‭ ‬الذي‭ ‬تتحد‭ ‬فيه‭ ‬الخطى‭ ‬لبلوغ‭ ‬الغاية‭ ‬الأسمى‭ ‬والأعظم‭ ‬التي‭ ‬ارتضاها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬للناس‭ ‬جميعًا،‭ ‬وهو‭ ‬عقيدة‭ ‬خالصة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عون‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬لا‭ ‬إكراه‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬قد‭ ‬تبين‭ ‬الرشد‭ ‬من‭ ‬الغي‭ ‬فمن‭ ‬يكفر‭ ‬بالطاغوت‭ ‬ويؤمن‭ ‬بالله‭ ‬فقد‭ ‬استمسك‭ ‬بالعروة‭ ‬الوثقى‭ ‬لا‭ ‬انفصام‭ ‬لها‭ ‬والله‭ ‬سميع‭ ‬عليم‮»‬‭ ‬البقرة‭ / ‬‮٢٥٦‬‭.‬

والإسلام‭ ‬هو‭ ‬الحق‭ ‬الصراح،‭ ‬يقول‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭.: ‬‮«‬وقل‭ ‬الحق‭ ‬من‭ ‬ربكم‭ ‬فمن‭ ‬شاء‭ ‬فليؤمن‭ ‬ومن‭ ‬شاء‭ ‬فليكفر‭ ‬إنا‭ ‬أعتدنا‭ ‬للظالمين‭ ‬نارًا‭ ‬أحاط‭ ‬بهم‭ ‬سرادقها‭ ‬وإن‭ ‬يستغيثوا‭ ‬يغاثوا‭ ‬بماء‭ ‬كالمهل‭ ‬يشوي‭ ‬الوجوه‭ ‬بئس‭ ‬الشراب‭ ‬وساءت‭ ‬مرتفقا‮»‬‭ ‬الكهف‭ / ‬‮٢٩‬‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬التوحيد‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬عطاؤه،‭ ‬فهنيئًا‭ ‬لمن‭ ‬آمن‭ ‬بالله،‭ ‬وصفت‭ ‬سريرته،‭ ‬واستقام‭ ‬سعيه‭ ‬ووضحت‭ ‬غاياته‭.‬

إقرأ أيضا لـ"عبدالرحمن فلاح"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا