العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

خاطرة

عبدالرحمن فلاح

الأعلام.. الصالحون!

الإصلاح‭ ‬هو‭ ‬غاية‭ ‬الإسلام‭ ‬وهدفه‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شأن‭ ‬من‭ ‬شؤونه‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة،‭ ‬والمصلحون‭ ‬هم‭ ‬فئة‭ ‬اختارها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬خلقه‭ ‬ليلقي‭ ‬على‭ ‬كاهلها‭ ‬مهمة‭ ‬الإصلاح‭ ‬الذي‭ ‬يبدأ‭ ‬بإصلاح‭ ‬الذات،‭ ‬ثم‭ ‬بإصلاح‭ ‬الآخر‭.‬

ولقد‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬آدم‭ (‬عليه‭ ‬السلام‭) ‬لتعمير‭ ‬الأرض‭ ‬وإصلاحها،‭ ‬ولذلك‭ ‬علمه‭ ‬الأسماء‭ ‬كلها‭ ‬التي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إليها‭ ‬ليتدبر‭ ‬شؤونه‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬ربك‭ ‬للملائكة‭ ‬إني‭ ‬جاعل‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬خليفة‭ ‬قالوا‭ ‬أتجعل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬يفسد‭ ‬فيها‭ ‬ويسفك‭ ‬الدماء‭ ‬ونحن‭ ‬نسبح‭ ‬بحمدك‭ ‬ونقدس‭ ‬لك‭ ‬قال‭ ‬إني‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تعلمون‭ (‬30‭) ‬وعلم‭ ‬آدم‭ ‬الأسماء‭ ‬كلها‭ ‬ثم‭ ‬عرضهم‭ ‬على‭ ‬الملائكة‭ ‬فقال‭ ‬أنبئوني‭ ‬بأسماء‭ ‬هؤلاء‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭ ‬صادقين‭ (‬31‭)‬‮»‬‭ ‬البقرة‭.‬

والإصلاح‭ ‬عملية‭ ‬تتضافر‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬عوامل‭ ‬النجاح‭ ‬والتوفيق،‭ ‬وهي‭ ‬تفعيل‭ ‬لقدرات‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬منحه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬إياها،‭ ‬وسخر‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬كله‭ ‬ينفعل‭ ‬لحركته،‭ ‬ويستجيب‭ ‬لسعيه‭ ‬لبلوغ‭ ‬الغاية‭ ‬المقدرة‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬يتحقق‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يسبقه‭ ‬إصلاح‭ ‬للذات،‭ ‬وإخضاعها‭ ‬للقيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬الإسلام،‭ ‬وحض‭ ‬أتباعه‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬بها‭ ‬والانقياد‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬رفق‭ ‬وتواضع‭ ‬ولين،‭ ‬وعلى‭ ‬المصلحين‭ ‬ألا‭ ‬يستعجلوا‭ ‬قطف‭ ‬الثمار،‭ ‬بل‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬ينتظروا‭ ‬حتى‭ ‬يبدو‭ ‬صلاح‭ ‬دعوتهم،‭ ‬وقبول‭ ‬الناس‭ ‬لها‭ ‬والانقياد‭ ‬لما‭ ‬توجبه‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬أوامر‭ ‬ونواه،‭ ‬وعلى‭ ‬المسلم‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬نفسه‭ ‬لأوامر‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ونواهيه،‭ ‬والمبادرة‭ ‬إلى‭ ‬إلزام‭ ‬نفسه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلزم‭ ‬الآخرين‭ ‬بها،‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬في‭ ‬مثابرة‭ ‬إلى‭ ‬تمثل‭ ‬ما‭ ‬تأمر‭ ‬به،‭ ‬وتنهى‭ ‬عنه،‭ ‬وعليه‭ ‬ألا‭ ‬يتكبر‭ ‬على‭ ‬الحق،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬للحق‭ ‬ويجدد‭ ‬ولاءه‭ ‬له،‭ ‬ويظهر‭ ‬حقيقة‭ ‬انتمائه‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬وجل،‭ ‬وليعلم‭ ‬أن‭ ‬عاقبة‭ ‬دعوته‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬خير،‭ ‬وأنه‭ ‬سيجني‭ ‬ثمارها‭ ‬حين‭ ‬يبدو‭ ‬صلاحها،‭ ‬ويرى‭ ‬إقبال‭ ‬الناس‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬كثرت‭ ‬فيه‭ ‬الدعوات،‭ ‬وشاغب‭ ‬أهل‭ ‬الباطل‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬الحق‭.‬

إن‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل‭ ‬صراع‭ ‬قديم‭ ‬ومستمر،‭ ‬والنصر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬للحق،‭ ‬لأن‭ ‬الباطل‭ ‬مهما‭ ‬علا‭ ‬أو‭ ‬تعاظم‭ ‬فهو‭ ‬إلى‭ ‬زوال،‭ ‬أما‭ ‬الحق‭ ‬فهو‭ ‬إلى‭ ‬نصر،‭ ‬لأن‭ ‬دولة‭ ‬الباطل‭ ‬ساعة،‭ ‬أما‭ ‬دولة‭ ‬الحق‭ ‬فإلى‭ ‬قيام‭ ‬الساعة‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬سنة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬ولن‭ ‬تجد‭ ‬لسنة‭ ‬الله‭ ‬تبديلا،‭ ‬ولن‭ ‬تجد‭ ‬لسنته‭ ‬سبحانه‭ ‬تحويلا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"عبدالرحمن فلاح"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا