خاطرة
عبدالرحمن فلاح
الحبة المباركة!
العبرة في الإنفاق ليست بالكم، ولكن بالغاية التي يتوخاها العبد من إنفاقه، فإن كانت في أوجه البر والإحسان، فقد نجح في مسعاه، وبوركت خطواته، وإن كان الإنفاق في غير هذه الوجوه، فقد خاب العبد، وخاب مسعاه. والإنفاق قد يكون قليلًا لكن عطاءه كثير لا حصر ولا عدَّ له، وقد يكون الإنفاق كثيرًا ورغم ذلك لا يقبل من صاحبه، بل قد يكون وبالًا عليه، يقول تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) البقرة/ 261.
انظروا إلى بركة هذه الحبة، وعطائها الذي لا يقف عند حد. حبة واحدة تعطي سبعمائة حبة، فكيف لو أنفق العبد سبعمائة حبة في سبيل الله تعالى؟!. لا شك أن عطاءها كثير، وأن برها لا حدود له، المهم أن يكون هذا الإنفاق في سبيل الله تعالى، طيبة بها نفسه، وتقربًا بها إلى مولاه سبحانه وتعالى، فإذا كان الكسب حلالًا، وكان الإنفاق في أوجه الخير والبر، والتخفيف على الفقراء والمساكين، ومن ذكرتهم آية الصدقات في سورة التوبة في قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها المؤلفة قلوبهم وفِي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) التوبة / 60. إن كان الإنفاق في مثل هذه الوجوه المباركة، فقد فاز العبد، وأفلح.
إنه ميدان خصب يتداعى فيه الخير من كل جانب.. تصفو به النفوس، وتطهر به القلوب والعقول، ويبارك الله تعالى في المال المزكى، فتصبح قوته الشرائية أضعافًا مضاعفة كما قال تعالى: (... والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) البقرة / 261.
وبالزكاة وعن طريقها يُفَعَلَ المال ويؤدي وظيفته في المجتمع بكفاءة عالية، وتنصلح به أحوال الفقراء والمساكين، وتسود المحبة والمودة بين الناس، فلا يحقد الفقراء والمساكين على الأغنياء، ولا يضن الأغنياء بمالهم أو ببعض منه على أصحاب الحاجات، والمال في الإسلام يزيد بالإنفاق في وجوه الخير ويقل بالإمساك، ومن يظن أن المال يزيد بالاكتناز فهو واهم لأن الاكتناز يورد صاحبه موارد الهلاك والخسران المبين في الدنيا والآخرة، فنعوذ بالله تعالى من ذلك ونستغفره سبحانه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك