شهر رمضان شهر مبارك، ومن بركته أنَّ الأعمال يعظم ويزداد أجرها، ومن الأعمال الصالحة التي يعظم أجرها أداء العمرة في شهر رمضان، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وبين أنَّها تعدل حجة معه، فعن ابن عباس رضي الله عنه قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ: ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي معنَا؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إلَّا نَاضِحَانِ (بعيران) فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابنُهَا علَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عليه [نسقي عليه]، قالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً، وفي رواية لمسلم: (حجة معي).
وذهب جماهير أهل العلم إلى أنَّ هذا الفضل والأجر عام لكل من قصد مكة المكرمة لأداء شعيرة العمرة في شهر رمضان، ولا شكَّ أنَّه فضل كبير، حريٌّ بالمؤمن أن يبادر إليه إن كان عنده سعةً في المال والوقت، ولا يفوت على نفسه هذه الفضيلة العظيمة.
ولكي ينال المسلم هذا الأجر، وهذه الفضيلة، عليه أن يسلك أسبابها، من الإخلاص لله تعالى، والبعد عن الرياء، ففي الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حج أو اعتمر قال: (اللَّهمَّ حجَّةٌ لا رياءَ فيها ولا سمعةَ)، ومن الأسباب التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أفعال العمرة امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ).
وليحرص المعتمر أن يستغلَّ أوقاته بالطاعات، وأن يحافظ على عمرته من اللغو والرفث والجدال، وإيذاء الناس، وسبيل ذلك أن يستعين بالرفقة الصالحة التي تعينه إن نشط على الخير وتذكره إن نسي، وتعينه في هذه الرحلة الإيمانية.
إدارة الأوقاف السنية
قسم البحوث وشؤون المساجد
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك