زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
غزل بالبصل
جاء في صحيفة عربية (لن أذكر اسمها لسبب قد تشموا رائحته في ثنايا هذا المقال) بخبر خطير، لم يلتفت الكثيرون إلى دلالاته ومغزاه! فحوى الخبر هو أن الأبحاث الطبية أكدت أن أكل البصل يعطي نفس النتائج التي يعطيها عقار التحفيز الجنسي «الفياجرا»!! وقبلها قال سوداني وصف نفسه بـ«العالم» إن البرسيم الذي يسمى في منطقة الخليج «الجت» خير بديل للفياغرا، وصدق بعض الحمير كلام هذا «العالم» وأصيبوا بالتهابات في الجهاز الهضمي جعلتهم معاقين «مما جميعه».
وإذا كنت عزيزي القارئ من النوع الذي يكرس وقته وجهده للصيد في الحواري والزنقات والشوارع والأسواق، على أمل أن «يجتمع التعيس مع خائبة الرجاء»، وتفرح بأي فريسة بغض النظر عن مؤهلاتها، فما عليك سوى حشو جيبك بالبصل والتجول في مناطق الصيد المعروفة. شخصيا وكلما رأيت امرأة مونيكاوية الخصائص والملامح (الإشارة هنا للفتاة العجالية مونيكا لوينسكي التي جعلت الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كليتنون، يدرك بأن حوله موظفة ليست بلاستيكية الملامح مثل حرمه هيلاري، فهام بحبها وسوى البدع والهوايل، فخضع للمحاسبة.. واستدرك هنا لأقول لهيلاري كلينتون إن ناقل الكفر ليس بكافر وإن ما قلته عن كونها بلاستيكية كان نقلا عن زوجها، ومن ثم لا داعي لأن تفرض المزيد من العقوبات على بلدي - السودان - إذا فازت بالرئاسة يوما ما، لأن اللي فيه كافيه).
المهم ما إن ترى بنتا عجالية حتى تقضم رأساً من البصل وتقف أمامها وتبدأ في ترديد المحفوظات من عبارات الغزل فينتقل عبير البصل منك إليها فتصيح هي: الحقوني يا ناس!! مش معقول!! لا تخف من تلك الصيحة لأن تلك المرأة لا تقصد الاستنجاد بذوي المروءة لتخلصها منك، بل تقصد أن تقول للملأ إن رائحة البصل الصادرة منك لا تقاوم!!
وصاحب اكتشاف خواص البصل الفياجراوية باحث تركي (يعني منا وفينا) وقد ارتفعت أسعار البصل في تركيا وقل المعروض منه منذ إذاعة نبأ ذلك الاكتشاف، (وأنا أقول: ليش العرب في السنوات الأخيرة تركوا لندن وماليزيا وغيرها وتدفقوا على تركيا!!) ويقول الباحث إن أكل البصل يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويخفف من الاضطرابات النفسية، يعني ما هي إلا أيام قليلة ويختفي البصل من محلات بيع الخضار لأن السلطات ستقرر أن يباع فقط في الصيدليات والمستشفيات!! وهكذا تذهب إلى المستشفى ويكتب لك الطبيب وصفة كالتالي: بصلة في الصباح وبصلتان قبل النوم، فتأخذ الجرعة الصباحية وتضمن بذلك أن رئيسك المباشر لن يستطيع محاسبتك مهما ارتكبت من أخطاء لأنه لن يستطيع مواجهتك ومصرانك الغليظ يرغي ويزبد بفعل الغازات البصلية التي تتسرب منك عبر الفم والجفون والجيوب الأنفية. (شخصيا أتعاطى عقاقير لخفض ضغط الدم الشرياني، ولو جعلوا خزائن بيل غيتس تحت شمالي والعجرمية ملك يميني لما تعاطيت البصل غير مطبوخ).
ويمتاز البصل عن الفياجرا - برغم تشابه خصائصهما - بأنه ذو نتائج مضمونة في مجال تحديد النسل وحماية الأخلاق والقيم، فمن يتعاطى البصل لأنه من مستحقي الفياجرا، أو لأسباب صحية أخرى لن يجد حتى من يقبل مبادلته التحية المعتادة، ولن تقبل فتاة عاقلة أو مجنونة مغازلة من رجل بصلي النكهة والرائحة، وستنخفض معدلات الهجرة الرجالية العربية الصيفية لأن أكل البصل لثلاثة أيام متتالية، يكسب الجسم رائحة بصلية دائمة.
ومن عادتي أن أسكت هيجان القولون الذي يؤدي الى التسيب الشديد في حركة الأمعاء ببلع كمية ضخمة من حبيبات الحلبة بالماء، ولو تواصل الهيجان وواصلت بدوري قمعه بالحلبة ثلاثة أيام متتالية فإنني أغيب عن العمل ثلاثة أيام أخرى، لأن رائحة الحلبة غير المريحة، تتسرب عبر كل مسامات الجسم.
على كل حال أنت حر إذا قررت تناول الفياجرا البصلية، خلال سياحة غير بريئة في أوروبا أو آسيا، فتعاملك النساء كما الأجرب فتعود إلى بلدك خاسئا حسيرا.. تستأهل يا قليل الأدب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك