العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

«إهانة ووصمة عار»

 

صبت‭ ‬كبريات‭ ‬وأشهر‭ ‬الصحف‭ ‬الإنجليزية‭ ‬جام‭ ‬غضبها‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬ليفربول‭ ‬إثر‭ ‬خسارته‭ ‬من‭ ‬منافسه‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬الإسباني‭ ‬بخمسة‭ ‬أهداف‭ ‬مقابل‭ ‬هدفين‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬الذهاب‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬على‭ ‬ملعب‭ ‬‮«‬أنفيلد‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬دور‭ ‬الـ16‭ ‬من‭ ‬دوري‭ ‬أبطال‭ ‬أوروبا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭. ‬وقالت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الديلي‭ ‬ميل‮»‬‭: ‬‮«‬إهانة‭.. ‬وجوه‭ ‬حمراء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬أنفيلد‭ ‬مع‭ ‬تحطم‭ ‬ليفربول‭ ‬بنتيجة‭ (‬5-2‭) ‬أمام‭ ‬حامل‭ ‬اللقب،‭ ‬بعد‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ (‬2-0‭)‬‮»‬‭.‬

بينما‭ ‬وصفت‭ ‬صحيفة‭ ‬الإندبندنت‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬أنفيلد‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬وصمة‭ ‬عار‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬نتيجة‭ ‬مخجلة،‭ ‬ليفربول‭ ‬يفشل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تقدمه‭ ‬2-0‭ ‬ودُمر‭ ‬من‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‮»‬‭.‬

لم‭ ‬نأت‭ ‬بهذا‭ ‬الكلام‭ ‬حتى‭ ‬يتفق‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬يتفق‭ ‬أو‭ ‬يختلف‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬يختلف،‭ ‬أو‭ ‬يستغرب‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬يستغرب،‭ ‬ولكن‭ ‬كي‭ ‬نلفت‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬درجة‭ ‬تكون‭ ‬للإعلام‭ ‬الرياضي‭ ‬سطوته‭ ‬التي‭ ‬ترتعد‭ ‬له‭ ‬الفرائص،‭ ‬لأنه‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬‮«‬يمه‭ ‬ارحميني‮»‬‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الإخفاق‭ ‬والفشل‭ ‬والتهاون‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬فعندما‭ ‬يسمي‭ ‬الإعلام‭ ‬الرياضي‭ ‬الأشياء‭ ‬والألوان‭ ‬بمسمياتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬عندها‭ ‬سيحسب‭ ‬المتهاون‭ ‬والمقصر‭ ‬والمتخاذل‭ ‬وصاحب‭ ‬‮«‬شيلني‭ ‬وأشيلك‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬مسلكهم‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭ ‬إليه،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬أولئك‭ ‬وغيرهم‭ ‬سيستشعرون‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إعلاما‭ ‬رياضيا‭ ‬يرصدهم،‭ ‬فإن‭ ‬أدوا‭ ‬دورهم‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬ارتكبت‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬العمل‭ ‬فلن‭ ‬يضيع‭ ‬عليهم‭ ‬حقهم،‭ ‬وإن‭ ‬تقاعسوا‭ ‬فلن‭ ‬يرحمهم‭.‬

فليس‭ ‬بالتدريب‭ ‬والاحتكاك‭ ‬وحدهما‭ ‬يحرز‭ ‬التطور،‭ ‬وإنما‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إعلام‭ ‬رياضي‭ ‬مهني‭ ‬يرصد‭ ‬ويراقب‭ ‬وينتقد‭ ‬ويحلل‭ ‬كي‭ ‬يعيد‭ ‬الأمور‭ ‬عندما‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬مسارها‭ ‬الصحيح،‭ ‬فمثل‭ ‬هذا‭ ‬الإعلام‭ ‬الرياضي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬ويقود‭ ‬للتغيير‭ ‬والتطوير،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬الإعلام‭ ‬يعمل‭ ‬وفق‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬رحم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أهدى‭ ‬لي‭ ‬عيوبي‮»‬‭ ‬عندها‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬المحوري،‭ ‬ويتحول‭ ‬إلى‭ ‬مساهم‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬التخلف‭ ‬والجهل‭ ‬والتعصب‭ ‬والتراجع‭ ‬وعندها‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لأي‭ ‬تباك‭ ‬على‭ ‬اللبن‭ ‬المسكوب‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا