دمشق - (أ ف ب): فرضت السلطات السورية أمس الثلاثاء حظر تجول ليلي في مدينة اللاذقية غداة أعمال عنف طالت أحياء ذات غالبية علوية وفاقمت مجددا مخاوف الأقليات في البلاد بعد عام من وصول السلطات الانتقالية إلى الحكم. وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل يوم الأحد جراء إطلاق نار أثناء تظاهرات شارك فيها الآلاف في محافظة اللاذقية دعت إليها مرجعية علوية احتجاجا على انفجار استهدف مسجدا في حي للطائفة بمدينة حمص، اثنان منهم برصاص قوات الأمن بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبعد توتّر ساد ليل الإثنين في مدينة اللاذقية، أعلنت وزارة الداخلية في بيان «فرض حظر تجوال في مدينة اللاذقية اعتبارا من الساعة الخامسة (عصرا) من يوم الثلاثاء» وحتى السادسة صباحا من اليوم التالي. وأضافت أن حظر التجول «لا يشمل الحالات الطارئة، ولا الكوادر الطبية، ولا فرق الإسعاف والإطفاء»، بينما دعت السكان إلى «الالتزام التام بمضمون القرار والتعاون مع الوحدات المختصة، تحت طائلة المساءلة القانونية بحق المخالفين».
وشهدت أحياء ذات غالبية علوية في المدينة ليل الاثنين هجمات وأعمال نهب تخللها تخريب سيارات وممتلكات، وفق ما أفاد سكان وكالة فرانس برس، قبل أن يعود الهدوء وتنتشر القوات الأمنية بحسب الإعلام الرسمي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن شابا ينتمي إلى الطائفة العلوية قتل ليل الاثنين في اللاذقية «عبر إطلاق الرصاص المباشر عليه داخل سيارته بعد مطاردته» من قبل «ثلاثة شبّان».
وأعرب من جهته المتحدّث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا الثلاثاء عن رفض السلطات «المطلق لأي أعمال تخريبية أو اعتداءات تمس كرامة المواطنين أو ممتلكاتهم»، مضيفا أن السلطات سوف تتخذ «الاجراءات القانونية اللازمة» بحقّ مرتكبيها. وشدد على أن وزارة الداخلية «لن تسمح بأي تصرفات عبثية أو خارجة عن القانون، مهما كانت المبررات»، مؤكدا «التزامها الكامل بحماية جميع المواطنين السوريين دون استثناء».
ويعدّ الهجوم على المسجد الذي تبنّته جماعة باسم «سرايا أنصار السنة»، الأحدث ضد الأقلية الدينية التي تعرضت لحوادث عنف عدة منذ سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، المنتمي لهذه الطائفة، في ديسمبر 2024. ومنذ سقوط الأسد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان محافظة حمص بوقوع عمليات خطف وقتل استهدفت الأقلية العلوية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك