العدد : ١٧٤٣١ - السبت ١٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣١ - السبت ١٣ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

مشروع الشرق الأوسط الجديد بين الواقع والإنكار... النجاح والفشل

بقلم: سميرة بن رجب.

السبت ١٣ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

يلامسُ‭ ‬‮«‬مشروعُ‭ ‬الشرقِ‭ ‬الأوسطِ‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬أحدَ‭ ‬أكثر‭ ‬المفاهيمِ‭ ‬الجيوسياسيَّة‭ ‬إثارةً‭ ‬للجدلِ‭ ‬في‭ ‬القرنِ‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬حيث‭ ‬تتعددُ‮ ‬طبقات‭ ‬الحقيقة حول‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬بين‭:‬

أولاً‭: ‬ما‭ ‬تمَّ‭ ‬إعلانُه‭ ‬حقا،‭ ‬في‭ ‬خطابِ‭ ‬كولن‭ ‬باول‭ ‬العلنيِّ‭ ‬أمامَ‭ ‬الأممِ‭ ‬المتحدةِ‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2003،‭ ‬حولَ‭ ‬‮«‬تحرير‭ ‬العراق‮»‬،‭ ‬و«مكافحةِ‭ ‬أسلحةِ‭ ‬الدمارِ‭ ‬الشامل‮»‬،‭ ‬و«نشرِ‭ ‬الديمقراطيَّة‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يعلن‭ ‬فيه‭ ‬صراحةً‭ ‬عن‭ ‬خطةٍ‭ ‬إقليميَّة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الشرقِ‭ ‬الأوسطِ‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الذرائعَ‭ ‬كانت‭ ‬تُفهمُ‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإطارِ‭ ‬الاستراتيجيِّ‭ ‬الأوسع؛‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تصريحاتِ‭ ‬كونداليزا‭ ‬رايس‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‮»‬‭ (‬Creative‭ ‬Chaos‭) ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬لبنان‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬العراق،‭ ‬وسياق‭ ‬استخدام‭ ‬المصطلح‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬الفترةِ‭ ‬الانتقاليَّةِ‭ ‬التي‭ ‬تمرُّ‭ ‬بها‭ ‬المنطقةُ‭ ‬كولادةٍ‭ ‬صعبة،‭ ‬وآلامِ‭ ‬مخاضٍ‭ ‬‮«‬لشرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬قدمته‭ ‬كقراءةٍ‭ ‬تحليليَّةٍ‭ ‬للتحولاتِ‭ ‬الجارية،‭ ‬وليس‭ ‬كـ«خطةٍ‮»‬‭ ‬معلنة‭.‬

وثانياً‭: ‬الجدلُ‭ ‬الحقيقيُّ‭ ‬بين‭ ‬التوثيقِ‭ ‬والإنكارِ‭ ‬وما‭ ‬يشكِّلُه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬لب‭ ‬الإشكاليَّة،‭ ‬حيث‭ ‬الادعاءِ‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬توجدُ‭ ‬وثيقةٌ‭ ‬رسميَّة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬أرشيفِ‭ ‬البيتِ‭ ‬الأبيض‭ ‬أو‭ ‬البنتاغون‭ ‬وثيقةُ‭ ‬سريَّةٌ‭ ‬أو‭ ‬علنيَّةٌ‭ ‬عنوانها‭ ‬The‭ ‬New‭ ‬Middle‭ ‬East‭ ‬Project،‭ ‬وما‭ ‬يشكِّله‭ ‬هذا‭ ‬الأمرُ‭ ‬من‭ ‬أساسٍ‭ ‬للإنكارِ‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يؤكدون‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجدُ‭ ‬مشروعٌ‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الإنكارَ‭ ‬يواجه‭ ‬حقيقةً‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬‮«‬إستراتيجية‭ ‬شاملة‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬بمسمى‭ ‬‮«‬مشروع‮»‬،‭ ‬وإن‭ ‬الفكرةَ‭ ‬كانت إستراتيجية‭ ‬عليا‭ ‬تم‭ ‬ترجمتُها،‭ ‬ومازالت،‭ ‬إلى‭ ‬سياساتٍ‭ ‬متعددة،‭ ‬منها‭ ‬إسقاطُ‭ ‬الأنظمةِ‭ ‬المعادية،‭ ‬وإعادةُ‭ ‬هندسة‭ ‬التحالفات،‭ ‬واحتواء‭ ‬وإضعاف‭ ‬القوى‭ ‬المناوئة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يُدَّعى‭ ‬بنشر‭ ‬قيم‭ ‬الديمقراطيَّة‭ ‬الليبرالية بقوةِ‭ ‬السلاحِ‭ ‬أحياناً‭.‬

ثالثاً‭: ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬الاستنادُ‭ ‬إليه‭ ‬كأقوى‭ ‬دليلٍ‭ ‬على‭ ‬وجودِ‭ ‬إستراتيجيَّة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬خلال مصادر‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬لكنها‭ ‬موثوقة‭ ‬جداً،‭ ‬أهمها‭ ‬خريطةُ‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬العميدُ،‭ ‬والمُخَطِطُ‭ ‬الاستراتيجيُّ‭ ‬الأمريكيُّ‭ ‬المتقاعد‭ ‬رالف‭ ‬بيترز‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬Armed‭ ‬Forces‭ ‬Journal‭...‬‭ ‬وهي‭ ‬الخريطةُ‭ ‬التي‭ ‬أظهرت‭ ‬فكرةَ‮ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬حدود‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط بشكلٍ‭ ‬كامل‭ (‬تقسيم‭ ‬السعودية،‭ ‬العراق،‭ ‬سوريا،‭ ‬إيران،‭ ‬وخلق‭ ‬دويلاتٍ‭ ‬طائفيَّةٍ‭ ‬وإثنية‭ ‬‮«‬كردستان،‭ ‬شيعستان‮»‬‭... ‬وغيرها‭). ‬ورغم‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬نُشر لا‭ ‬يمثلُ‭ ‬الموقفَ‭ ‬الرسمي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يعكسُ‮ ‬التفكيرَ‭ ‬السائدَ‭ ‬في‭ ‬أروقةِ‭ ‬التخطيطِ‭ ‬الاستراتيجي‮ ‬الأمريكي‭ ‬ونبوءة‭ ‬مبكرة‭ ‬لما‭ ‬حصل‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬تمزُّق‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

تعدُّ‭ ‬طبقاتُ‭ ‬الحقيقةِ‭ ‬المذكورة‭ ‬توثيقا‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬لـ«مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الكبير‮»‬‭ ‬ومكوناته‭ (‬غزو‭ ‬العراق،‭ ‬خطاب‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة،‭ ‬مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الكبير،‭ ‬خرائط‭ ‬المفكرين‭ ‬الاستراتيجيين‭)‬،‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬وثيقة‭ ‬واحدة‭ ‬جامعة؛‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتمادُ‭ ‬الاعترافِ‭ ‬العلني،‭ ‬بوجود‭ ‬‮«‬إستراتيجية‮»‬‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬المنطقة‭ ‬وفقاً‭ ‬لمصالح‭ ‬واشنطن‭ ‬ورؤيتها،‭ ‬كوثيقة‭ ‬رغم‭ ‬الإنكار‭ ‬الرسمي‭ ‬لمسمى‭ ‬‮«‬المشروع‮»‬‭ ‬ولفكرة‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬مؤامرة‮»‬‭ ‬مبيَّتة‭. ‬

إن الفجوةَ‭ ‬بين‭ ‬الخطابِ‭ ‬الأمريكي‭ ‬الرسمي‭ (‬الديمقراطية‭ ‬والتحرير‭) ‬والممارسةِ‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ (‬التفكيك‭ ‬وإعادة‭ ‬الهندسة‭)‬‮ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬خلقت‭ ‬نظريةَ‭ ‬‮«‬المشروع»؛‭ ‬وإن‭ ‬النتائجَ‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬من‭ ‬تقسيم‭ ‬السودان‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭ ‬وتمزق‭ ‬العراق،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن التطبيقَ‭ ‬العمليَّ‭ ‬كان‭ ‬أقربَ‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خريطة‭ ‬بيترز‮»‬‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬خطاب‭ ‬الديمقراطية‮» ‬الذي‭ ‬روَّج‭ ‬له‭ ‬كولن‭ ‬باول‭.‬

المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬

بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬

تعدُّ‭ ‬الشرقُ‭ ‬الأوسط‭ ‬أهم‭ ‬منطقة‭ ‬جيواستراتيجيَّة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كونها خزانَ‭ ‬الطاقةِ‭ ‬العالمي،‭ ‬ومركزَ‭ ‬طرق‭ ‬التجارة،‭ ‬وبؤرةَ‭ ‬الصراعات‭ ‬الدينية‭ ‬والإثنية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ساحةُ‭ ‬حربٍ‭ ‬باردة‭ ‬دائمة‭... ‬هذا‭ ‬المزيجُ‭ ‬الجيواستراتيجي‭ ‬الفريد‭ ‬يجعلها‭ ‬مركزَ‭ ‬اهتمامِ‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكنُ‭ ‬لبعض‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬تتجاهلَها‭ ‬أو‭ ‬تسمحَ‭ ‬لقوةٍ‭ ‬منافسة‭ ‬بالسيطرةِ‭ ‬عليها‭. ‬هذا‭ ‬الاهتمامُ‭ ‬ليس‭ ‬حديثاً،‭ ‬بل‭ ‬هو استمراريةٌ‭ ‬لتاريخٍ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الصراعِ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬وصفه‭ ‬بـ«قلب‭ ‬العالم»؛‭ ‬صراعات‭ ‬ذات‭ ‬أوجهٍ‭ ‬متشابهة‭ ‬في‭ ‬الأهدافِ‭ ‬والآليات،‭ ‬ومختلفة‭ ‬في‭ ‬الأدوات‭ ‬والزمن‭ ‬والسياق،‭ ‬حيث‭ ‬التطورات‭ ‬تأخذ‭ ‬منحى‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيداً‭ ‬مع‭ ‬تحولات‭ ‬العصر‭.‬

انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحقائقِ‭ ‬يمكنُ‭ ‬النظرُ‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬‭ (‬2003‭) ‬كمرحلةٍ‭ ‬ثانية،‭ ‬أو‭ ‬تطور‭ ‬تاريخي‭ ‬لـ«إتفاقية‭ ‬سايكس‭ ‬بيكو‮»‬‭ (‬1916‭)‬؛‭ ‬حيث‭ ‬التشابه‭ ‬في‭ ‬المنطق‭ ‬والهندسة‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬أدوات‭ ‬وأهداف‭ ‬متقدمة،‭ ‬تتناسبُ‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيداً‭ ‬ووحشية‭.‬

المشروعان‭ ‬يتشابهان‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الجوهر،‭ ‬إذ‭ ‬كلاهما‮ ‬ينظران‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬كخريطةٍ‭ ‬يمكنُ‭ ‬إعادةُ‭ ‬رسمها لخدمة‭ ‬مصالح‭ ‬خارجيَّة،‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬حقيقي‭ ‬لإرادة‭ ‬شعوبها‭ ‬أو‭ ‬هوياتها‭ ‬التاريخية؛‭ ‬ويختلفان‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل،‭ ‬إذ‭ ‬المشروع‭ ‬الجديد‭ ‬هو نسخةٌ‭ ‬من‭ ‬‮«‬سايكس‭ ‬بيكو‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬عبر‭ ‬الحروبِ‭ ‬الأهلية‭ ‬والطائفيَّة؛‭ ‬أي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تقسيم‭ ‬المنطقة‭ ‬بحدودٍ‭ ‬جديدة‭ ‬عبر‭ ‬اتفاقيات،‭ ‬يتمُّ‮ ‬دفعُها‭ ‬إلى‭ ‬التقسيمِ‭ ‬الذاتي‮ ‬عبر‭ ‬صراعاتٍ‭ ‬داخلية‭ ‬مدعومة‭ ‬خارجياً‭.‬

والمقارنة‭ ‬الأكثر‭ ‬دقة‭ ‬هي‭ ‬أن‮ «‬سايكس‭ ‬بيكو‮»‬‭ ‬رسم‭ ‬الحدودَ‭ ‬الخارجية‭ ‬للدول،‭ ‬بينما‮ «‬مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬يعملُ‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬الداخل وإعادة‭ ‬تركيبها‭ ‬كدويلاتٍ‭ ‬متناحرة‭ ‬يسهلُ‭ ‬التحكم‭ ‬فيها‭.‬

هذا‭ ‬التحليلُ‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬كلَّ‭ ‬ما‭ ‬يحدثُ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هو‭ ‬مؤامرةٌ‭ ‬خارجيَّة‭ ‬بحتة،‭ ‬بل‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يتمُّ‭ ‬استغلالُ‮ ‬العوامل‭ ‬الداخلية‭ ‬للضعف‭ ‬والانقسام‭ (‬الطائفي،‭ ‬العرقي،‭ ‬الاقتصادي‭) ‬بشكلٍ‭ ‬منهجي‭ ‬ومنظم لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬جيوسياسية‭ ‬كبرى‭.‬

هل‭ ‬حقق‭ ‬مشروعُ‭ ‬الشرق‭ ‬

الأوسط‭ ‬نجاحًا؟

هناك‭ ‬وجهتا‭ ‬نظر‭ ‬في‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬الاستراتيجي؛‭ ‬لذلك‭ ‬تعدُّ‭ ‬الإجابةُ،‭ ‬معقدة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬زاوية‭ ‬الرؤية،‭ ‬فهل‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬مُخَطّطِيه؟‭ ‬أم‭ ‬هل‭ ‬حقق‭ ‬نتائجَ‭ ‬مستقرة؟‭ ‬أم‭ ‬فشل؟‭ ‬والرؤية‭ ‬هنا‭ ‬تختلف‭ ‬لدى‭ ‬أصحاب‭ ‬الرأي،‭ ‬وربما‭ ‬تتفق‭.‬

من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬مُخطِّطي‭ ‬المشروع‭ (‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬والفواعل‭ ‬الإقليمية‭ ‬الداعمة‭): ‬نعم،‭ ‬حقق‭ ‬نجاحاً‭ ‬جزئيَّاً‭ ‬ومقلقاً،‭ ‬إذ‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تفتيتِ‭ ‬الدول‭ ‬القوية،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬إضعاف‭ ‬سيادة‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬المنطقة التي‭ ‬فقدت‭ ‬سيطرتها‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬أراضيها وباتت‭ ‬تعتمدُ‭ ‬على‭ ‬قوى‭ ‬خارجية‭ ‬في‭ ‬أمنها،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬الصراع‭ ‬من‭ ‬المواجهة‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬حروبٍ‭ ‬أهلية،‭ ‬وداخلية‭ ‬طائفيَّة‭ ‬وإثنية،‭ ‬وحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬تدفق‭ ‬النفط‭ ‬والأسلحة،‭ ‬حيث‭ ‬‮ ‬بقيت‭ ‬منابعُ‮ ‬وأنابيبُ‭ ‬النفط‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة،‮ ‬أو‭ ‬عادت‭ ‬للعمل‭ ‬لصالح‭ ‬الأطراف‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬الغرب،‭ ‬وازدهرت تجارةُ‭ ‬الأسلحةِ‮ ‬بشكلٍ‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

مقابل‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬رأي‭ ‬آخر‭ ‬يعتمدُ‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬المشروعُ‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬والشعوب،‭ ‬حيث‭ ‬النتائج‭ ‬تؤكِّدُ‭ ‬أن‭ ‬المشروعَ‭ ‬فشل‭ ‬تماماً‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬السببَ‭ ‬في‭ ‬وقوعِ‭ ‬كارثةٍ‭ ‬إنسانيَّة،‭ ‬حيث‭ ‬الفوضى‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للاحتواء،‭ ‬والخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬هائلة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬النفوذ‭ ‬المتنافس‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بل‭ ‬ومدَّ‭ ‬دولَ‭ ‬الجوارِ‭ ‬الإقليمي‭ ‬بمزيدٍ‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود؛‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬المشروعُ‭ ‬من‭ ‬صحوة‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬ومقاومة‭ ‬شعبية‭ ‬وسياسية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأماكن‭.‬

في‭ ‬التقييمِ‭ ‬النهائي‭ ‬للمشروع‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين،‭ ‬إنه‭ ‬حقق‭ ‬نجاحاً‭ ‬تكتيكيًّا‭ ‬قصير‭ ‬المدى،‭ ‬وفشلاً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬طويل‭ ‬المدى؛‭ ‬إذ‭ ‬تمَّ‮ ‬إسقاطُ‭ ‬أنظمة،‭ ‬وتفكيكُ‭ ‬جيوش،‭ ‬وإثارةُ‭ ‬فتن‭ ‬داخلية،‭ ‬ولكنه‭ ‬فشل‭ ‬استراتيجياً‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬بدائل‭ ‬مستقرة‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجعلَ‭ ‬المنطقةَ‭ ‬عبئاً‭ ‬أكبر حتى‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬السيطرةَ‭ ‬عليها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬اللاجئين،‭ ‬وصعود‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والحروب‭ ‬المفتوحة التي‭ ‬تستنزف‭ ‬الجميع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحدي‭ ‬شرعية القوى‭ ‬الغربية‭ ‬بعد‭ ‬كشف‭ ‬كوارث‭ ‬مثل‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭.‬

التدمير‭ ‬والفوضى‭ ‬غير‭ ‬الخلاقة‭ ‬هدفاً

إذًا‭ ‬المشروع حقّق‭ ‬أهدافَه‭ ‬التدميريَّة‮ ‬‭(‬تفكيك‭ ‬الدول‭) ‬لكنه فشل‭ ‬فشلاً‭ ‬ذريعاً‭ ‬في‭ ‬أهدافه‭ ‬البنائية‮ ‬‭(‬خلق‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬مستقر‭ ‬ومُنتِج‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬من‭ ‬صمّمَه‭). ‬النتيجة‭ ‬هي‮ ‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬أكثر‭ ‬تفككاً،‭ ‬وأكثر‭ ‬فقراً،‭ ‬وأكثر‭ ‬كراهية‭ ‬للغرب،‭ ‬وأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للانفجار،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يصبُّ‭ ‬في‭ ‬مصلحةِ‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬حتى‭ ‬مصممي‭ ‬المشروع‭ ‬أنفسهم‭.‬

المنطقة‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬حالة‮ «‬فوضى‭ ‬غير‭ ‬خلاقة‮»‬،‭ ‬دمرَّت‭ ‬القديمَ‭ ‬ولم‭ ‬تبنِ‭ ‬الجديد‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الإرثُ‭ ‬الحقيقيُّ‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬‭.‬

إذًا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬وجه‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬

وجهتي‭ ‬نظر‭ ‬الطرفين؟

والإجابة‭ ‬هنا‭ ‬تنطلقُ‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ما‭ ‬يُدعى‭ ‬بالفشل‭ ‬الذريع‭ (‬أو‭ ‬الفوضى‭ ‬غير‭ ‬الخلّاقة‭) ‬أحدَ‭ ‬أهداف‭ ‬المشروع؛‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬بجديَّة‭ ‬وموضوعيَّة‭ ‬مع‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬للتفكير‭ ‬النقدي،‭ ‬يجب‭ ‬التأكيدُ‭ ‬أن‭ ‬بعضَ‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬سلبيَّة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مقصودة‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة،‭ ‬والتأكيد‭ ‬أن‭ ‬تقييمَ‭ ‬‮«‬النجاح‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الفشل‮»‬‭ ‬يعتمدُ‭ ‬على‭ ‬المنظور‭ ‬والأطر‭ ‬الزمنية‭ ‬المختلفة‭.‬

إن‭ ‬فرضيةَ‮ ‬الفشلِ‭ ‬الذريع‭ ‬في‭ ‬المخططات‭ ‬المعلنة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هدفاً‭ ‬مقصوداً،‭ ‬ويعد‭ ‬تحليلا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬معتَمَدا‭ ‬في‭ ‬أدبيات‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬لدول‭ ‬محددة،‭ ‬ويمكنُ‭ ‬مناقشتُها‭ ‬عبر‭ ‬فرضيةِ‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬الفاشلة‮»‬‭ ‬كهدف‭ ‬وسيط،‭ ‬حيث‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬بالضرورة دولاً‭ ‬قوية‭ ‬ومستقرة‮ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لأن‭ ‬الدولةَ‭ ‬القويةَ‭ ‬يمكنُ‭ ‬أن‭ ‬تكونَ‭ ‬منافساً‭ ‬إقليمياً،‭ ‬وتتحكم‭ ‬في‭ ‬مواردها‭ ‬بسيادةٍ‭ ‬كاملة،‭ ‬وتقاوم‭ ‬الأجنداتِ‭ ‬الخارجية؛‭ ‬بينما‭ ‬الدولة‭ ‬الضعيفة‭ ‬أو‭ ‬الفاشلة‭ ‬تعدُّ‮ ‬أسهلَ‭ ‬في‭ ‬النفاذ‭ ‬إلى‭ ‬مواردِها‭ (‬النفط،‭ ‬المعادن‭)‬،‭ ‬وأسهل‭ ‬في‭ ‬استخدامها‭ ‬كساحةٍ‭ ‬لحروب‭ ‬بالوكالة‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬مباشر،‭ ‬وأسهل‭ ‬في‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬عازلة‮»‬‭ ‬تمنع‭ ‬قوى‭ ‬منافسة‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬فيها،‭ ‬والأمثلة‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬2003‭ ‬عديدة،‭ ‬بدءا‭ ‬بالحالة‭ ‬العراقية‭ ‬والسورية‭... ‬إذ‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الهدفُ‭ ‬الحقيقيُّ‭ ‬هو‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬ديمقراطية‭ ‬مستقرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬لكانت‭ ‬الاستثماراتُ‭ ‬والجهودُ‭ ‬مختلفةً‭ ‬جذرياً‭ ‬بعد‭ ‬2003،‭ ‬ولكن‭ ‬النتيجة‭ ‬الفعلية‭ ‬هي‭ ‬عراق‭ ‬منهك،‭ ‬مقسم‭ ‬طائفياً،‭ ‬تحت‭ ‬سطوة‭ ‬الجوار،‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬أمريكية‭ ‬دائمة،‭ ‬وهذا‭ ‬يخدم‭ ‬أهداف‭ ‬إبقاء‭ ‬العراق‭ ‬ضعيفاً،‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬احتواء‭.‬

في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬ليست‭ ‬كلُّ‭ ‬فوضى‭ ‬مرفوضة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية،‭ ‬حيث‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬توجيهها‭ ‬وتوظيفها هي‭ ‬أداة‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬والنزاعات‭ ‬التي‭ ‬تبرر‭ ‬وجود‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬دائمة،‭ ‬وفرض‭ ‬اتفاقيات‭ ‬اقتصاديَّة‭ ‬وسياسيًّة‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬مفصليَّة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يُعدُّ‭ ‬‮«‬فشلاً‮»‬‭ ‬لمشروع‭ ‬قد‭ ‬يكون‮ «‬نجاحاً‮»‬‭ ‬لجهاتٍ‭ ‬أخرى؛‭ ‬لذلك،‭ ‬قد‭ ‬يتمُّ‭ ‬إفشالُ‭ ‬مشروع‭ ‬علني‭ ‬لإنجاح‭ ‬مشروعٍ‭ ‬خفي‭.‬

إذًا‭ ‬هل‭ ‬ما‭ ‬اُعتبر‭ ‬فشلاً‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬يعد‭ ‬هدفاً‭ ‬مقصوداً؟‭ ‬الجواب‭ ‬نعم؛‭ ‬لكن‭ ‬بشكلٍ‭ ‬جزئي‭ ‬ومحدد،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يُرجّح‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬الخارجيَّةَ‭ ‬تريدُ‭ ‬فوضى شاملة‭ ‬وغير‭ ‬قابلة‭ ‬للسيطرة،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يهددُ‭ ‬مصالحَها‭ ‬أيضاً،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تريدُ‮ ‬درجةً‭ ‬مُحسوبة‭ ‬من‭ ‬الانهيار تكفي‭ ‬لـشل‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لاعباً‭ ‬إقليمياً‭ ‬مستقلاً،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬مفتوح‭ ‬للتدخلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أقصى‭ ‬استنزاف‭ ‬للخصوم‭ ‬الإقليميين‭.‬

إذًا‭ ‬المشروعُ‭ ‬لم‭ ‬يفشل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‮ ‬أجندة‭ ‬التفكيك‭ ‬والإضعاف،‭ ‬لكنه‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬تقديم بديل‭ ‬بناء‭ ‬مستقر؛‭ ‬وهذا‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬فشلاً‮»‬‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬من‭ ‬يريدون‭ ‬المنطقةَ‮ ‬ضعيفة‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬لأنه‭ ‬يضمن‭ ‬بقاءها‭ ‬تحت‭ ‬الهيمنة‭.‬

الدرسُ‭ ‬الأهم‮ ‬في‭ ‬الجيوسياسة،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬‮«‬النجاحَ‮»‬‭ ‬و«الفشلَ‮»‬‭ ‬يُقاسان‭ ‬ليس‭ ‬بمقدارِ‭ ‬الاستقرارِ‭ ‬أو‭ ‬الازدهار‭ ‬في‭ ‬المنطقةِ‭ ‬المستهدفة،‭ ‬بل بمقدار‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للقوة‭ ‬الخارجية؛‭ ‬والمنطقةُ‭ ‬العربيَّةُ‭ ‬بعد‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬سايكس‭ ‬بيكو،‭ ‬وعقدين‭ ‬من‭ ‬‮«‬الفوضى‭ ‬غير‭ ‬الخلاقة‮»‬،‭ ‬هي‮ ‬أكثرُ‭ ‬ضعفاً‭ ‬وتشتتاً‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬وهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬نجاحًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأهدافِ‭ ‬الاستراتيجيَّة‭ ‬لمن‭ ‬يريدُها‭ ‬كذلك‭.‬

 

sr@sameerarajab‭.‬net

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا