كتبت: فاطمة اليوسف
عازف الكمان البحريني علي العليوي، دائمًا ما يأسر قلوبنا بمقطوعاته الموسيقية التي تلامس أحاسيسنا وتترجم مشاعرنا. البحريني علي العليوي حقق إنجازًا فنيًا بارزًا، حيث توج بالمركز الأول في مهرجان الموسيقى العربي لذوي الإعاقة، الذي أُقيم في العاصمة القطرية الدوحة برعاية مركز الشفلح.
تحت شعار «نسيج الفن | وتَر»، جمع المهرجان هذا العام مجموعة من المبدعين العرب من ذوي الإعاقة، مُبرزًا قدرة الفن على تجاوز جميع الحواجز، ومؤكدًا أن الإبداع يمتلك القدرة على فتح النوافذ حتى عند ضيق الظروف.
انطلقت فعاليات المهرجان في الأول من ديسمبر واستمرت لمدة ثلاثة أيام، في أجواء شارك فيها عدد كبير من المشاركين من مختلف الدول العربية، حيث بلغ عدد المتقدمين حوالي ثلاثمائة مشارك. بعد عملية فرز وتقييم دقيقة، تم اختيار ثلاثين متسابقًا فقط للمرحلة النهائية، مما يعكس المستوى العالي للتنافس وقيمة المواهب المشاركة.
تمكن العليوي من التألق في فئة الكبار كواحد من أبرز المتنافسين. في العرض الأول، قدم العليوي مقطوعة موسيقية أعدها بنفسه بعنوان **«روح الكمان»**، والتي عكست بصمته الفريدة وعمقه الموسيقي، مما أهله لدخول المراكز الثلاثة الأولى في التصفيات.
وفي المرحلة النهائية، قدم العليوي عملًا آخر بعنوان **«ميدلي خليجي»**، حيث دمج بين الألحان الخليجية التراثية والمعاصرة، وقدّم أداءً متميزًا جعله يحصد المركز الأول بجدارة.
من خلال "عالم الشهرة"، عبّر الفنان الفائز علي العليوي عن فخره بهذا الإنجاز، مقدماً شكره لمركز الشفلح على جهودهم الكبيرة في دعم وتمكين المواهب العربية من ذوي الإعاقة، حيث قال: "أشكر مركز الشفلح على هذا الاهتمام العظيم، وعلى توفير منصة راقية مكّنتني ومكّنت المشاركين من تقديم أعمالنا بكل ثقة. فوزي اليوم هو نتاج دعمهم وتشجيعهم، وهو فخر لي ولمملكة البحرين." يُعد المهرجان أكثر من مجرد مسابقة موسيقية؛ فهو منصة إنسانية وثقافية تُبرز المواهب العربية من ذوي الإعاقة، مما يمنحهم فرصة التعبير عن قدراتهم أمام لجنة تحكيم متخصصة وجمهور واسع. يسعى المهرجان أيضًا لتعزيز قيم الدمج الاجتماعي، والاحتفاء بالفن كوسيلة لتوحيد القلوب وصناعة الأمل. فوز العليوي ليس إنجازًا شخصيًا له فحسب بل هو وسام فخر له و لمملكة البحرين، كما إنه بمثابة رسالة تلهم الفنانين العرب من ذوي الإعاقة بأن الإرادة والموهبة قادرتان على تحقيق المستحيل.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك