أكد الدكتور عبدالعزيز وان، مدير المكتب الإقليمي لصندوق النقد الدولي في الرياض، أن دول الخليج العربية تواصل ترسيخ مكانتها كأحد أهم المراكز الاقتصادية المؤثرة عالمياً، ليس فقط بوصفها منتجاً رئيسياً للطاقة، بل باعتبارها نموذجاً متقدماً في برامج التنويع الاقتصادي، وتطوير القطاعات الصناعية والمالية والتقنية، وأشار إلى بروز مملكة البحرين في هذا السياق، بدورها الريادي في تحديث المنظومة الاقتصادية وتعزيز بيئة الأعمال، بما يعكس رؤية وطنية تستند إلى الابتكار والانفتاح والمرونة.
جاء ذلك خلال محاضرة متخصصة بعنوان: «التطورات الاقتصادية العالمية والإقليمية الراهنة»، استضافها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، ضمن سلسلة «حوارات فكرية»، وأدارها الدكتور عمر أحمد العبيدلي، مدير إدارة الدراسات والبحوث في المركز، بحضور نخبة من الخبراء والاقتصاديين وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الاقتصادي.
واستعرض الدكتور وان ملامح التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى التغيّرات المتسارعة في سلاسل الإمداد، وتنامي دور الذكاء الاصطناعي في رفع الإنتاجية، واتساع تأثير السياسات الصناعية الجديدة على حركة النمو والاستثمار حول العالم.
وقدّم المتحدث قراءة شاملة للمشهد الاقتصادي العالمي، أشار فيها إلى أن الاقتصاد الدولي يمرّ بمرحلة دقيقة تتسم بتسارع التحولات في أسواق الطاقة العالمية، وتنامي دور التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تشكيل أنماط الإنتاج والنمو، وبيّن أن العديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة تعمل اليوم على مواءمة سياساتها المالية والنقدية مع بيئة عالمية تتسم بالتغيّر المتواصل، الأمر الذي يبرز أهمية بناء القدرات وتحسين كفاءة السياسات العامة.
كما أكد المتحدث أن وجود مكتب صندوق النقد الدولي الإقليمي في الرياض يهدف إلى تعميق الحوار مع دول المنطقة، وتعزيز التعاون في مجالات بناء القدرات، وتطوير السياسات الاقتصادية، وإنشاء منصّات معرفية مشتركة بين صنّاع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم. وأشار إلى أن التعاون الدولي أصبح مكوّناً أساسياً في صياغة حلول اقتصادية مستدامة، خصوصاً في ظل التحولات العالمية في مجالات الطاقة والتقنية.
وخلال النقاش، تطرّق الحضور إلى عدد من القضايا المرتبطة بدور دول الخليج العربي في استقرار أسواق الطاقة، وفرص النمو في القطاعات غير النفطية، بالإضافة إلى التوجهات الجديدة في التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي، حيث شدّد المتحدث على أن المنطقة تمتلك إمكانات اقتصادية كبيرة تجعلها في موقع متقدم لقيادة مسارات التنمية المستقبلية.
وأشاد بزيادة توجه دول مجلس التعاون في الاعتماد على القطاعات غير النفطية، لافتا إلى أن صندوق النقد الدولي يعمل من قرب مع الدول الخليجية للتحول الاقتصادي بها، كما أشار إلى أن تنامي فرص التعاون بين دول مجلس التعاون الدول الآسيوية، وكذلك الدول الإفريقية.
ووصف مدير المكتب الإقليمي لصندوق النقد الدولي في الرياض دول الخليج بأنها منطقة الاستقرار والابتكار كما أنها باتت أكثر مساهمة في صناعة القرار الإقليمي والعالمي.
وجاءت المحاضرة في إطار حرص مركز «دراسات» على إثراء النقاش الاقتصادي والفكري، وتوفير منصّات تفاعلية تجمع بين المؤسسات الدولية الرائدة والمجتمع البحثي في مملكة البحرين، بما يعزّز تبادل المعرفة ويواكب التطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك