كتبت: لمياء ابراهيم
بمناسبة اليوم العالمي للسكتة الدماغية الذي يوافق 29 أكتوبر من كل عام، تعمل الجهات الصحية حول العالم على تحسين الوعي بالوقاية من السكتات الدماغية.
وأكد الدكتور هاني حميدان استشاري أمراض المخ والأعصاب أن هناك نوعين رئيسيين للجلطات الدماغية، هما الجلطة الإقفارية والجلطة النزفية، مبينا أن السكتة الدماغية الإقفارية هي أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعا، وتحدث عندما تصبح الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم ضيقة أو مسدودة، مشيرا الى أن التضيق عادة بسبب تراكم الرواسب الدهنية وتصلب الشرايين بسبب ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ويحدث الانسداد بسبب خثرة دموية إما تأتي من القلب عند حدوث اضطراب في خفقان القلب أو تأتي الخثرة من أحد الأوعية الدموية وتسري في مجرى الدم وتسد أوعية دموية أصغر، أما النوع الثاني فهو السكتة الدماغية النزفية وتحدث عندما يحصل تسريب من الأوعية الدموية أو تتمزق.
وأوضح أن أهم أسباب الإصابة بالسكتات الدماغية ترجع الى ارتفاع ضغط الدم، العلاج الزائد مميعات الدم (مضادات التخثر)، انتفاخات في نقاط ضعيفة في جدران الأوعية الدموية (تمدد الأوعية الدموية)، إصابات جسدية من حوادث، رواسب بروتينية في جدران الأوعية الدموية وتؤدي إلى ضعف في جدار الأوعية.
وتابع قائلا: إن السكتة الدماغية الإقفارية من الممكن أن تؤدي إلى نزيف، تمزق تشابك غير طبيعي للأوعية الدموية الرقيقة الجدران (التشوه الشرياني الوريدي) AVM.
أعراض السكتة الدماغية وطرق التشخيص
واستكمل الدكتور هاني حديثه عن أبرز أعراض السكتة الدماغية باختصار كلمة (FAST)، FACE: حدوث شلل أو تدلي جانب واحد من الوجه، ARM: عند محاولة رفع الذراعين تنحدر ذراع واحد نحو الأسفل لوجود ضعف، SPEECH: عندما تكون طريقة الكلام مشوشة أو غريبة، TIME: عند حدوث هذه المؤشرات يجب الاتصال بالإسعاف فورا.
وأضاف أنه إلى جانب الشلل أو الخدر بالوجه أو الذراع أو الساق، كما يمكن أن تؤدي السكتات إلى مشاكل في الإبصار في عين واحدة أو الاثنين، الصداع الشديد المفاجئ مصحوبا بالقيء أو الدوار أو تغير في الوعي، صعوبة في المشي أو فقدان التوازن بشكل مفاجئ.
وأوضح أن التشخيص الصحيح يكون بعمل أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي مع أشعة للشرايين لتوضيح الانسداد (MRI BRAIN-CT BRAIN)، كما توجد أشعة خاصة لإظهار قصور سريان الدم لأنسجة الدماغ (CTP).
أحدث طرق العلاج
وعن أحدث طرق العلاج، قال الدكتور هاني: «يمكن تذويب الجلطة الدماغية الاقفارية خلال أول أربع ساعات ونصف عن طريق إعطاء المريض دواء في الوريد لتذويب الجلطة، كذلك يمكن عمل قسطرة لإزالة الخثرة إذا كانت في شريان رئيسي كبير بعد حدوث الجلطة بساعات وأفضل النتائج تكون بسرعة العلاج»، كما توجد طرق علاجية أخرى ظهرت في بعض البلدان كالوحدات المتنقلة لعلاج الجلطات وهي عبارة عن سيارات إسعاف متخصصة ومجهزة بجهاز تصوير مقطعي (CT SCAN) ومختبر متنقل، إلى جانب تقنية التطبيب عن بعد (Telemedicine) التي تهدف إلى تسريع عملية التشخيص وبدء العلاج خاصة أدوية إذابة الجلطات قبل وصول المريض الى المستشفى لإنقاذ خلايا المخ من وتقليل التلف.
وتطرق إلى طرق الوقاية من الجلطات المخية، مؤكدا أنها تتمحور في ضبط ارتفاع ضغط الدم باعتباره من أهم الأشياء التي يمكن القيام بها لتقليل خطر السكتة الدماغية عن طريق تغيير نمط الحياة والأدوية، وخفض كمية الكوليسترول والدهون المشبعة في النظام الغذائي للتقليل من تراكم الدهون بالشرايين ويتم ذلك عن طريق النظام الغذائي وأدوية خفض الكوليسترول، الإقلاع عن استخدام التبغ، حيث يزيد التدخين من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المدخنين وغير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين السلبي.
وشدد على إدارة مرض السكري عن طريق الحمية والتمارين الرياضية وفقدان الوزن للحفاظ على نسبة السكر في الدم، والحفاظ على وزن صحي لأنها من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب الوعائية والسكري، لذا من الضروري اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضراوات ويحتوي على خمس حصص أو أكثر يوميا ليقلص من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
ونصح باتباع النظام الغذائي المتوسطي الذي يركز على زيت الزيتون والفواكه والمكسرات والحبوب الكاملة إلى جانب ممارسة الرياضة بانتظام مدة 30 دقيقة، 4 مرات أسبوعيا، وهو من الأمور التي تقلل من الإصابة بالسكتات الدماغية.
واختتم حديثه بالإشارة إلى علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي وهو اضطراب في النوم يؤدي إلى توقف في التنفس لفترات قصيرة بشكل متكرر أثناء النوم، والعلاج يتكون من جهاز ضغط إيجابي في مجرى الهواء من خلال قناع لإبقاء مجرى الهواء مفتوحا أثناء النوم.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك