العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

خلال ندوة بنادي الخريجين.. الدكتور محمد الرميحي:
أمن الخليج مرتبط بالردع الجماعي والتنمية المستدامة

الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

إسرائيل وإيران تصدران أزماتهما الداخلية إلى الجوار


كتبت‭: ‬ياسمين‭ ‬العقيدات

تصوير‭: ‬عبدالله‭ ‬المحسن

أقام‭ ‬نادي‭ ‬الخريجين،‭ ‬ضمن‭ ‬البرنامج‭ ‬الثقافي‭ ‬للنادي‭ ‬لعامي‭ ‬2025‭-‬2026،‭ ‬محاضرة‭ ‬للدكتور‭ ‬محمد‭ ‬غانم‭ ‬الرميحي،‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬بجامعة‭ ‬الكويت،‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متغير‮»‬،‭ ‬بحضور‭ ‬نبيل‭ ‬بن‭ ‬يعقوب‭ ‬الحمر‭ ‬مستشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لشؤون‭ ‬الإعلام،‭ ‬وهالة‭ ‬الأنصاري‭ ‬مستشارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬ومختصين‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭.‬

وتناول‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الرميحي‭ ‬المتغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬لاعبين‭ ‬أساسيين‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطي‭ ‬يؤثران‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬وهما‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران،‭ ‬وأن‭ ‬التهديد‭ ‬اليوم‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬جماعات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الدولة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تقع‭ ‬بين‭ ‬سرديتين‭ ‬تعتمد‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬على‭ ‬الأساطير‭ ‬وشهوة‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬النفوذ‭ ‬السياسي،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الميثولوجيا‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭ ‬التوسعية،‭ ‬فيما‭ ‬ترتكز‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬‮«‬الميثولوجيا‭ ‬الفارسية‮»‬‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أمجاد‭ ‬تاريخية‭ ‬وطموحات‭ ‬توسعية‭ ‬في‭ ‬الحاضر،‭ ‬مع‭ ‬تخطي‭ ‬الأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسيادة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هاتين‭ ‬القوتين‭ ‬تمثلان‭ ‬التحدي‭ ‬المباشر‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬اليوم،‭ ‬فإسرائيل‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وجوارها،‭ ‬بينما‭ ‬تؤثر‭ ‬إيران‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتساءل‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬المجازر‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬المواقف‭ ‬الشعبية‭ ‬الدولية‭ ‬الرافضة،‭ ‬مجيبًا‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬مطمئنة‭ ‬لوقوف‭ ‬العواصم‭ ‬العالمية‭ ‬المؤثرة‭ ‬معها،‭ ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬فهم‭ ‬‮«‬المسألة‭ ‬اليهودية‮»‬‭ ‬فهمًا‭ ‬علميًا،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬تحولت‭ ‬من‭ ‬نفور‭ ‬تاريخي‭ ‬تجاه‭ ‬اليهود‭ ‬إلى‭ ‬احتضان‭ ‬كامل‭ ‬لما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬اليوم،‭ ‬وهو‭ ‬تحول‭ ‬يستحق‭ ‬الدراسة‭.‬

وعن‭ ‬‮«‬المسألة‭ ‬الإيرانية‮»‬‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬أزمنة‭ ‬مختلفة‭ ‬داخل‭ ‬نفس‭ ‬الجغرافيا،‭ ‬وأن‭ ‬الصراعات‭ ‬تجعل‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الماضي،‭ ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬أنفقت‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بين‭ ‬2011‭ ‬و2023‭ ‬لتمويل‭ ‬‮«‬الأذرع‭ ‬الإيرانية‮»‬،‭ ‬تحت‭ ‬مبرر‭ ‬الدفاع‭ ‬خارج‭ ‬الحدود،‭ ‬لكن‭ ‬اشتباك‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬كشف‭ ‬محدودية‭ ‬تأثير‭ ‬تلك‭ ‬الأذرع‭ ‬وعجزها‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬إيران‭ ‬نفسها‭.‬

وأكد‭ ‬الرميحي‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬تصدران‭ ‬أزماتهما‭ ‬الداخلية‭ ‬إلى‭ ‬الجوار،‭ ‬وأن‭ ‬استراتيجية‭ ‬الهروب‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬تعرض‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬للخطر،‭ ‬قائلاً‭: ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬تضخيم‭ ‬قوة‭ ‬الخصم،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬أيضًا‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬أخطاره‭ ‬المحتملة‭.‬

وشدد‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الرميحي‭ ‬خلال‭ ‬المحاضرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قضية‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬التحديات‭ ‬العسكرية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬بات‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بتطورات‭ ‬المشهد‭ ‬الدولي‭ ‬وتقلباته،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬قدراتها‭ ‬الذاتية‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬يمثلان‭ ‬الخيار‭ ‬الأكثر‭ ‬واقعية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬وصفها‭ ‬بـ‮«‬زمن‭ ‬التوحش‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تتقدم‭ ‬المصالح‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬قفزات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وبشرية‭ ‬تعد‭ ‬عنصر‭ ‬قوة‭ ‬يجب‭ ‬صيانته‭ ‬وتطويره،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬العوائد‭ ‬الريعية‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المعرفة‭ ‬والعقول‭ ‬وتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استدامة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الندوة‭ ‬صرح‭  ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬غانم‭ ‬الرميحي‭ ‬للصحف،‭ ‬بأن‭ ‬العوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬وكيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬بالسياسات‭ ‬الإقليمية‭ ‬كانت‭ ‬محور‭ ‬حديثه،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬أمرين،‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬التعليم‭ ‬ونوعيته،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬لكن‭ ‬نوعية‭ ‬التعليم‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عمل،‭ ‬أما‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬سوق‭ ‬خليجية‭ ‬مشتركة‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬سوق‭ ‬كبير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬الابتكارات‭ ‬الجديدة،‭ ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬التقنية،‭ ‬لأن‭ ‬رافعات‭ ‬التنمية‭ ‬اختلفت‭ ‬عن‭ ‬السابق،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الرافعات‭.‬

فيما‭ ‬أكد‭ ‬النائب‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان،‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المحاضرة‭ ‬أن‭ ‬المطلوب‭ ‬حاليًا‭ ‬هو‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تشريعات‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتمتين‭ ‬الوحدة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬البلدان،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنموي‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬كمعيار‭ ‬ومؤشر‭ ‬مهم‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬السياسي‭ ‬لا‭ ‬يبنى‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬ووحدة‭ ‬المجتمعات‭ ‬الخليجية‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬كينونة‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا