القدس المحتلة (وكالات الأنباء): كثّفت الولايات المتحدة ضغوطها على حركة حماس مطالبة إياها بالالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتزامن مع وصول نائب الرئيس جاي دي فانس إلى إسرائيل أمس الثلاثاء في مسعى لتثبيت الهدنة في القطاع بعدما شابتها خروق وتأخير في تسليم رفات رهائن.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس الثلاثاء أن حلفاء بلاده مستعدون لإرسال قوات الى القطاع الفلسطيني لـ«تأديب» حماس «في حال واصلت التصرف بسوء، في انتهاك لاتفاقها معنا» المبرم بناء على اقتراح تقدم به، بينما أعلنت الحركة أنها ستسّلم ليل الثلاثاء جثتي رهينتين إضافيتين.
وكتب ترامب على تروث سوشيال: «العديد من حلفائنا العظام في الشرق الأوسط ومناطق محيطة بالشرق الأوسط، أبلغوني علنا وبقوة، بحماسة كبيرة، بأنهم سيرحبون بناء على طلبي، بالذهاب الى غزة مع قوة شديدة و«تأديب» حماس في حال واصلت حماس التصرف بسوء، في انتهاك لاتفاقها معنا».
وأشار إلى أنه أبلغ إسرائيل وحلفاء واشنطن الإقليميين بأن «الوقت لم يحن بعد» لمواجهة جديدة مع حماس. وقال: «لا يزال هناك أمل بأن تفعل حماس ما يجب فعله. إذا لم يقوموا بذلك، فإن نهاية حماس ستكون سريعة وقوية وقاسية».
وكان ترامب قد قال الاثنين الماضي: «توصّلنا إلى اتفاق مع حماس يضمن أن يكون سلوكهم جيّدا جدا، وإن لم يفعلوا، سنقضي عليهم»، مضيفا أنه يريد أن يمنح «فرصة صغيرة» لاتفاق وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، وصل فانس وزوجته الى تل أبيب ظهر أمس الثلاثاء حيث كان في استقبالهما نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ياريف ليفين. وعقد نائب الرئيس مباحثات في مطار بن جوريون مع المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير اللذين كانا وصلا الى الدولة العبرية الاثنين الماضي.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن فانس سيلتقي أيضا مسؤولين إسرائيليين، وبينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء في القدس. وتكثّف إدارة ترامب جهودها بعد الضربات الإسرائيلية التي طالت القطاع الأسبوع الماضي وكانت الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر. وتمّ بموجب الاتفاق الإفراج عن 20 رهينة على قيد الحياة كانوا محتجزين منذ هجوم حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل شرارة الحرب.
وكان ينبغي على حماس بحلول 13 أكتوبر إعادة جثامين 28 رهينة، لكنها تؤكد أنها في حاجة إلى معدات لرفع الانقاض وللوصول إليهم. وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أنها ستسلّم جثتين الثلاثاء. من جهة أخرى، أكد كبير مفاوضي حماس خليل الحيّة في مقابلة مع قناة «القاهرة الإخبارية» بثّت فجر امس الثلاثاء تصميم الحركة «على المضيّ في الاتفاق إلى نهايته».
وأكد برنامج الأغذية العالمي أمس الثلاثاء أن استمرار وقف إطلاق النار «حيوي» لإيصال المساعدات إلى غزة و«إنقاذ أرواح» داعيا مجددا إلى فتح كل المعابر المؤدية إلى القطاع المحاصر. وتشير بيانات برنامج الأغذية العالمي إلى أن حوالي 750 طنا من المواد الغذائية تدخل الآن إلى قطاع غزة يوميا، لكن هذا لا يزال أقل بكثير من حجم الاحتياجات. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون امس الثلاثاء: «يجب الانتقال فورا إلى فتح الجسور الإنسانية ومختلف الطرق الإنسانية، وهذا أمر طارئ للغاية». وقال ريكاردو بيريس المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) امس: إن الاستجابة الإنسانية لا تزال أقل بكثير من المستوى المطلوب، ودعا إلى إعادة فتح جميع المنافذ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك