وثق أحدث تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة الكلفة غير المسبوقة التي تكبدتها النساء والفتيات نتيجة الحرب في غزة، من خلال أرقام وبيانات صادمة حول حجم الضحايا، والنزوح الجماعي، وارتفاع أعداد الأرامل، بالإضافة إلى الانهيار شبه الكامل في قطاعات الصحة، والتعليم، والخدمات الأساسية.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتشن أمس الإثنين: إن أكثر من 500 شخص ماتوا جوعا في غزة منذ بداية عام 2025، مؤكدا أن توسيع نطاق وصول المساعدات أمر ضروري.
وأضاف المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية: «في عام 2025 وحده، مات أكثر من 500 شخص نتيجة لسوء التغذية. حاليا، لا تعمل سوى أربعة مراكز، وسيساعدنا تحسين الوصول وتدفق المساعدات الإنسانية على ضمان وصول الإمدادات وتوسيع مراكز العلاج في شمال غزة».
وخلال عامين فقط، تحولت غزة إلى واحدة من أخطر بؤر النزاع للنساء في العالم، حيث قُتلت أكثر من 33 ألف امرأة وفتاة منذ أكتوبر 2023. وذكر التقرير أن نحو 250 ألف امرأة وفتاة عاشت ظروفا وصفت بالكارثية (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي – مرحلة المجاعة)، وهي مرحلة تتسم بانعدام شبه تام للغذاء وانهيار كامل لسبل البقاء، ما يعني الجوع حتى الموت، وارتفاع معدلات سوء التغذية، والمخاطر الصحية القاتلة. كما تعرضت قرابة 500 ألف امرأة وفتاة إضافية لخطر الوقوع في هذه الظروف الكارثية.
وأُجبرت الغالبية العظمى من النساء والفتيات على النزوح المتكرّر بمعدل أربع مرات تقريبًا منذ اندلاع الحرب.
وتُظهر البيانات أن أسرة واحدة من كل سبع أسر في غزة تقودها امرأة، أي ما يزيد على 16 ألف امرأة فقدن أزواجهن خلال الحرب. وتمثل هؤلاء النساء جيلًا جديدًا من الأرامل اللواتي يتحملن عبئًا مضاعفًا من الفقد والمسؤولية، إذ يعتنين بأطفالهن ويدبّرن شؤون أسرهن بمفردهن، ويتخذن قرارات مصيرية وسط المجاعة، والنزوح، وانهيار الخدمات الأساسية.
وواجهت النساء الحوامل خطرًا مضاعفًا بمعدل ثلاث مرات مقارنة بالعام الماضي، إذ جعلت المجاعة، ونُدرة المياه، وانهيار الخدمات الصحية الحمل والولادة من أخطر المراحل في حياة النساء.
وتشير التقديرات إلى أن امرأة واحدة من كل أربع، أي أكثر من نصف مليون امرأة محرومة من الرعاية الصحية الإنجابية، فيما تكافح نحو 700 ألف امرأة وفتاة لتأمين احتياجاتهن الصحية الأساسية خلال فترات الحيض في ظل ظروف الحرب.
في الوقت ذاته، تمر آلاف الفتيات المراهقات بأولى مراحل البلوغ تحت القصف، من دون أدنى مقومات الأمان، أو الخصوصية، أو المستلزمات الصحية الضرورية.
أما على صعيد التعليم، فقد فقدت أكثر من 318 ألف فتاة عامين دراسيين كاملين، ويواجهن خطر خسارة عام ثالث، ما ينذر بضياع جيلٍ كامل من الفتيات. ولم يعد أي طفل أو طفلة في سن الدراسة قادرًا على ممارسة حقه الأساسي في التعليم، في ظل استمرار القصف، والدمار، وانهيار البنية التحتية التعليمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك