العدد : ١٧٣٧٥ - السبت ١٨ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٧٥ - السبت ١٨ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

«بلا خجل».. بريطانيا تدعو شركاتها إلى المنافسة على عقود إعادة إعمار غزة التي دمرتها إسرائيل

السبت ١٨ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬خطوة‭ ‬أثارت‭ ‬موجة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الانتقادات،‭ ‬دعت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬شركاتها‭ ‬الخاصة‭ ‬إلى‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬عقود‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬رغم‭ ‬تورطها‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬عسكري‭ ‬واستخباراتي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬مراقبون‭ ‬تناقضاً‭ ‬صارخاً‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬البريطاني‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭.‬

وأعلن‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هاميش‭ ‬فالكونر‭ ‬تنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬ويلتون‭ ‬بارك‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية،‭ ‬لمناقشة‭ ‬‮«‬سبل‭ ‬دفع‭ ‬جهود‭ ‬التمويل‭ ‬الخاص‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬داونينغ‭ ‬ستريت‭. ‬ويهدف‭ ‬المؤتمر‭ ‬إلى‭ ‬حشد‭ ‬استثمارات‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومصر‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬قوبلت‭ ‬بانتقادات‭ ‬حادة‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬بريطانيين،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬جيريمي‭ ‬كوربين،‭ ‬الذي‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تصرف‭ ‬بلا‭ ‬خجل‮»‬،‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬وكأن‭ ‬تمكين‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كافياً،‭ ‬الآن‭ ‬يسمحون‭ ‬للشركات‭ ‬بجني‭ ‬الأرباح‭ ‬منها‭ ‬أيضاً‭. ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭ ‬أمر‭ ‬مقزز‮»‬‭. ‬كما‭ ‬اعتبرت‭ ‬النائبة‭ ‬العمالية‭ ‬كيم‭ ‬جونسون‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬‮«‬نهج‭ ‬استعماري‭ ‬جديد‭ ‬يعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬للمصالح‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬العدالة‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬كتب‭ ‬فالكونر‭ ‬في‭ ‬منشور‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬X‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬ستكون‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‮»‬،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬اغتنام‭ ‬الفرصة‭ ‬مع‭ ‬سريان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‮»‬‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬‮«‬تدعم‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬بقيادة‭ ‬فلسطينية‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬تمتلك‭ ‬‮«‬إمكانات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ورأس‭ ‬مالاً‭ ‬بشرياً‭ ‬كبيراً‭ ‬ينبغي‭ ‬إطلاقه‮»‬‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬التطمينات‭ ‬لم‭ ‬تمنع‭ ‬تفاقم‭ ‬الغضب‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬والحقوقية،‭ ‬إذ‭ ‬اعتبر‭ ‬النائب‭ ‬شوكت‭ ‬آدم‭ ‬أن‭ ‬مشاهد‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬تناقش‭ ‬تقسيم‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬ممولين‭ ‬أجانب‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬السكان‭ ‬ينتشلون‭ ‬جثث‭ ‬أحبائهم‮»‬‭ ‬أمر‭ ‬يثير‭ ‬‮«‬الاشمئزاز‮»‬‭. ‬كما‭ ‬حذّر‭ ‬النائب‭ ‬المستقل‭ ‬إقبال‭ ‬محمد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُدار‭ ‬‮«‬كلياً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬إسرائيلي‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المساءلة‭ ‬والتعويض‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬تقرير‭ ‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬آي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬البريطانية‭ ‬تتقاطع‭ ‬مع‭ ‬مبادرة‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬سلطة‭ ‬انتقالية‭ ‬تكنوقراطية‮»‬‭ ‬لإدارة‭ ‬غزة،‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬أثارت‭ ‬جدلاً‭ ‬واسعاً‭ ‬بسبب‭ ‬مشاركة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأسبق‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬فيها‭. ‬وقالت‭ ‬كيم‭ ‬جونسون‭ ‬تعليقاً‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بلير‭ ‬بعيداً‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬ففشله‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬معروف‮»‬‭. ‬واختتم‭ ‬كريس‭ ‬دويل،‭ ‬مدير‭ ‬مجلس‭ ‬التفاهم‭ ‬العربي‭ ‬البريطاني،‭ ‬قائلاً‭: ‬إن‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬أن‭ ‬‮«‬توضح‭ ‬بجلاء‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحدها‭ ‬هي‭ ‬المخوّلة‭ ‬بتحديد‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا