أكثر من 1400 عالم ومهندس يخدمون اليوم 41 مليون مستخدم بالغ في 97 دولة
في مداخلة لافتة قال كيريتسيس:
إذا كنت لا تدخن فلا تبدأ وإذا كنت تدخن فأقلع وإن لم تقلع فغيّر
شهدت دبي حدثا عالميا رفيع المستوى تمثل في انعقاد مؤتمر «تكنوفيشن 2025» يوم الثامن من أكتوبر الجاري في فندق دبليو دبي النخلة بمشاركة نخبة من القادة والخبراء في مجالات الصحة العامة والتكنولوجيا والاتصالات والاقتصاد المستدام.
وجاء المؤتمر ليؤكد أن الابتكار لم يعد خيارا ترفيهيا بل ضرورة حتمية لإحداث التحول الصحي والاقتصادي المنشود في عالم ما بعد الاحتراق حيث تتقدم شركة فيليب موريس إنترناشونال صفوف التغيير العلمي والتكنولوجي في مسيرة بناء مستقبل خال من الدخان.
أولتشاك: العلم هو الطريق
إلى مستقبل بلا احتراق
استهل المؤتمر فعالياته بحوار موسع مع ياتشيك أولتشاك الرئيس التنفيذي لشركة فيليب موريس إنترناشونال حيث أدارته الإعلامية ميساء عيد وتناول فيه التحول العميق الذي تشهده الشركة على المستويين العلمي والاستثماري.
وأوضح أولتشاك أن الشركة أعادت توجيه نحو 99.5% من أبحاثها و80% من ميزانيتها التجارية نحو تطوير المنتجات الخالية من الدخان، مؤكدا أن الهدف ليس فقط تقديم بدائل تجارية بل تغيير سلوك بشري ممتد لعقود.
وأشار إلى أن أكثر من 40 مليون مدخن بالغ حول العالم تحولوا إلى هذه البدائل من بينهم 13 مليونا في أوروبا وهو ما يعكس تحولا سلوكيا واسع النطاق مدفوعا بالعلم والتكنولوجيا وضرب أولتشاك أمثلة ملموسة لنجاح التحول في عدد من الدول قائلاً: في اليابان انخفضت مبيعات السجائر إلى النصف خلال عشر سنوات فقط بينما أصبحت السويد أول دولة في العالم تسجل نسبة تدخين أقل من 5% وهذه النماذج تثبت أن وجود تشريعات تقدمية هو مفتاح التغيير الحقيقي.
وفي تعبير صريح عن فلسفته في الإصلاح قال أولتشاك: قلنا للعالم طيلة خمسين عاما إن التدخين يقتل ومع ذلك ما زال الناس يدخنون وقد حان الوقت لأن نعمل بما يتيحه لنا العلم والتكنولوجيا.
من الأدلة إلى الفعل.. مسؤولية مشتركة يقودها العلم
تواصلت الجلسات بجلسة تحت عنوان (من الأدلة إلى العمل) شارك فيها توماسو دي جيوفاني نائب الرئيس للاتصالات الدولية وتوموكو إيدا مديرة التواصل العلمي في الشركة.
وأكد دي جيوفاني أن رؤية فيليب موريس ترتكز على استبدال جميع السجائر بمنتجات خالية من الدخان في أسرع وقت ممكن مع الالتزام بالمساءلة الذاتية بدلا من انتظار الضغط الخارجي.
وأشار إلى أن الشركة استثمرت أكثر من 14 مليار دولار في الأبحاث منذ عام 2008، ويعمل لديها أكثر من 1400 عالم ومهندس يخدمون اليوم 41 مليون مستخدم بالغ في 97 دولة.
وأوضح أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) منحت منتج IQOS تصنيف «منتج تبغ معدّل المخاطر» ما مثل اعترافا تنظيميا غير مسبوق بأن التكنولوجيا يمكن أن تقلل التعرض للمواد الضارة الناتجة عن احتراق التبغ.
وأضافت إيدا أن العلم هو المحرك الرئيسي للتغيير وأن تقليل الضرر لا يعني تبرير التدخين بل إيجاد حلول واقعية للمدخنين البالغين الذين لا يستطيعون أو لا يرغبون في الإقلاع الكامل.
ليندكوفيست: الاضطراب ليس تهديدا بل مولّدا للابتكار
وفي فقرة مختلفة الطابع قدم الباحث والمفكر السويدي ماغنوس ليندكوفيست محاضرة بعنوان (الابتكار الثوري قيادة الاقتصادات وتحويل الحياة) مؤكدا أن العالم يعيش في زمن تتقاطع فيه الأزمات والفرص في آن واحد.
وقال: نعيش مرحلة تتداخل فيها الأوبئة وتغير المناخ والتكنولوجيا والجغرافيا السياسية قد يبدو ذلك مربكا لكنها البيئة المثالية لازدهار الابتكار.
وأشار إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في التغيير بل في الجمود ورفض التكيف، موضحا أن العظمة لا تخطط لها مسبقا بل تولد من الشجاعة في مواجهة المجهول.
منتجات خالية من الدخان.. تنوع يلبي احتياجات العالم
وفي جلسة (تطور المنتجات الخالية من الدخان) استعرض كل من كريستوس كيريتسيس وريتشا روستاجي وباتريك هيلدينغسون التطورات التقنية التي حققتها فيليب موريس في مجال الابتكار الصحي.
وأوضح كيريتسيس أن الشركة تقدم محفظة متعددة الفئات تشمل منتجات تسخين التبغ (IQOS ILUMA) والمنتجات الفموية مثل ZYN، والسجائر الإلكترونية VEEV ONE وVEEV NOW ULTRA وكلها تهدف إلى القضاء على الاحتراق كعنصر مشترك.
وبين أن هذه الابتكارات تقلل التعرض للمواد السامة بنسبة تصل إلى 95% مقارنة بالسجائر التقليدية.
وأشار المتحدثون إلى أن الإمارات كانت رائدة إقليميا في تنظيم وتسويق هذه البدائل منذ عام 2018 بدءًا من إطلاق IQOS عبر سوق دبي الحرة وصولا إلى توسع التجارة الإلكترونية في 2021 لتصبح اليوم أول سوق متعددة الفئات في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وقال كيريتسيس في مداخلة لافتة: إذا كنت لا تدخن فلا تبدأ وإذا كنت تدخن أقلع وإن لم تقلع فغيّر، لأن لكل مدخن الحق في معرفة أن هناك بديلا أفضل.
الطب يؤكد: الاحتراق
لا النيكوتين هو السبب
وفي واحدة من أكثر الجلسات تأثيرا تحدث البروفيسور ديفيد خياط أستاذ الأورام في جامعة بيير وماري كوري بباريس مؤكدًا أن 95% من حالات السرطان ناجمة عن عوامل بيئية وسلوكية أبرزها التدخين.
وقال: إن مشكلة العالم تكمن في الخلط بين النيكوتين والدخان موضحا أن النيكوتين لا يسبب السرطان بل الاحتراق هو مصدر المركبات المسرطنة، وأشار إلى أن جهود مكافحة التدخين التقليدية وصلت إلى حدها الأقصى، مضيفا بعد ثلاثة عقود من الضرائب والتحذيرات والحظر يجب أن نعترف بأننا فشلنا في وقف التدخين وقد حان الوقت لتبني نهج تقليل الضرر كخيار واقعي وإنساني.
وأكد أن الإقلاع التام هو الهدف المثالي لكن الواقع يفرض حلولا عملية لأولئك الذين لا يستطيعون التوقف، داعيا إلى تعليم الأطباء والمجتمع الحقائق العلمية الصحيحة حول النيكوتين والاحتراق.
المستهلك في قلب التغيير
شهدت الجلسة الحوارية الأخيرة بعنوان (من الابتكار إلى الدفاع عن تقليل الضرر) مشاركة عدد من النشطاء والرواد من آسيا وإفريقيا من بينهم جون بول سوليس وفريدريك رودر وغيفت فوياني خوسا وعمر كريم براويرانغارا.
وأكد المتحدثون أن المستهلكين يجب أن يعاملوا كشركاء في صنع السياسات الصحية لا كأطراف متلقية فقط وأن الإعلام يلعب دورا جوهريا في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن تقليل الضرر، وقال رودر: لدينا العلم ولدينا التكنولوجيا لكن ما نحتاج اليه هو تنظيم متوازن يسمح للناس باستخدامها.
وشدد خوسا على أهمية السرد الإنساني في التوعية مضيفًا: القصص الواقعية من الأشخاص الذين تحولوا إلى البدائل أكثر إقناعا من أي شعار سياسي أو صحي.
الختام.. الابتكار ينتصر دائما
اختتم المؤتمر بكلمة توماسو دي جيوفاني الذي شدد على أن الشكوك أمر طبيعي في بدايات كل تحول كبير لكن الابتكار والعلم هما المنتصران في النهاية.
واضاف: بعد قرون من الاعتماد على السجائر بات لدينا اليوم الأدوات العلمية والتكنولوجية لتقليل الضرر وتحقيق مستقبل خال من الدخان، لكننا بحاجة إلى جهد جماعي من الحكومات والأطباء ووسائل الإعلام لتوسيع نطاق الوعي وبناء الثقة.
وأضاف أن فيليب موريس إنترناشونال استثمرت أكثر من 14 مليار دولار في البحث العلمي منذ 2008 وتعمل منتجاتها اليوم في أكثر من 90 دولة ويستخدمها أكثر من 40 مليون شخص بالغ منهم نحو 70% أقلعوا عن التدخين التقليدي تمامًا.
واختتم اليوم بجولة في المعرض المصاحب الذي عرض أحدث منتجات الشركة وتقنياتها العلمية في مجالات تقليل ضرر التبغ والابتكار في النيكوتين الفموي ومكافحة التجارة غير المشروعة وسط حضور إعلامي وعلمي واسع.
أجواء المؤتمر وانطباعات المشاركين
اتسمت أجواء المؤتمر بالحيوية والنقاشات الغنية حيث شارك ممثلون من دول الخليج العربي والشرق الأوسط في جلسات التفاعل والنقاش، مؤكدين أهمية هذه المبادرات في تعزيز الوعي الصحي وتبني السياسات القائمة على الأدلة العلمية.
وأشاد الحضور بالتنظيم الاحترافي للمؤتمر وبالطرح الشفاف والجريء من جانب المتحدثين، مشيرين إلى أن دولة الإمارات أصبحت نموذجا في احتضان الحوارات العالمية حول الابتكار والمسؤولية المجتمعية.
كما اتفق المشاركون على أن المنطقة العربية تمتلك فرصة فريدة لتكون رائدة في التحول نحو بدائل خالية من الدخان عبر بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص وتفعيل دور الإعلام في نشر الحقائق العلمية.
واعتبر عدد من الخبراء الخليجيين أن هذا الحدث يشكل منصة فكرية ملهمة تجمع بين العلم والصناعة والمجتمع في مسار واحد هدفه حماية صحة الإنسان وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك