أثار رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على إنفاق إسرائيل في الفضاء الإلكتروني جدلاً واسعاً، بعدما قال إن «إيران لا تدفع لأحد ليكذب على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما تفعله إسرائيل». وجاء تصريحه في وقت تتصاعد فيه المواجهة الإعلامية بين طهران وتل أبيب حول من يملك النفوذ الأكبر في المعارك الرقمية.
وكشف تقرير صحفي أمريكي أن الحكومة الإسرائيلية تموّل حملة دعائية عبر مؤثرين على منصات التواصل، حيث يتقاضى الواحد منهم نحو سبعة آلاف دولار عن كل منشور يروّج للرواية الإسرائيلية. وأوضح التقرير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أبرمت عقداً بقيمة 900 ألف دولار مع مجموعة «هافاس ميديا غروب» الألمانية لتشغيل ما بين 14 و18 مؤثراً خلال الفترة من يونيو الماضي حتى نوفمبر المقبل.
ووفق الوثائق المقدمة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب في الولايات المتحدة تم تخصيص التمويل لتغطية «مدفوعات المؤثرين» و«تكاليف الإنتاج»، حيث تبلغ قيمة المنشور الواحد بين 6100 و7300 دولار بعد خصم التكاليف الإدارية. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعٍ إسرائيلية لتعزيز وجودها الرقمي وتوجيه الرأي العام العالمي لصالحها.
من جانب آخر، تُعد إيران من أوائل دول المنطقة في تطوير ما يُعرف بـ«الجيش الإلكتروني»، إذ أقر الحرس الثوري خطة لإعداد جيش رقمي طائفي يستهدف جلب أكثر من 35 مليون شخص إلى ساحة التأثير الإلكتروني. وتستخدم طهران هذا الجيش لتوجيه السرديات الإعلامية ومراقبة الفضاء الرقمي داخل البلاد وخارجها.
وأفاد موقع «مودرن دبلوماسي» بأن السلطات الإيرانية صعّدت منذ منتصف عام 2025 من محاولاتها للسيطرة على الاتصالات، حيث واجهت مجتمعات الشتات الإيراني في الخارج انقطاعات وتحذيرات آلية وصفها التقرير بأنها «مناورات متعمدة ضمن استراتيجية أوسع للرقابة العابرة للحدود». ويرى محللون أن هذا الصراع الرقمي بين إيران وإسرائيل لم يعد مجرد حرب معلومات، بل معركة على الوعي العام والسيطرة على الرواية في عصر الإعلام المفتوح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك