كشف خبير الطب النفسي الأمريكي الدكتور دانيال أمين، مؤسس عيادات Amen في كاليفورنيا، عن دور الزعفران في تعزيز الصحة النفسية وتحسين المزاج، مؤكدًا أنه يمتلك تأثيرًا مثبتًا يوازي فعالية مضادات الاكتئاب التقليدية، لكن من دون آثارها السلبية على الحياة الجنسية.
وفي مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، أوضح الطبيب ذو الأصول اللبنانية أن شغفه بالزعفران يعود إلى استخدامه الواسع في المطبخ الشرقي، مضيفًا: «هناك مقولة إيرانية قديمة: إذا كنت أكثر سعادة من المعتاد، فلا بد أنك تناولت الزعفران».
وأشار الدكتور أمين إلى أن جرعة يومية صغيرة تبلغ 30 ملغ أثبتت فعاليتها في تجارب عشوائية محكمة، حيث كانت «بنفس قوة» الأدوية النفسية الشائعة، فيما أظهرت نتائج أخرى قدرته على تحسين الأداء والوظيفة الجنسية، بخلاف كثير من الأدوية التقليدية التي قد تضعف الرغبة أو تسبب اضطرابات.
وتوسّع الأبحاث الحديثة نطاق فوائد الزعفران بما يتجاوز تحسين المزاج، إذ تُظهر دراسات قدرته على تعزيز الذاكرة والتركيز، إضافة إلى تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض خلال فترة تمتد بين 8 و12 أسبوعًا من الاستخدام. كما بيّن تحليل ضخم شمل 192 تجربة و17 ألف مريض أن الزعفران تصدّر قائمة 44 مكمّلًا غذائيًا باعتباره الأكثر فعالية ضد الاكتئاب.
ويشير الخبراء إلى أن فعالية مضادات الاكتئاب يمكن تعزيزها بدمجها مع الزعفران والزنك والكركمين، وهي تركيبة وصفها الدكتور أمين بأنها «ممتازة» لدعم النتائج العلاجية.
لكن الحصول على الفوائد العلاجية قد لا يتحقق من الكميات المستخدمة في الطبخ، لذا تتوافر مكملات الزعفران بجرعات محددة، فيما ينصح الأطباء بعدم تجاوز الجرعة اليومية الموصى بها (30 ملغ) وتحذير المرضى من الاستخدام العشوائي، إذ قد يسبب الإفراط بعض الآثار الجانبية مثل القلق أو اضطرابات المعدة أو الصداع.
وبذلك يتحول الزعفران من بهار فاخر في المطابخ الشرقية إلى عنصر طبيعي واعد في عالم الطب النفسي الحديث، فاتحًا الباب أمام علاجات تكاملية تجمع بين الأعشاب والطب العلمي في مواجهة الاكتئاب والاضطرابات المزاجية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك