بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي، يشارك الدكتور عبدالله فخرو، استشاري جراحة التجميل والترميم، بمستشفى رويال بحرين حاصل على البورد الأمريكي ومتخصص في الجراحات المعقدة لإعادة بناء الثدي، بعض المعلومات المهمة حول جراحات استئصال الثدي وخيارات ترميمه.
أوضح الدكتور عبدالله أن أي امرأة تخضع لأي عملية استئصال للثدي من قبل جراح الثدي يحق لها ومن دون استثناء أن ترى جراح تجميل متخصصا لمناقشة الخيارات المختلفة لإعادة بناء الثدي وترميمه. مبينا أن هذه العمليات تتطلب تدريبًا وتأهيلًا متقدمًا في جراحات التجميل والزرع لا يتوفر عادة لدى جراحي الثدي، وهذا أمر طبيعي ويكمل فريق العلاج المتكامل.
*ما هو استئصال الثدي التحفظي؟
-هو جراحة يتم فيها إزالة الورم السرطاني فقط مع هامش صغير من الأنسجة السليمة المحيطة به، مع الحفاظ على أكبر جزء ممكن من نسيج الثدي. الغرض هو علاج السرطان دون فقدان الثدي كاملاً، مما يحافظ على المظهر الطبيعي للثدي. عادةً ما يتبعها علاج إشعاعي لضمان إزالة أي خلايا سرطانية متبقية.
*من هم المرضى المؤهلين للاستئصال التحفظي؟
-المرشحات للجراحة هن النساء اللاتي: لديهن أورام صغيرة الحجم مقارنة بحجم الثدي، لا توجد عدة بؤر سرطانية في الثدي (ورم واحد فقط)، يمكنهن ويتقبّلن الخضوع للعلاج الإشعاعي بعد الجراحة.
يقوم الفريق الطبي بتقييم الحالة بفحص دقيق باستخدام الصور الشعاعية وتحاليل الأنسجة.
*متى يتم اللجوء إلى الاستئصال التحفظي؟
-يُختار هذا النوع من الجراحة إذا كان بإمكان الجراح إزالة الورم مع الحفاظ على الثدي، بشرط أن تكون المريضة مستعدة للعلاج الإشعاعي، وأن يكون حجم وشكل الورم يسمح بذلك. ويتم التنسيق ضمن فريق العلاج لمتابعة المريضة بالعلاج المناسب.
*في حالة الاستئصال الكامل للثدي.. كيف يساعد الاستئصال الكامل في علاج مرض سرطان الثدي؟
-عندما يكون الورم كبيرًا، أو متعدد البؤر، أو في حالة وجود عوامل وراثية، يحتاج الطبيب إلى استئصال الثدي كاملاً لإزالة كل الأنسجة التي قد تحتوي على خلايا سرطانية. هذا يقلل بشكل فعّال من خطر عودة المرض في نفس الثدي ويعزز نجاح العلاج.
تتم متابعة المريضة مع بقية العلاجات مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي حسب توصية الفريق الطبي.
*هل هناك أنواع من استئصال الثدي؟
-نعم، هناك عدة أنواع:
الاستئصال الكامل البسيط (Mastectomy): إزالة كل نسيج الثدي.
الاستئصال مع الحفاظ على الجلد (Skin-sparing mastectomy): إزالة الثدي مع الاحتفاظ بالجلد لتسهيل الترميم.
الاستئصال مع الحفاظ على الحلمة (Nipple-sparing mastectomy): إزالة نسيج الثدي مع ترك الحلمة سليمة عندما يكون ذلك ممكنًا وآمنًا.
الاستئصال الجزئي أو التحفظي: إزالة جزء من الثدي فقط.
اختيار نوع عملية استئصال الثدي يتحدد بناءً على عدة عوامل، منها حجم الورم، مكانه، مدى انتشاره، الصحة العامة للمريضة، وتفضيلها الشخصي من حيث الحفاظ على شكل الثدي. فيما يلي شرح مفصل لكل نوع:
الاستئصال الجزئي أو التحفظي (استئصال الورم أو Lumpectomy): في هذا الإجراء تتم إزالة الورم السرطاني فقط مع هامش بسيط من الأنسجة السليمة المحيطة به، مع الحفاظ على معظم نسيج الثدي. يُستخدم عادة للنساء المصابات بورم صغير ومحدد في منطقة واحدة من الثدي، ويُتبع غالباً بالعلاج الإشعاعي لضمان عدم عودة السرطان في نفس المنطقة. هذا النوع مثالي لمن ترغب في الحفاظ على شكل ومظهر الثدي قدر الإمكان.
الاستئصال الكلي (Total/Simple Mastectomy): يُزال فيه نسيج الثدي كاملاً، بما في ذلك الحلمة والهالة، مع أو دون إزالة الجلد المغطي. يُلجأ إليه في حالات سرطان الثدي المنتشر، أو عندما يكون هناك أكثر من ورم أو عوامل وراثية تزيد من خطورة المرض. يُمكن إجراء الترميم مباشرةً أو لاحقاً إذا رغبت المريضة.
الاستئصال الجذري المعدَّل (Modified Radical Mastectomy): يُزال في هذا النوع كامل نسيج الثدي بالإضافة إلى العقد اللمفاوية تحت الإبط، ويُستخدم عندما يوجد دليل على انتشار السرطان إلى هذه العقد، لكنه يحافظ على عضلات جدار الصدر لتقليل المضاعفات بعد العملية.
الاستئصال الجذري (Radical Mastectomy): هو النوع الأكثر شمولاً، حيث يتم إزالة الثدي بالكامل والعقد اللمفاوية والعضلات الصدرية. كان يُستخدم في السابق لحالات السرطان الشديدة جداً، لكنه أصبح نادرًا مع تطور الجراحات الأقل توغلاً.
الاستئصال مع الحفاظ على الجلد أو الحلمة (Skin/Nipple-Sparing Mastectomy): هنا تُزال أنسجة الثدي فقط، وتُترك الحلمة والهالة أو الجلد كاملاً للحفاظ على الشكل الخارجي، وغالباً ما يكون ذلك تمهيداً لعملية الترميم الفوري. يُنصح بهذا النوع في الحالات التي يكون فيها الورم بعيداً عن الحلمة أو الهالة، ويحقق نتائج جمالية ممتازة لمن ترغب في إعادة بناء الثدي في نفس الوقت.
يعتمد القرار النهائي على التشخيص الدقيق، نقاش مفصل بين المريضة والفريق الطبي، والتقييم العام للحالة والنتائج المرجوة من حيث الشفاء والشكل الجمالي. يجب أن يُراعي الجراح دائماً رغبة المريضة وتوقعاتها، ويشرح لها إيجابيات وسلبيات كل نوع ليكون قرارها مستنيرًا وواضحًا.
*ماذا عن فترة التعافي؟
-تعتمد فترة التعافي على نوع الجراحة:
بعد الاستئصال التحفظي: عادة تستغرق أسابيع قليلة للعودة إلى الحياة الطبيعية، مع استمرار العلاج الإشعاعي بضعة أسابيع.
بعد الاستئصال الكامل: قد تحتاج المريضة عدة أسابيع حتى أشهر للشفاء، خاصة إذا تضمن الترميم الجراحي، مع متابعة دقيقة لمنع المضاعفات.
تختلف فترة التعافي من شخص لآخر بناءً على الصحة العامة والعوامل المصاحبة.
*هل هناك عمليات ترميم بعد الاستئصال؟
بالتأكيد، إعادة بناء الثدي متاحة لجميع النساء بعد استئصال الثدي سواء بشكل فوري (في نفس وقت الاستئصال) أو متأخر. تشمل خيارات الترميم:
استخدام غرسات السيليكون أو سالين لملء شكل الثدي.
نقل أنسجة من مناطق أخرى في الجسم (مثل البطن أو الظهر) لإنشاء ثدي جديد.
مزيج من الطريقتين معًا حسب حالة المريضة.
*ما جراحة ترميم الثدي ولماذا هي مهمة؟
-جراحة ترميم الثدي هي إجراء جراحي يُعيد بناء شكل الثدي بعد استئصاله كليًا أو جزئيًا بسبب الإصابة بسرطان الثدي أو لأسباب طبية أخرى. الهدف الأساسي هو استعادة مظهر الثدي الطبيعي، سواء من حيث الحجم أو الشكل أو التناسق مع الجانب الآخر. هناك طرق عديدة للترميم، منها استخدام غرسات السيليكون أو المحلول الملحي، أو نقل أنسجة ودهون وجلد من جسد المرأة نفسه مثل البطن أو الظهر.
أهمية الترميم لا تقتصر على الجانب الجمالي، بل تمتد أثرها إلى الجانب النفسي والعاطفي بشكل كبير.
تعيد للمرأة شعورها بالاكتمال الجسدي والأنوثة، ما يرفع ثقتها بنفسها بعد التجربة الصعبة مع الاستئصال.
التواصل مع جراح تجميل متخصص في ترميم الثدي مهم جدًا. الجراح يشرح للمريضة كل الخيارات التقنية، سواء الترميم الفوري في نفس وقت الاستئصال أو المؤجل بعد انتهاء العلاج، ويأخذ في الاعتبار رغبة المريضة والوضع الصحي العام.
هل يمكن أن تؤثر عملية الترميم في علاج السرطان؟
الإجابة باختصار هي: لا، الترميم لا يؤثر سلباً على علاج السرطان عندما يتم تخطيطه وإجراؤه بالتنسيق الكامل بين جراح الأورام وجراح الترميم ضمن الفريق العلاجي. إذ يمكن أن يتم الترميم إما مباشرة بعد جراحة الاستئصال (الترميم الفوري)، أو بعد الانتهاء من العلاجات المرافقة مثل العلاج الإشعاعي أو الكيميائي (الترميم المؤجل).
الفريق الطبي يراعي أن الترميم لا يسبب أي تأخير أو مضاعفات قد تؤثر في الشفاء من السرطان. في الواقع، قد يساعد الترميم الفوري بعض النساء على تجاوز المرحلة النفسية الصعبة المرتبطة بفقدان جزء مهم من جسمهن، ويحقق نتائج جمالية وطبية ممتازة.
*هل يجب على كل مريضة استئصال الثدي أن ترى جراح تجميل؟
-نعم، ومن حق كل امرأة خضعت لاستئصال الثدي أن تتعرف على جميع الخيارات المتاحة لإعادة بناء الثدي. الجراحة الترميمية ليست فقط مسألة تجميلية بل هي جزء من استكمال العلاج الشامل للمرأة. الاستشارة مع جراح التجميل المؤهل تساعد المريضة على اتخاذ قرار يناسب رغبتها واحتياجها الصحي والجسدي، وتمنحها الحرية في اختيار ما تراه مناسباً لها.
التوصية الطبية الرسمية هي أن كل امرأة يجب أن تحصل على هذا الحق، خصوصًا أن جراحة الترميم للثدي تحتاج إلى خبرة متقدمة وتقنيات معينة لدى جراح التجميل المتخصص في هذا المجال.
-هل الترميم آمن ومؤلم؟
جراحات ترميم الثدي تُعد آمنة إلى حدٍ كبير إذا أجريت لدى جراح تجميل معتمد وذي خبرة. التقنيات الحديثة وطرق التخدير المتطورة قللت بشكل كبير من الألم والمضاعفات.
ومثل أي إجراء جراحي، قد تظهر بعض المضاعفات مثل:
تأخر التئام الجروح
العدوى، ومعالجتها تكون بالمضادات الحيوية أو التدخل الجراحي أحيانًا
مشاكل متعلقة بالغرسات كاحتمالية تحركها أو رفض الجسم لها
مضاعفات نقل الأنسجة مثل نخر أو موت بعض الأنسجة بسبب ضعف التدفق الدموي
فقدان شعور جزئي في الجلد أو الحلمة
الحاجة إلى جراحات تصحيحية إضافية بسبب عدم تناسق الثديين أو بروز ندبات
كل هذه النقاط تُناقش مسبقاً مع الجراح قبل الإجراء، ويلتزم الفريق الطبي بتوفير الرعاية الكاملة والراحة اللازمة للمريضة أثناء فترة التعافي.
إذا كنتِ مقبلة على جراحة استئصال للثدي أو سبق وخضعتِ لها، لا تترددي في طلب مقابلة جراح تجميل متخصص لمناقشة الخيارات والحصول على الدعم النفسي والجسدي، لأن استعادة الشكل الطبيعي يسهم بشكل كبير في رحلة التعافي والعودة إلى الحياة بكل ثقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك