يعد مرض الزهايمر من الأمراض الشائعة في وقتنا الحالي، وقد شهدت السنوات الاخيرة خطوات بعثت الأمل لدى المصابين بمرض الزهايمر وكذلك أسرهم؛ فظهرت ابتكارات علاجية جديدة والفحوصات المبكرة عن مرض الزهايمر وقد تضم القائمة المزيد في المستقبل. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمرض الزهايمر في 21 سبتمبر تستعرض في المقال التالي الدكتورة فرزانة السيد استشاري أمراض المخ والأعصاب بمركز الخليج الطبي والسكر أهم التطورات العلاجية لمرض الزهايمر.
ارتباط الزهايمر بالخرف
أكدت الدكتورة فرزانة ان الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعا للخرف، موضحة أنه عبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة ما يؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة والقدرات العقلية والذهنية.
أسباب المرض وأهم الأعراض
وكشفت عن أسباب المرض قائلة: «إنه ناجم عن مزيج من العوامل الوراثية والعوامل البيئية الأخرى، وفيه تتضرر الخلايا العصبية عن طريق تراكم بروتين يدعى بروتين البيتا امايلويد (Beta Amyloid) والذي يتسبب في تلف وضمور في عملية الاتصال بين خلايا الدماغ كما تحدث عند مرضى الزهايمر تغيرات في ألياف بروتين (تاو) ما يؤدي إلى التوائها والتفافها مسببة ضعفا في أداء الدماغ».
وأضافت الدكتورة فرزانة أن هناك عدة مراحل لمرض الزهايمر. وفي المرحلة المبكرة منه يظهر فقدان طفيف في الذاكرة والتركيز، ويجب الاشارة الى أنه من الطبيعي أن ننسى بعض الأمور الروتينية في حياتنا مثل مكان مفتاح السيارة أو أن ننسى أسماء أشخاص نادرا ما نلتقي بهم، ولكن مشكلات الذاكرة لدى مرضى الزهايمر تشتد وتتفاقم وتظهر عندهم هذه الأعراض الثانية مثل تكرار الجمل والمواضيع، نسيان مواعيد مهمة، وضع الأشياء في غير مكانها الصحيح بل وفي أماكن غير منطقية، نسيان أسماء الأبناء أو الأحفاد، صعوبة ادارة أموالهم وقد تتعقد بالتدريج بعدم إدراكهم الأرقام والتعامل معها، ضعف القدرة على القراءة والكتابة، تدني القدرة على الحكم واتخاذ القرارات الصائبة، الصعوبة البالغة في تنفيذ أعمال ومهمات تتطلب تخطيطا دقيقا، مشكلات في القدرة على تحديد المكان والزمان والوقت ، كما تحدث لديهم تغيرات في الشخصية مثل المزاج المتقلب، انعدام الثقة بالآخرين، الانطواء الاجتماعي، العدوانية والاكتئاب.
بداية ظهور المرض
وأشارت إلى أن مرض الزهايمر يظهر عادة فوق سن 65 عاما ولكن يمكن أن يظهر في حالات معينة قبل سن الأربعين عاما، موضحة أن نسبة انتشار المرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عاما هي أقل من 5% أما بين الذين في سن 85 عاما وما فوق فإن نسبة انتشار المرض تبلغ نحو 50%.
مرض وراثي أم لا
يزداد احتمال الشخص بالإصابة بالزهايمر اذا كان هناك مصاب من العائلة من الدرجة الأولى كما أن هناك بضع طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة في عائلات معينة. ويجدر بالذكر أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بهذا المرض.
عوامل تزيد من فرص الإصابة
هناك عوامل كارتفاع ضغط الدم وفرط الكوليسترول وعدم انتظام السكر كلها تؤدي إلى قلة تروية الدم إلى الدماغ ما يزيد من فرص مشاكل الذاكرة والتركيز، كما أن وجود عامل وراثي قوي في العائلة يزيد من فرص الاصابة بهذا المرض.
النسيان الزائد بداية الطريق
قد يكون النسيان الزائد لأسباب صحية أخرى، مثل نقص فيتامين b12 أو اضطرابات في وظائف الغدة الدرقية وقد يكون من الأعراض المصاحبة للاكتئاب، فيجب التوضيح أن النسيان لا يعد سببا مؤكدا للإصابة بمرض الزهايمر.
التشخيص والعلاج
وعن التشخيص الصحيح أوضحت، أن البداية تكون بمعرفة التاريخ المرضي للحالة، والتاريخ العائلي كما أن الفحص السريري وإجراء اختبارات الذاكرة والتركيز هي فحوصات أساسية لتشخيص الحالة، ويتبعها أشعة الرنين المغناطيسي للدماغ للتأكد من عدم وجود سبب آخر لمشاكل فقدان الذاكرة.
وعن أحدث العلاجات نفت الدكتورة فرزانة أن يكون هناك علاج شافٍ لمرض الزهايمر في الفترة الحالية، مبينة أن هناك علاجات تبطئ من تطور المرض وتحسن التركيز إلى حد ما. وشددت على ضرورة علاج الأعراض المصاحبة للزهايمر مثل اضطرابات النوم والأرق، والاكتئاب والهلوسات البصرية.
الختام .. بطرق الوقاية
للوقاية من أمراض الذاكرة عموما يجب التحكم في بعض المسببات مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، والسكر في الدم.
- المواظبة على النشاط البدني من شأنه الاقلال من مرض الزهايمر، كالحرص على ممارسة الرياضة على الأقل 150 دقيقة أسبوعيا مثل المشي السريع، السباحة، ركوب الدراجة، مع ضرورة المواظبة على تقوية العضلات وتمارين التوازن التي تساعد على الوقاية من السقوط.
- الغذاء الصحي للدماغ، ويتمثل في اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط أو الـDASH: خضراوات، فواكه، حبوب كاملة، سمك، زيت زيتون، مكسرات صحية، بقوليات.
وتقليل الأطعمة المصنعة، واللحوم الحمراء، السكريات، الملح الزائد.
والحرص على تناول الأغذية الغنية بالأوميجا 3 مثل السمك وبذور الكتان
لتنشيط الدماغ.
- المداومة على القراءة، حل الألغاز، تعلم لغة جديدة، العزف على آلة موسيقية.
من أهمية التعليم المستمر المحافظة على ما يسمى «الاحتياط المعرفي».
- التواصل الاجتماعي: قضاء وقت مع الاصدقاء والعائلة، مشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية.
- النوم الجيد: مراعاة النوم المنتظم من 7 إلى 9 ساعات يوميا، والعمل على علاج مشاكل النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
- تجنب التدخين وتقليل الكحوليات، فالتدخين يضر بالأوعية الدموية ويزيد من خطر الخرف.
- الاهتمام بالصحة النفسية: علاج الاكتئاب، القلق، التوتر المزمن
الحفاظ على الصحة النفسية يحمي الذاكرة.
- السمع والبصر: استخدام سماعات اذن عند الحاجة، لأن ضعف السمع من أهم عوامل الخطر القابلة للعلاج. فيجب علاج مشاكل النظر لتجنب العزلة وفقدان التواصل.
ودمتم في صحة وسلامة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك