العدد : ١٧٣٥٤ - السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٤ - السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

المجتمع

مصنعية الذهب تحت المجهر:
تجار البحرين يردون على الجدل حول مصنعية الذهب وتسعيره

الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

بين تقلبات أسعار الذهب والإعفاءات الضريبية بالمعارض.. لماذا تبقى المصنعية مرتفعة؟

الطمع والغش.. هل يضعان سمعة سوق الذهب البحريني على المحك؟


تحقيق‭ :‬سيما‭ ‬مرتضى‭ ‬حاجي

 

في‭ ‬سوق‭ ‬الذهب‭ ‬البحريني،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الوجهات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وأكثرها‭ ‬جذباً‭ ‬للزبائن‭ ‬والمستثمرين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬يظل‭ ‬بريق‭ ‬المعدن‭ ‬الأصفر‭ ‬محاطاً‭ ‬بالتساؤلات‭ ‬حول‭ ‬آلية‭ ‬التسعير‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬جيوب‭ ‬المتعاملين‭ ‬وثقتهم‭. ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الذهب‭ ‬العالمية‭ ‬تخضع‭ ‬لعوامل‭ ‬اقتصادية‭ ‬معقدة‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬فيها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الجدل‭ ‬ويفتح‭ ‬باب‭ ‬الشك‭ ‬هو‭ ‬عنصر‭ ‬‮«‬المصنعية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬كلفة‭ ‬التصنيع‭ ‬والجهد‭ ‬الحرفي‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬المجوهرات‭. ‬حيث‭ ‬يلاحظ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬أن‭ ‬كلفة‭ ‬المصنعية‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تصاعدي،‭ ‬فلا‭ ‬تنخفض‭ ‬عند‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭ ‬ولا‭ ‬تستقر‭ ‬مع‭ ‬ارتفاعها،‭ ‬بل‭ ‬ترتفع‭ ‬في‭ ‬الحالتين،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬مواسم‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬تُعفى‭ ‬فيها‭ ‬المشغولات‭ ‬من‭ ‬الضريبة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬وهذه‭ ‬المعادلة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬شبه‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الناس‭ ‬تُترجم‭ ‬بالصيغة‭ ‬التالية‭: ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الذهب‭ ‬يعني‭ ‬ارتفاع‭ ‬المصنعية،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الذهب‭ ‬يعني‭ ‬كذلك‭ ‬زيادة‭ ‬المصنعية،‭ ‬وحتى‭ ‬عند‭ ‬غياب‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬يبقى‭ ‬الارتفاع‭ ‬حاضراً‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الرقابة‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬الذهب،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬عن‭ ‬اتباع‭ ‬أساليب‭ ‬ملتوية،‭ ‬مثل‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬المصنعية‭ ‬لتعويض‭ ‬التذبذبات،‭ ‬أو‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬المحل‭ ‬سيتحمل‭ ‬الضريبة‭ ‬بينما‭ ‬تُضاف‭ ‬التكاليف‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الفاتورة‭ ‬التي‭ ‬سيتحملها‭ ‬المستهلك‭. ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬لا‭ ‬تمس‭ ‬فقط‭ ‬جيب‭ ‬الزبون،‭ ‬بل‭ ‬تضر‭ ‬أيضاً‭ ‬بسمعة‭ ‬السوق‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يشتهر‭ ‬بجودة‭ ‬معروضاته‭ ‬وتنوعها‭ ‬وأسعاره‭ ‬التنافسية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج‭.‬،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬توضيح‭ ‬الصورة‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحّة‭ ‬لحماية‭ ‬سمعة‭ ‬السوق‭ ‬وتنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬طرفي‭ ‬المعادلة‭.‬
في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المثير‭ ‬للتساؤلات‭ ‬،بادرت‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬وطرحه‭ ‬بشفافية‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الذهب‭ ‬البحريني،‭ ‬وقد‭ ‬لمسنا‭ ‬تعاوناً‭ ‬كبيراً‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬الاستفسارات‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬حساسية‭ ‬الموضوع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حرص‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬على‭ ‬توضيح‭ ‬الصورة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬الزبائن‭. ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬توضيح‭ ‬الجوانب‭ ‬الغامضة‭ ‬في‭ ‬تسعير‭ ‬الذهب،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬تبديد‭ ‬اللبس‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشفافية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استمرار‭ ‬سمعة‭ ‬السوق‭ ‬البحريني‭ ‬كوجهة‭ ‬موثوقة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الجودة‭ ‬والتنوع‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬رغم‭ ‬تحديات‭ ‬الضرائب‭ ‬وتكاليف‭ ‬التشغيل‭ ‬وتقلبات‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭.‬

 

بدأنا‭ ‬حديثنا‭ ‬مع‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬الصايغ،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمصنع‭ ‬الصايغ‭ ‬للمجوهرات،‭ ‬وسألناه‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬تسعير‭ ‬المصنعية‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬بعض‭ ‬الزبائن‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭. ‬وبادر‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬قد‭ ‬تحمل‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬وشيئًا‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬فيما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬التجار،‭ ‬وليس‭ ‬الكل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاتهام‭ ‬غير‭ ‬دقيق‭ ‬بنسبة‭ ‬100%،‭ ‬فسوق‭ ‬الذهب‭ ‬يُعد‭ ‬سوقًا‭ ‬حرّاً‭ ‬تحكمه‭ ‬آليات‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬الأسواق‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬المبيعات‭ ‬أثّر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬المصنعية،‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬المحلات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬معايير‭ ‬تسعير‭ ‬واضحة،‭ ‬حيث‭ ‬يضطر‭ ‬بعضها،‭ ‬بسبب‭ ‬المنافسة‭ ‬الشديدة،‭ ‬إلى‭ ‬بيع‭ ‬القطع‭ ‬بأسعار‭ ‬دون‭ ‬التكلفة‭ ‬أو‭ ‬بهامش‭ ‬ربح‭ ‬محدود‭. ‬وأضاف‭ ‬الصايغ‭ ‬أن‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الذهب‭ ‬يزيد‭ ‬الطلب‭ ‬بشكل‭ ‬طردي،‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬المحلات‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تصحيح‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تذبذب‭ ‬الأسعار‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬للتسعير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬استغراب‭ ‬العملاء‭ ‬من‭ ‬تفاوت‭ ‬الأسعار‭ ‬بين‭ ‬المحلات‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السعر‭ ‬العادل‭ ‬يختلف‭ ‬حسب‭ ‬نوع‭ ‬القطعة،‭ ‬محدداً‭ ‬متوسطات‭ ‬تقريبية‭ ‬كالآتي‭: ‬القطع‭ ‬الشعبية‭ ‬المكررة‭ ‬من‭ ‬1,700‭ ‬إلى‭ ‬2,500‭ ‬دينار‭ ‬للغرام،‭ ‬والقطع‭ ‬المميزة‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬عملاً‭ ‬يدوياً‭ ‬من‭ ‬4,000‭ ‬إلى‭ ‬5,500‭ ‬دينار‭ ‬للغرام،‭ ‬والقطع‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬4,000‭ ‬إلى‭ ‬8,000‭ ‬دينار‭ ‬للغرام‭. ‬أما‭ ‬القطع‭ ‬ذات‭ ‬التصميم‭ ‬الفريد‭ ‬و‭ ‬الخفيفة‭ ‬الوزن،‭ ‬فأوضح‭ ‬أنها‭ ‬غالبًا‭ ‬لا‭ ‬تُحتسب‭ ‬المصنعية‭ ‬فيها‭ ‬لكل‭ ‬غرام،‭ ‬وإنما‭ ‬تُسعَّر‭ ‬كقطعة‭ ‬واحدة‭ ‬حسب‭ ‬التصميم‭. ‬وختم‭ ‬بالقول‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬المفتاح‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬التثقيف‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬التاجر‭ ‬والعميل،‭ ‬ووضع‭ ‬سعر‭ ‬عادل‭ ‬يمكّن‭ ‬التاجر‭ ‬من‭ ‬تغطية‭ ‬التكاليف‭ ‬ويضمن‭ ‬للعميل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬قطعة‭ ‬بجودة‭ ‬عالية‭ ‬وسعر‭ ‬مناسب،‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬استمرارية‭ ‬وتطور‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

ويشير‭ ‬السيد‭ ‬حسين‭ ‬حيدر‭ ‬الموسوي،‭ ‬مالك‭ ‬مجوهرات‭ ‬الهناء،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يلاحظه‭ ‬الزبائن‭ ‬من‭ ‬تفاوت‭ ‬في‭ ‬المصنعية‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬يحمل‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬الصحة،‭ ‬مؤكّدًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بالفعل‭ ‬بعض‭ ‬التلاعب‭ ‬بالمصنعية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬التجار،‭ ‬لكنه‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الجميع‭. ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات،‭ ‬التي‭ ‬غالبًا‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬الطمع‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬ربح‭ ‬ممكن،‭ ‬تنفر‭ ‬الزبائن‭ ‬وتجعلهم‭ ‬يشكّون‭ ‬في‭ ‬مصداقية‭ ‬المحل‭ ‬نفسه‭. ‬ويشير‭ ‬الموسوي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حديثه‭ ‬موجّه‭ ‬أولًا‭ ‬لنفسه‭ ‬كصاحب‭ ‬محل،‭ ‬ثم‭ ‬لإخوانه‭ ‬التجار،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬ضرورة‭ ‬تثبيت‭ ‬سعر‭ ‬المصنعية‭ ‬والفائدة‭ ‬سواء‭ ‬ارتفعت‭ ‬أو‭ ‬انخفضت‭ ‬أسعار‭ ‬الذهب،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬التجار‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬الزبائن‭ ‬أيضًا‭ ‬لقلة‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المجوهرات‭ ‬وسوق‭ ‬الذهب‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وبالأخص‭ ‬سوق‭ ‬الذهب‭ ‬المطعم‭ ‬باللؤلؤ‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة‭.‬

ويضيف‭ ‬أن‭ ‬الطمع‭ ‬والغش‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬يضعف‭ ‬السوق‭ ‬ومصداقيته،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬مراقبة‭ ‬السوق‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬لوضع‭ ‬حدود‭ ‬للتلاعب،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬للزبائن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الشراء‭ ‬بثقة‭ ‬وطمأنينة،‭ ‬ويجعلهم‭ ‬دائمًا‭ ‬واثقين‭ ‬من‭ ‬تعاملهم‭ ‬مع‭ ‬التجار‭. ‬فسواء‭ ‬ارتفع‭ ‬سعر‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬البورصة‭ ‬العالمية‭ ‬أو‭ ‬انخفض،‭ ‬يجب‭ ‬تثبيت‭ ‬سعر‭ ‬المصنعية‭ ‬لضمان‭ ‬استفادة‭ ‬التاجر‭ ‬وعدم‭ ‬خسارته،‭ ‬وللحفاظ‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬السوق‭ ‬ورضا‭ ‬العملاء‭.‬ويختم‭ ‬الموسوي‭ ‬مداخلته‭ ‬بحديث‭ ‬شريف‭ ‬عن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬ص‭): ‬من‭ ‬غشنا‭ ‬فليس‭ ‬منا،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الغش‭ ‬لا‭ ‬يورث‭ ‬الثراء‭ ‬ولا‭ ‬يحقق‭ ‬الطموحات،‭ ‬داعيًا‭ ‬التجار‭ ‬إلى‭ ‬الصدق‭ ‬والأمانة‭ ‬مع‭ ‬أنفسهم‭ ‬أولًا،‭ ‬ثم‭ ‬مع‭ ‬الناس،‭ ‬والثقة‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬سيمنحهم‭ ‬الخير‭ ‬الوفير‭ ‬والبركة‭ ‬في‭ ‬الرزق‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للسيد‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬ربيع،‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمجوهرات‭ ‬الهدى،‭ ‬فلديه‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬مختلفة‭ ‬و‭ ‬قوية‭ ‬مدعمة‭ ‬بحقائق‭ ‬حول‭ ‬المصنعية‭ ‬وأسعار‭ ‬الذهب‭. ‬حيث‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصنعية‭ ‬ليست‭ ‬مرتبطة‭ ‬بسعر‭ ‬الذهب‭ ‬نفسه،‭ ‬وإنما‭ ‬بتكلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الفعلية‭. ‬ويوضح‭ ‬بأن‭ ‬التاجر‭ ‬يظل‭ ‬ملتزمًا‭ ‬بتكاليف‭ ‬ثابتة‭ ‬تشمل‭ ‬الأجور‭ ‬و‭ ‬الإيجارات‭ ‬و‭ ‬الكهرباء‭ ‬و‭ ‬الرسوم‭ ‬التشغيلية،‭ ‬والتصاميم‭ ‬اليدوية‭ ‬الدقيقة،‭ ‬سواء‭ ‬ارتفع‭ ‬سعر‭ ‬الذهب‭ ‬أو‭ ‬انخفض‭.  ‬ويؤكد‭ ‬بأنه‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬شائع،‭ ‬فإن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬يخففون‭ ‬من‭ ‬هامش‭ ‬ربحهم‭ ‬عند‭ ‬ارتفاع‭ ‬الذهب‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬المستهلك‭ ‬كامل‭ ‬العبء،‭ ‬ويستمر‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الشريحة‭ ‬العازفة‭ ‬عن‭ ‬الشراء‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬الارتفاع‭.‬ويضيف‭ ‬ربيع‭ ‬أن‭ ‬المعارض‭ ‬لا‭ ‬تغير‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة،‭ ‬فإلغاء‭ ‬الضريبة‭ ‬لا‭ ‬يلغي‭ ‬التكاليف‭ ‬التشغيلية‭ ‬أو‭ ‬تكلفة‭ ‬التصنيع‭ ‬الفني،‭ ‬ولا‭ ‬رسوم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعرض،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تبقى‭ ‬المصنعية‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬الضريبة‭ ‬أو‭ ‬السعر‭ ‬العالمي‭ ‬للذهب‭. ‬ويصف‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬بأنها‭ ‬اقتصادية‭ ‬ثابتة‭: ‬سعر‭ ‬الذهب‭ ‬متغير‭ ‬يوميًا،‭ ‬لكن‭ ‬تكلفة‭ ‬العمل‭ ‬والإبداع‭ ‬ثابتة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬الفرق‭.‬

ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬ارتفاع‭ ‬تدريجي‭ ‬في‭ ‬المصنعية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬يرجع‭ ‬عادة‭ ‬لزيادة‭ ‬التكاليف‭ ‬التشغيلية‭ ‬نتيجة‭ ‬التضخم،‭ ‬وليس‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬آخر،‭ ‬مؤكّدًا‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬زيادة‭ ‬المصنعية‭ ‬عند‭ ‬هبوط‭ ‬الذهب‭ ‬هي‭ ‬لغط‭ ‬شائع،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬البحرين،‭ ‬إذ‭ ‬يلتزم‭ ‬التاجر‭ ‬عادة‭ ‬بهامش‭ ‬ربح‭ ‬ثابت‭ ‬وسط‭ ‬المنافسة‭ ‬الشديدة‭.‬ويستند‭ ‬ربيع‭ ‬إلى‭ ‬مقارنة‭ ‬تاريخية‭ ‬ترجع‭ ‬لعام‭ ‬2002،‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬المصنعية‭ ‬بالمتوسط‭ ‬3‭ ‬دنانير،‭ ‬وسعر‭ ‬الذهب‭ ‬يترنح‭ ‬حول‭ ‬3‭ ‬دنانير‭ ‬للغرام،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬هامش‭ ‬الربح‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬100%‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬المال‭. ‬أما‭ ‬اليوم،‭ ‬فعند‭ ‬سعر‭ ‬الذهب‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬39‭ ‬دينارا‭ ‬والضريبة‭ ‬الى‭ ‬4‭ ‬دنانيرتقريبا‭ ‬للغرام،‭ ‬تبلغ‭ ‬المصنعية‭ ‬كمتوسط‭ ‬حوالي‭ ‬3‭ ‬دنانير،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬7%‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬البيع،‭ ‬وإذا‭ ‬أُضيفت‭ ‬التكاليف‭ ‬التشغيلية‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬النسبة‭ ‬5%‭ ‬تقريبًا‭. ‬وهذه‭ ‬المعادلة‭ ‬والمقارنة‭ ‬الزمنية‭ ‬توضح‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬المصنعية‭ ‬إما‭ ‬انخفضت‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ظلت‭ ‬ثابتة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬23‭ ‬سنة،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬تقلبات‭ ‬الذهب‭ ‬العالمية‭.‬

ويأتي‭ ‬حسن‭ ‬العريبي‭ ‬مدير‭ ‬المبيعات‭ ‬بمجوهرات‭ ‬العريبي‭ ‬ليركز‭ ‬على‭ ‬تساؤل‭ ‬عدم‭ ‬انخفاض‭ ‬المصنعية‭ ‬مع‭ ‬هبوط‭ ‬أسعار‭ ‬الذهب‭ ‬ويدعم‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬السيد‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬ربيع‭ ‬حول‭ ‬استقرار‭ ‬المصنعية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنوات‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الذهب‭ ‬العالمية‭. ‬ويشرح‭ ‬العريبي‭ ‬أن‭ ‬المصنعية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬رقم‭ ‬إضافي،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مهنة‭ ‬وفن‭ ‬قائم‭ ‬بذاته،‭ ‬ويقارنها‭ ‬ببقية‭ ‬المهن‭ ‬الحرفية‭ ‬مثل‭ ‬النجارة‭ ‬و‭ ‬الخياطة،‭ ‬أو‭ ‬الحدادة،‭ ‬حيث‭ ‬تعكس‭ ‬أجورها‭ ‬التعب‭ ‬والخبرة‭ ‬والمهارة،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الذهب‭.‬ويؤكد‭ ‬العريبي‭ ‬أن‭ ‬المصنعية‭ ‬لم‭ ‬ترتفع‭ ‬بنفس‭ ‬النسبة‭ ‬التي‭ ‬ارتفع‭ ‬بها‭ ‬سعر‭ ‬الذهب،‭ ‬بل‭ ‬زادت‭ ‬فقط‭ ‬بفارق‭ ‬بسيط‭ ‬جدًا،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬التجار‭ ‬يحافظون‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬عادل‭ ‬يخدم‭ ‬الزبون‭ ‬ويضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬المهنة‭. ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬شهدت‭ ‬تضاعف‭ ‬أجور‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المهن،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬والشحن‭ ‬والإيجارات‭ ‬والكهرباء،‭ ‬وحتى‭ ‬أجور‭ ‬الحرفيين‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المهن‭ ‬زادت‭ ‬أضعافًا‭ ‬مضاعفة،‭ ‬بينما‭ ‬مصنعية‭ ‬الصياغة‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬بنفس‭ ‬النسبة‭.‬ويشير‭ ‬العريبي‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬الضريبة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬انخفاض‭ ‬السعر‭ ‬الكامل،‭ ‬إذ‭ ‬تبقى‭ ‬التكاليف‭ ‬التشغيلية‭ ‬قائمة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المشاركة‭ ‬الدولية،‭ ‬إيجارات‭ ‬ومساحات‭ ‬العرض،‭ ‬التجهيزات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتكاليف‭ ‬التسويق،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المصنعية‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬معقدة‭ ‬ومتوازنة‭ ‬بين‭ ‬التاجر‭ ‬والزبون‭.‬

يوضح‭ ‬السيد‭ ‬عبدالحميد‭ ‬حاجي،‭ ‬من‭ ‬مجوهرات‭ ‬حاجي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طريقتهم‭ ‬في‭ ‬تسعير‭ ‬المصنعية‭ ‬تختلف‭ ‬قليلاً‭ ‬عن‭ ‬المعادلات‭ ‬التقليدية‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬السوق‭. ‬ويوضح‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬أي‭ ‬قطعة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬رئيسية،‭ ‬أولها‭ ‬التصميم‭ ‬ذاته،‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬الشكل‭ ‬النهائي‭ ‬ويعكس‭ ‬مدى‭ ‬ابتكار‭ ‬القطعة‭ ‬ورونقها‭ ‬الجمالي‭. ‬ثانيًا،‭ ‬مدى‭ ‬تعقيد‭ ‬وصعوبة‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإنتاج،‭ ‬فكلما‭ ‬كانت‭ ‬القطعة‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬وتفصيلًا،‭ ‬ارتفعت‭ ‬تكلفة‭ ‬تصنيعها‭. ‬ثالثًا،‭ ‬عدد‭ ‬أيام‭ ‬العمل‭ ‬المطلوبة‭ ‬لإنجاز‭ ‬القطعة،‭ ‬فكل‭ ‬يوم‭ ‬إضافي‭ ‬يعكس‭ ‬جهد‭ ‬الصائغ‭ ‬ويضاف‭ ‬إلى‭ ‬السعر‭ ‬النهائي‭. ‬رابعًا،‭ ‬كمية‭ ‬الأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬مثل‭ ‬الألماس‭ ‬واللؤلؤ‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬القطعة،‭ ‬والتي‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬القيمة‭. ‬وأخيرًا،‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬القطعة،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الفريدة‭ ‬منها‭ ‬تضيف‭ ‬قيمة‭ ‬إضافية‭ ‬نظرًا‭ ‬لندرتها‭ ‬وتميزها‭ ‬عن‭ ‬القطع‭ ‬الأخرى‭.‬ويؤكد‭ ‬حاجي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬مجتمعة‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬المنتج،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬السعر‭ ‬يكون‭ ‬تقريبًا‭ ‬ثابتًا‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬المعارض،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يشهدها‭ ‬الذهب‭ ‬عالميًا‭. ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬تضمن‭ ‬للزبائن‭ ‬شراء‭ ‬قطع‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬وتصميم‭ ‬فريد،‭ ‬وتعكس‭ ‬الجهد‭ ‬الحقيقي‭ ‬المبذول‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قطعة،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تلاعب‭ ‬أو‭ ‬تقديرات‭ ‬سطحية‭ ‬للأسعار‭.‬

يؤكد‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬يوسف‭ ‬محمد،‭ ‬مدير‭ ‬المبيعات‭ ‬في‭ ‬مجوهرات‭ ‬استبرق،‭ ‬بأن‭ ‬تحديد‭ ‬سعر‭ ‬المصنعية‭ ‬لديهم‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬نوع‭ ‬القطعة‭ ‬وتكاليف‭ ‬تصنيعها،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬أو‭ ‬انخفاض‭ ‬سعر‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمي‭. ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬العمل‭ ‬نفسه‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬أساسياً،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬الإنتاج‭ ‬يدوياً‭ ‬بالكامل‭ ‬أو‭ ‬باستخدام‭ ‬الماكينة‭ ‬أو‭ ‬تقنيات‭ ‬الليزر،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬الجهد‭ ‬المبذول‭ ‬والدقة‭ ‬المطلوبة‭ ‬لكل‭ ‬قطعة‭.‬ويضيف‭ ‬محمد‭ ‬بأن‭ ‬الذهب‭ ‬كباقي‭ ‬المعادن‭ ‬الثمينة‭ ‬يخضع‭ ‬لتقلبات‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬السعر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تتغير‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬النهائية‭ ‬وفقاً‭ ‬لحجم‭ ‬القطعة‭ ‬المطلوب‭ ‬صياغتها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬صغيرة‭ ‬أو‭ ‬كبيرة‭. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأسعار‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬المعارض،‭ ‬فيوضح‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬متنوع‭ ‬ويختلف‭ ‬حسب‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬قطع‭ ‬مرتفعة‭ ‬التكلفة‭ ‬وتحمل‭ ‬أسماء‭ ‬تجارية‭ ‬تباع‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى،‭ ‬وأخرى‭ ‬بأسعار‭ ‬متوسطة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الشرائح‭. ‬ويشير‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تجاراً‭ ‬محليين‭ ‬وآخرين‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وكل‭ ‬منهم‭ ‬يبيع‭ ‬وفق‭ ‬سياسات‭ ‬وآليات‭ ‬احتساب‭ ‬الكلفة‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬التفاوت‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭. ‬وتشارك‭ ‬أمل‭ ‬علي‭ ‬بودهيش،‭ ‬صاحبة‭ ‬مجوهرات‭ ‬هند،‭ ‬رأيها‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬المصنعية‭ ‬والضريبة‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬الذهب،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬الفاتورة‭ ‬النهائية‭ ‬يوحي‭ ‬بأن‭ ‬المصنعية‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الأكبر،‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تعود‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الضريبة‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬الذهب‭ ‬نفسه‭ ‬وسعره‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الشراء‭. ‬وتشير‭ ‬بأسف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬يستغلون‭ ‬تذبذب‭ ‬الأسعار‭ ‬للتلاعب‭ ‬في‭ ‬المصنعية،‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬عن‭ ‬السوق‭ ‬وتعميم‭ ‬صفة‭ ‬الجشع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬التجار،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القناعة‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬قليل‭ ‬تجلب‭ ‬الخير‭ ‬والبركة‭.‬أما‭ ‬عن‭ ‬المعارض،‭ ‬فتوضح‭ ‬بودهيش‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬المصنعية‭ ‬فيها‭ ‬يرتبط‭ ‬غالبًا‭ ‬بالرسوم‭ ‬الباهظة‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬المشاركة،‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬أمام‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬يضطر‭ ‬لتحملها،‭ ‬ولذا‭ ‬يقوم‭ ‬بتعويضها‭ ‬جزئيا‭ ‬ً‭ ‬في‭ ‬المصنعية‭. ‬

في‭ ‬الختام،‭ ‬يبقى‭ ‬موضوع‭ ‬المصنعية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الذهب‭ ‬البحريني‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬التوضيح‭ ‬والمتابعة،‭ ‬فهي‭ ‬تمثل‭ ‬الجهد‭ ‬الحرفي‭ ‬والتكلفة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لإنتاج‭ ‬المجوهرات،‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬رقم‭ ‬يُضاف‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬المعدن‭ ‬لتحقيق‭ ‬ربح‭ ‬سريع‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬يحافظون‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬عادلة‭ ‬تراعي‭ ‬مصالح‭ ‬الزبون‭ ‬وتضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬السوق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬النزيهة‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬يستهينون‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الرسمية‭ ‬ويتلاعبون‭ ‬بالأسعار،‭ ‬ما‭ ‬يضعف‭ ‬الثقة‭ ‬ويثير‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مصداقية‭ ‬القطاع‭.‬لهذا،‭ ‬تأتي‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحّة‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬ووضع‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬وثابتة‭ ‬لحساب‭ ‬المصنعية،‭ ‬بحيث‭ ‬يتمكن‭ ‬الزبون‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬مكونات‭ ‬السعر،‭ ‬ويضمن‭ ‬التاجر‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬ربح‭ ‬عادل‭ ‬يغطي‭ ‬التكاليف‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الزبائن‭ ‬احترام‭ ‬التجار‭ ‬وعدم‭ ‬التشكيك‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬نواياهم،‭ ‬واللجوء‭ ‬للجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بحقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬عند‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬شكوك،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬التجار‭ ‬جزافًا‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬قوانين‭ ‬واضحة،‭ ‬وفهم‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬البائع‭ ‬والمشتري،‭ ‬وآليات‭ ‬متابعة‭ ‬فعّالة،‭ ‬تتعزز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ويضمن‭ ‬استمراريته،‭ ‬وتتحول‭ ‬المصنعية‭ ‬إلى‭ ‬عنصر‭ ‬يعكس‭ ‬المهنية‭ ‬والإبداع‭ ‬والفن‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المجوهرات،‭ ‬ما‭ ‬يحفظ‭ ‬لقطاع‭ ‬الذهب‭ ‬البحريني‭ ‬بريقه‭ ‬ومصداقيته‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬ويؤكد‭ ‬للزبون‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬سوق‭ ‬يحترم‭ ‬متطلباته‭ ‬ويقدر‭ ‬ثقته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا