الكواليس

وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
أي حمص أي بطيخ يا ناس؟!
أحمد الله ألف مرة أن هناك عديدا من العوائل في البحرين أصبحت أكثر وعيا وثقافة وغيرت عديدا من العادات غير السوية في المناسبات العامة، أهمها (الخلف) أو المظاهر غير الطبيعية التي كانت منتشرة وبقوة سابقا ومازالت عند البعض في (واجب العزاء).
فقد كانت عادة توزيعات الأكل أو السندويشات الصغيرة أو (البايت) والحلويات والمقليات وما لذ وطاب منتشرة في السابق في معظم مناسبات العزاء وكأنك داخل عيد ميلاد أو عرس مع أن المناسبة كانت حزينة ولكن الذي كان يحدث وكأنه مسابقة في التفوق في توزيع الأكلات أما الغداء والعشاء فقد كانت البوفيهات والذبائح اليومية لكل الموجودين.
لا أنسى موقفين مررت بهما في السابق جعلني أستنكر كثيرا وأتساءل كيف يكون الإنسان في وضع محزن بفقدانه أمه أو أباه ويفكر أن يطعم الناس ما لذ وطاب من العصاير وأنواع الشاي والأكل؟!
أول موقف كان عندما دخلت (خلف) وفاة أم صديقة وجارة منذ أيام الطفولة وكنت أعرف مدى تعلقها بوالدتها فتوقعت وهيأت نفسي أن أدخل وأشاهد صديقتي في حالة انهيار تام ولكنني صعقت عندما وجدتها واقفة في المطبخ وتتشاجر في التلفون مع مدير مطعم لأنه أرسل طبقين حمص بدلا من 3، وأن السندويشات كانت بالجبن وليس بالدجاج! فوقفت مذهولة وقلت في نفسي: أي حمص أي بطيخ أي أكل أفكر فيه للناس في أكثر الأوقات حزنا في حياتي؟! كنت أعرف ومتأكدة من كم الألم والحزن التي تشعر به صديقتي، ولكنها وضعت كل مشاعرها جانبا وأصبحت تفكر في المظاهر الكذابة وأن عزاء أمها يجب أن يكون أفضل من عزاء عمتها!!
أما الموقف الثاني فكان عندما جاءت صديقتي المصرية تعزيني في وفاة أحد أقاربي وكانت جالسة ومذهولة من صواني توزيعات الأكل والحلويات فنظرت ألي وهي (مبققة عينها) وقالت: هو في إيه؟ إيه كمية الأكل والحلويات ده كله هو ده عزا ولا فرح؟ فضحكت وقلت لها شوفي اسكتي هذي العادات الخليجية الجديدة..
أحمد الله أن هناك عديدا من العوائل تداركت هذا الخطأ وأصبحت مثلي ترى أن العزاء يعني فقدان الحبيب ومن غير المنطقي أن يكون مكانا للأكل والشرب وإنها ضغوطات نفسية ومادية كبيرة يتحملها الأهل وهم في وضع محزن جدا فأصبحوا يوزعون الشاي والقهوة والتمر فقط وانقطعت عادة بوفيهات الغداء والعشاء.
وأتمنى أن يتعلم الناس كيفية احترام مشاعر وظروف أهل المتوفى ويلتزموا بالأوقات المكتوبة في إعلان العزاء فمن غير السنع والأدب أن ندق الباب على أهل المتوفى الساعة الثامنة صباحا لأننا وصلنا اليهال المدرسة وبالمرة قررنا نسوي الواجب في الوقت اللي يناسبنا أو أننا نكمل مشاويرنا الصباحية ونقرر أن نذهب العزاء عند صلاة الظهر وهو الوقت المخصص لراحة إهل المتوفى، فقليلا من الإحساس لو سمحتوا..
فقدان إنسان عزيز مؤلم جدا لذلك من واجب المحيطين بالأهل المساعدة والرحمة وليس الضغط وزيادة الحمل.
إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك