الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«سمبوسة جباتي».. لك تحياتي
صحيح أنه لا وجه للمقارنة بين الحشد الكبير من الجالية الهندية، الذي شهد افتتاح مطعم هندي بسبب حضور نجم سينمائي هندي معروف، مع الحضور اللافت في دور السينما للفيلم «البحريني الخليجي»، المعروض حاليا، ويحمل اسم: «سمبوسة جباتي» بطولة الفنان البحريني أحمد شريف.. إلا أن مشاهدة الفيلم، تظل تجربة ممتعة، لقضاء وقت جميل، ودعم تستحقه السينما الخليجية عموما، والبحرينية خصوصا.
تجربة سينمائية «بحرينية خليجية» تستحق الإشادة، تماما كما تستحق المواصلة والاستمرارية.. للبناء على ما سبق من تجارب «بحرينية خليجية» في عالم السينما، توجها الفيلم السينمائي الكويتي «بس يا بحر» في السبعينيات، كأول فيلم سينمائي خليجي «روائي طويل»، وإن كانت هناك بعض أفلام وثائقية، «بحرينية وخليجية»، سبقت الفيلم الكويتي «بس يا بحر».
لا شك أن النقد السينمائي لفيلم «سمبوسة جباتي»، مطلوب ومحمود، من أجل التطور والتقدم في الأعمال السينمائية الخليجية، ولكن يجب أن يكون النقد هنا يراعي سنوات الخبرة والعراقة السينمائية، مقارنة بأفلام وأعمال عربية وأجنبية، مع الإشارة إلى تقنية التصوير والإخراج الذي تميز به فيلم «سمبوسة جباتي»، وهذا يعود الى سخاء الإنتاج للعمل طبعا.
اختيار اسم الفيلم، اختيار ذكي وموفق، لأنه مرتبط بالثقافة الخليجية الهندية معا.. باعتبار أن «السمبوسة والجباتي» من المأكولات والأطعمة الهندية التي دخلت الدول الخليجية منذ القدم مع وصول الجالية الهندية، ومع حركة التجارة الخليجية للهند، ولا تزال موجودة مع تعاقب الأجيال.
من حق صنّاع وأبطال الفيلم، أن يتحدثوا عن الرسائل الفنية التي يتناولها العمل السينمائي، من أجل بيان تميز العمل، كالتعايش والتسامح، ولكنها رسائل لم تكن عميقة ولا مباشرة، والخوض أكثر في أن الفيلم ركز على هذه الرسائل وتفاصيلها غير دقيق، ويجب أن يكون الحديث بأن قصة الفيلم عبارة عن حكاية كوميدية ظريفة، وأحداث الفيلم مبالغ فيها، وهي أقرب إلى الخيال و«الفنتازيا»، ربما تأثرا بالأفلام الهندية «والأكشن»، وأن رسالة العمل السينمائي تتلخص في أهمية عدم التدخل في شؤون الآخرين والتطفل عليهم، للابتعاد عن المشاكل والتعقيدات.
أداء جميع أبطال فيلم «سمبوسة جباتي» كان متميزا ورائعا، وتصوير المشاهد بين دبي والهند، أضاف سحرا جماليا وإبداعيا.. والفنان البحريني «عادل جوهر» كان أيقونة الفيلم، وضحكات واستمتاع الجمهور بحديثه وطلته وأدائه كان أكبر، كما أن مشاركة الفنان الكوميدي المصري «أحمد فتحي» أضافت الى الفيلم لمسات ممتعة، وإن كان ما في جعبته، وما يتمتع به من موهبة، أكثر مما قدمه، أو سمح له بتقديمه.
من الأهمية بمكان أن تواصل السينما الخليجية مسيرتها، وتنتقل من مرحلة «التجارب السينمائية» إلى مرحلة «الأعمال السينمائية»، وأن حلم الوصول إلى العربية والإقليمية والعالمية مشوار يستحق العمل والاجتهاد والدعم، فالأعمال التلفزيونية والإذاعية والمسرحية «البحرينية والخليجية»، رسخت بصماتها في الساحة الفنية.. ولأن الفن والسينما أصبحا اليوم من أدوات التأثير الناعمة، وتلك مسؤولية بحاجة الى مزيد من الدعم من وزارات الإعلام وهيئات الثقافة ومغامرة القطاع الخاص وشركات الإنتاج، وأتمنى من شركات الطيران والنقل الخليجية أن تدرج فيلم «سمبوسة جباتي» على شاشات رحلاتها، تماما كما عملت في وضع مسلسلات وأفلام خليجية في السابق، كمسلسل «جسوم وطفاش»، والفيلم البحريني الكوميدي «جزيرة الهلامايا».
عموما الفيلم يستحق المشاهدة والدعم.. وندعو نادي البحرين للسينما والمخرج بسام الذوادي تحديدا، الى عمل جلسة أو ندوة فنية حول الفيلم.. وختاما نقول: «سمبوسة جباتي».. لك كل تحياتي.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك