العدد : ١٧٣٢٣ - الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٣ - الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«سمبوسة جباتي».. لك تحياتي

صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬وجه‭ ‬للمقارنة‭ ‬بين‭ ‬الحشد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الجالية‭ ‬الهندية،‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬افتتاح‭ ‬مطعم‭ ‬هندي‭ ‬بسبب‭ ‬حضور‭ ‬نجم‭ ‬سينمائي‭ ‬هندي‭ ‬معروف،‭ ‬مع‭ ‬الحضور‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬السينما‭ ‬للفيلم‭ ‬‮«‬البحريني‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬المعروض‭ ‬حاليا،‭ ‬ويحمل‭ ‬اسم‭: ‬‮«‬سمبوسة‭ ‬جباتي‮»‬‭ ‬بطولة‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬أحمد‭ ‬شريف‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مشاهدة‭ ‬الفيلم،‭ ‬تظل‭ ‬تجربة‭ ‬ممتعة،‭ ‬لقضاء‭ ‬وقت‭ ‬جميل،‭ ‬ودعم‭ ‬تستحقه‭ ‬السينما‭ ‬الخليجية‭ ‬عموما،‭ ‬والبحرينية‭ ‬خصوصا‭.‬

تجربة‭ ‬سينمائية‭ ‬‮«‬بحرينية‭ ‬خليجية‮»‬‭ ‬تستحق‭ ‬الإشادة،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬تستحق‭ ‬المواصلة‭ ‬والاستمرارية‭.. ‬للبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬‮«‬بحرينية‭ ‬خليجية‮»‬‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السينما،‭ ‬توجها‭ ‬الفيلم‭ ‬السينمائي‭ ‬الكويتي‭ ‬‮«‬بس‭ ‬يا‭ ‬بحر‮»‬‭ ‬في‭ ‬السبعينيات،‭ ‬كأول‭ ‬فيلم‭ ‬سينمائي‭ ‬خليجي‭ ‬‮«‬روائي‭ ‬طويل‮»‬،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬أفلام‭ ‬وثائقية،‭ ‬‮«‬بحرينية‭ ‬وخليجية‮»‬،‭ ‬سبقت‭ ‬الفيلم‭ ‬الكويتي‭ ‬‮«‬بس‭ ‬يا‭ ‬بحر‮»‬‭. ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬النقد‭ ‬السينمائي‭ ‬لفيلم‭ ‬‮«‬سمبوسة‭ ‬جباتي‮»‬،‭ ‬مطلوب‭ ‬ومحمود،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬السينمائية‭ ‬الخليجية،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النقد‭ ‬هنا‭ ‬يراعي‭ ‬سنوات‭ ‬الخبرة‭ ‬والعراقة‭ ‬السينمائية،‭ ‬مقارنة‭ ‬بأفلام‭ ‬وأعمال‭ ‬عربية‭ ‬وأجنبية،‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تقنية‭ ‬التصوير‭ ‬والإخراج‭ ‬الذي‭ ‬تميز‭ ‬به‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬سمبوسة‭ ‬جباتي‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يعود‭ ‬الى‭ ‬سخاء‭ ‬الإنتاج‭ ‬للعمل‭ ‬طبعا‭.‬

اختيار‭ ‬اسم‭ ‬الفيلم،‭ ‬اختيار‭ ‬ذكي‭ ‬وموفق،‭ ‬لأنه‭ ‬مرتبط‭ ‬بالثقافة‭ ‬الخليجية‭ ‬الهندية‭ ‬معا‭.. ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬‮«‬السمبوسة‭ ‬والجباتي‮»‬‭ ‬من‭ ‬المأكولات‭ ‬والأطعمة‭ ‬الهندية‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬مع‭ ‬وصول‭ ‬الجالية‭ ‬الهندية،‭ ‬ومع‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬الخليجية‭ ‬للهند،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬موجودة‭ ‬مع‭ ‬تعاقب‭ ‬الأجيال‭.‬

من‭ ‬حق‭ ‬صنّاع‭ ‬وأبطال‭ ‬الفيلم،‭ ‬أن‭ ‬يتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬الرسائل‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬يتناولها‭ ‬العمل‭ ‬السينمائي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بيان‭ ‬تميز‭ ‬العمل،‭ ‬كالتعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬ولكنها‭ ‬رسائل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عميقة‭ ‬ولا‭ ‬مباشرة،‭ ‬والخوض‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬وتفاصيلها‭ ‬غير‭ ‬دقيق،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحديث‭ ‬بأن‭ ‬قصة‭ ‬الفيلم‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حكاية‭ ‬كوميدية‭ ‬ظريفة،‭ ‬وأحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الخيال‭ ‬و«الفنتازيا‮»‬،‭ ‬ربما‭ ‬تأثرا‭ ‬بالأفلام‭ ‬الهندية‭ ‬‮«‬والأكشن‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬رسالة‭ ‬العمل‭ ‬السينمائي‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الآخرين‭ ‬والتطفل‭ ‬عليهم،‭ ‬للابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المشاكل‭ ‬والتعقيدات‭.  ‬

أداء‭ ‬جميع‭ ‬أبطال‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬سمبوسة‭ ‬جباتي‮»‬‭ ‬كان‭ ‬متميزا‭ ‬ورائعا،‭ ‬وتصوير‭ ‬المشاهد‭ ‬بين‭ ‬دبي‭ ‬والهند،‭ ‬أضاف‭ ‬سحرا‭ ‬جماليا‭ ‬وإبداعيا‭.. ‬والفنان‭ ‬البحريني‭ ‬‮«‬عادل‭ ‬جوهر‮»‬‭ ‬كان‭ ‬أيقونة‭ ‬الفيلم،‭ ‬وضحكات‭ ‬واستمتاع‭ ‬الجمهور‭ ‬بحديثه‭ ‬وطلته‭ ‬وأدائه‭ ‬كان‭ ‬أكبر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬الفنان‭ ‬الكوميدي‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬فتحي‮»‬‭ ‬أضافت‭ ‬الى‭ ‬الفيلم‭ ‬لمسات‭ ‬ممتعة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬جعبته،‭ ‬وما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬موهبة،‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬قدمه،‭ ‬أو‭ ‬سمح‭ ‬له‭ ‬بتقديمه‭.‬

من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬السينما‭ ‬الخليجية‭ ‬مسيرتها،‭ ‬وتنتقل‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬‮«‬التجارب‭ ‬السينمائية‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬‮«‬الأعمال‭ ‬السينمائية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬حلم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬مشوار‭ ‬يستحق‭ ‬العمل‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والدعم،‭ ‬فالأعمال‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والإذاعية‭ ‬والمسرحية‭ ‬‮«‬البحرينية‭ ‬والخليجية‮»‬،‭ ‬رسخت‭ ‬بصماتها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭.. ‬ولأن‭ ‬الفن‭ ‬والسينما‭ ‬أصبحا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬التأثير‭ ‬الناعمة،‭ ‬وتلك‭ ‬مسؤولية‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬الإعلام‭ ‬وهيئات‭ ‬الثقافة‭ ‬ومغامرة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وشركات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وأتمنى‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬والنقل‭ ‬الخليجية‭ ‬أن‭ ‬تدرج‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬سمبوسة‭ ‬جباتي‮»‬‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬رحلاتها،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مسلسلات‭ ‬وأفلام‭ ‬خليجية‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬كمسلسل‭ ‬‮«‬جسوم‭ ‬وطفاش‮»‬،‭ ‬والفيلم‭ ‬البحريني‭ ‬الكوميدي‭ ‬‮«‬جزيرة‭ ‬الهلامايا‮»‬‭.‬

عموما‭ ‬الفيلم‭ ‬يستحق‭ ‬المشاهدة‭ ‬والدعم‭.. ‬وندعو‭ ‬نادي‭ ‬البحرين‭ ‬للسينما‭ ‬والمخرج‭ ‬بسام‭ ‬الذوادي‭ ‬تحديدا،‭ ‬الى‭ ‬عمل‭ ‬جلسة‭ ‬أو‭ ‬ندوة‭ ‬فنية‭ ‬حول‭ ‬الفيلم‭.. ‬وختاما‭ ‬نقول‭: ‬‮«‬سمبوسة‭ ‬جباتي‮»‬‭.. ‬لك‭ ‬كل‭ ‬تحياتي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا