العدد : ١٧٣٦٩ - الأحد ١٢ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٩ - الأحد ١٢ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

جائزة اليونسكو.. وجامعة البحرين

في‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬ألقى‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬السعودي‭ ‬الراحل‭ ‬‮«‬د‭. ‬غازي‭ ‬القصيبي‮»‬‭ ‬محاضرة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬تجربة‭ ‬اليونسكو‮»‬،‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬حكايته‭ ‬الانتخابية‭ ‬كمرشح‭ ‬عربي‭ ‬ليتولى‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭ ‬العام،‭ ‬وأسباب‭ ‬الخسارة،‭ ‬وأهمية‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬كمؤسسة‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬والثقافة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭. ‬

وذات‭ ‬يوم‭ ‬التقى‭ ‬أحد‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬العرب‭ ‬مع‭ ‬سفير‭ ‬اليابان‭ ‬في‭ ‬اليونسكو،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬له‭: ‬هل‭ ‬تعلمون‭ ‬أن‭ ‬اليابان‭ ‬أصبحت‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬اليونسكو‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بسنوات؟‭ ‬لأن‭ ‬اليابان‭ ‬التي‭ ‬نهضت‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬لم‭ ‬تنهض‭ ‬بالسياسة،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬أعمدة‭ ‬التربية‭ ‬والعلوم‭ ‬والثقافة‭.. ‬ثقافة‭ ‬الالتزام‭ ‬والإتقان‭ ‬والإنجاز‭.‬

لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬اهتمام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المثمر‭ ‬مع‭ ‬اليونسكو،‭ ‬وإطلاق‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬مدة‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬متواصلا،‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ودعم‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬التعليم‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬بكل‭ ‬مساراتها‭ ‬للمجتمعات‭ ‬والشعوب‭.. ‬من‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭.‬

وأمس‭ ‬شهدت‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬حفل‭ ‬تسليم‭ ‬جائزة‭ ‬اليونسكو‭ - ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لاستخدام‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬2025‭.. ‬هذه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬تقيم‭ ‬فيها‭ ‬اليونسكو‭ ‬حفل‭ ‬تسليم‭ ‬الجائزة‭ ‬خارج‭ ‬مقرها‭ ‬‮«‬باريس‮»‬‭.. ‬تقديرا‭ ‬لجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودورها‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مجال‭ ‬التعليم،‭ ‬وكذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬الجائزة‭.‬

الجائزة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬إعداد‭ ‬المتعلمين‭ ‬والمعلمين‭ ‬للاستخدام‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والمسؤول‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‮»‬‭.. ‬وتؤكد‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الالتزام‭ ‬الأخلاقي‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬أدوات‭ ‬العصر‭ ‬التكنولوجية‭.. ‬بدون‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬تتحول‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل‭ ‬إلى‭ ‬أدوات‭ ‬عنف‭ ‬ودمار،‭ ‬ومنصات‭ ‬كراهية‭ ‬وتعصب‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدركته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مبكرا‭.. ‬ودعت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناسبات‭ ‬والمحافل‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬إلى‭ ‬الانتباه‭ ‬إليه،‭ ‬والتعامل‭ ‬معه،‭ ‬والالتزام‭ ‬به‭.. ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬حرصها‭ ‬الراسخ،‭ ‬المرتكز‭ ‬على‭ ‬ثقافتها‭ ‬الوطنية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬وهويتها‭ ‬البحرينية‭ ‬الثابتة،‭ ‬ومبادئها‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وقيمها‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ورسالتها‭ ‬الحضارية‭ ‬النبيلة‭. ‬

كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لسعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬تطوير‭ ‬الجائزة‭.. ‬والشكر‭ ‬واجب‭ ‬وملزم‭ ‬إلى‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬النعيمي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الدور‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الجائزة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬التي‭ ‬جسدت‭ ‬التزام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بريادتها‭ ‬التعليمية‭ ‬وتعاونها‭ ‬الدولي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬الرقمي‭.‬

في‭ ‬ختام‭ ‬محاضرته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬قال‭ ‬‮«‬د‭. ‬غازي‭ ‬القصيبي‮»‬‭: ‬‮«‬علينا‭ ‬كأمة‭ ‬عربية‭.. ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬إيماننا‭ ‬بالعروبة،‭ ‬وبالتضامن‭ ‬العربي،‭ ‬وبوحدة‭ ‬عربية‭ ‬قادمة‭ -‬قصر‭ ‬الزمان‭ ‬أو‭ ‬طال‭- ‬وبهذا‭ ‬الإيمان،‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬وراء‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭.. ‬شموسا‭ ‬مشرقة‭ ‬كثيرة‭.. ‬مليئة‭ ‬بتحديات‭ ‬جميلة‭ ‬كبيرة‮»‬‭.. ‬واليوم‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬نشهد‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬دورها‭ ‬العربي،‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬آفاق‭ ‬عالمية‭ ‬رحبة‭ ‬في‭ ‬اليونسكو،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬التعليم‭ ‬وأهداف‭ ‬المستقبل‭.‬

نقطة‭ ‬أخيرة‭.. ‬اختيار‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬مكانا‭ ‬لإقامة‭ ‬حفل‭ ‬تسليم‭ ‬الجائزة‭ ‬اختيار‭ ‬حكيم‭ ‬وحصيف،‭ ‬يعكس‭ ‬دلالة‭ ‬عظيمة‭ ‬لدور‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬التنمية‭.. ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬الجامعة‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬محاضر‭ ‬‮«‬د‭. ‬غازي‭ ‬القصيبي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬اليونسكو‭ ‬والفرص‭ ‬الضائعة‭.. ‬وعادت‭ ‬الجامعة‭ ‬أمس‭ ‬لتشهد‭ ‬الإنجاز‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬اليونسكو‭ ‬والفرص‭ ‬المشرقة‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬شهدنا‭ ‬أمس‭ ‬كذلك،‭ ‬إعلان‭ ‬دخول‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬مؤسسة‭ ‬تايمز‭ ‬العالمية‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭.. ‬وتلك‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬بحرينية‭ ‬متميزة،‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬نجاحات‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا