العدد : ١٧٣٢٠ - الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٠ - الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

أطفال التوحد في صفوف الدراسة بين دعم الأسرة ودور المدرسة
أولياء الأمور لـ«أخبار الخليج»: أطفالنا ليسوا مختلفين لكن يحتاجون إلى الاحتواء

الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

إشادة بقرار التربية افتتاح 23 صفا إضافيا في أكبر توسعة لدعم طلاب التوحد


كتبت‭: ‬ياسمين‭ ‬العقيدات‭ ‬

أكد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد،‭ ‬أن‭ ‬الاستعداد‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬يبدأ‭ ‬مبكرًا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬البيت،‭ ‬عبر‭ ‬تثبيت‭ ‬العادات‭ ‬اليومية،‭ ‬وتهيئة‭ ‬الأطفال‭ ‬نفسيًا‭ ‬وسلوكيًا‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان‭ ‬والانتماء‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬التوتر‭ ‬المرتبط‭ ‬بالبدايات‭ ‬الجديدة‭.‬

وشدد‭ ‬أولياء‭ ‬المور‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬المدرسية‭ ‬تتطلب‭ ‬تعاونًا‭ ‬فعالًا‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬والكادر‭ ‬التربوي،‭ ‬داعين‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬أساليب‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وتوفير‭ ‬خطط‭ ‬تعليمية‭ ‬مرنة‭ ‬تُراعي‭ ‬الفروقات‭ ‬الفردية‭.‬

كما‭ ‬لفتوا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة،‭ ‬مثل‭ ‬صعوبة‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيير،‭ ‬وقلق‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬البيئة‭ ‬الجديدة،‭ ‬والحاجة‭ ‬الى‭ ‬دعم‭ ‬نفسي‭ ‬وأكاديمي‭ ‬متخصص‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭.‬

وأشار‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬تحسنًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬المدارس‭ ‬باحتياجات‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد،‭ ‬لكنهم‭ ‬دعوا‭ ‬إلى‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬العاملين‭ ‬فيها،‭ ‬وتوسعة‭ ‬نطاق‭ ‬الدعم‭ ‬ليشمل‭ ‬الجوانب‭ ‬السلوكية‭ ‬والوجدانية،‭ ‬لا‭ ‬الأكاديمية‭ ‬فقط‭.‬

 

أهمية‭ ‬احتواء‭ ‬الطلبة‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬

أكدت‭ ‬فاطمة‭ ‬حسن‭ ‬عباس،‭ ‬والدة‭ ‬طالبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد،‭ ‬أن‭ ‬الاستعداد‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬يبدأ‭ ‬مبكرًا‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬عبر‭ ‬تثبيت‭ ‬الروتين‭ ‬اليومي‭ ‬المشابه‭ ‬لروتين‭ ‬المدرسة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استخدام‭ ‬الحوار‭ ‬الإيجابي‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬البيئة‭ ‬المدرسية،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬تقبل‭ ‬الطفلة‭ ‬للمرحلة‭ ‬القادمة‭.‬

وأشارت‭ ‬فاطمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الكادر‭ ‬التعليمي‭ ‬تم‭ ‬مسبقًا‭ ‬لتوضيح‭ ‬احتياجات‭ ‬ابنتها،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬ثقتها‭ ‬في‭ ‬تفهم‭ ‬المدرسة‭ ‬ودعمها،‭ ‬كما‭ ‬اعتادت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬الدمج‭ ‬السابقة‭ ‬لابنتها‭ ‬كانت‭ ‬مفيدة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬التحديات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطفلة‭ ‬اليوم‭ ‬متحمسة‭ ‬جدًا‭ ‬للعودة‭ ‬ومقابلة‭ ‬معلماتها‭ ‬وزميلاتها‭.‬

ورأت‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬تحدٍ‭ ‬محتمل‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬هو‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيير،‭ ‬لكنها‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬بتدريب‭ ‬ابنتها‭ ‬تدريجيًا‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬التأقلم،‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬متخصصين‭ ‬وأخصائيين‭ ‬قدموا‭ ‬الإرشاد‭ ‬اللازم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الاستعداد‭.‬

وأكدت‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬الدعم‭ ‬والتفهّم‭ ‬داخل‭ ‬الصفوف‭ ‬الدراسية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المعلمات‭ ‬أو‭ ‬الطالبات‭ ‬لضمان‭ ‬راحة‭ ‬الطفلة‭ ‬واندماجها،‭ ‬موضحة‭ ‬أنها‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬أدوات‭ ‬تهيئة‭ ‬متنوعة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬القصص‭ ‬المصوّرة،‭ ‬والأنشطة‭ ‬الورقية‭ ‬والتدريبات‭ ‬المنزلية‭.‬

ورحبت‭ ‬فاطمة‭ ‬بالتطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬المدارس‭ ‬باحتياجات‭ ‬طلبة‭ ‬التوحد،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬تحسن‭ ‬ملحوظ‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬داعيتًا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬احتواء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلبة‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول،‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬مرنة‭ ‬تدعمهم‭ ‬في‭ ‬الانطلاق‭ ‬بثقة‭ ‬واستقرار‮»‬‭.‬

التركيز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مهارات‭ ‬القراءة

ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬قالت‭ ‬زهرة‭ ‬الماجد،‭ ‬ولية‭ ‬أمر‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭: ‬إن‭ ‬تهيئة‭ ‬الطفل‭ ‬نفسيًا‭ ‬وسلوكيًا‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬تبدأ‭ ‬بالحديث‭ ‬الإيجابي‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬ذكريات‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وتشجيعه‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬المدرسة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشراكه‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬حقيبته‭ ‬المدرسية‭ ‬وأدواته‭ ‬التي‭ ‬يحبها‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تتوقع‭ ‬لطفلها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جيد‭ ‬داخل‭ ‬بيئة‭ ‬المدرسة‭ ‬كما‭ ‬اعتادت‭ ‬دائمًا،‭ ‬مضيفةً‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتواصل‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬أو‭ ‬المعلمين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لكنها‭ ‬تثق‭ ‬في‭ ‬الكادر‭ ‬التعليمي‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬طفلها‭ ‬التحق‭ ‬سابقًا‭ ‬بصفوف‭ ‬التوحد‭ ‬مدة‭ ‬سنة،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬دمجه‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الاعتيادية‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الدراسي،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬تفاؤلها‭ ‬وحذرها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصاحب‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬طفلها‭ ‬يشعر‭ ‬بالحماس‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬وأن‭ ‬الكادر‭ ‬التعليمي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الشعور،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفراغ‭ ‬يشكل‭ ‬عبئًا‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬وعلى‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬دمج‭ ‬طفلها‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬صيفية‭ ‬ومجموعات‭ ‬تعليمية‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬التغيير،‭ ‬وتمنت‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مهارات‭ ‬القراءة‭ ‬لديه‭.‬

وحول‭ ‬مدى‭ ‬تطور‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين‭ ‬تولي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بهذه‭ ‬الفئة،‭ ‬وتشهد‭ ‬تطورًا‭ ‬مستمرًا‭.‬

ووجهت‭ ‬زهرة‭ ‬الماجد‭ ‬رسالة‭ ‬الى‭ ‬المجتمع‭ ‬التعليمي‭ ‬‮«‬أطفال‭ ‬التوحد‭ ‬هبة‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬وفي‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬منهم‭ ‬ملاك‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬الاحتواء‭ ‬والدعم‭ ‬من‭ ‬الوالدين،‭ ‬ومن‭ ‬جميع‭ ‬المحيطين‭ ‬به،‭ ‬ومن‭ ‬الكادر‭ ‬التعليمي‭ ‬لتظهر‭ ‬أفضل‭ ‬صورة‭ ‬لهذا‭ ‬الطفل‭ ‬الجميل‮»‬‭.‬

استمرار‭ ‬التنسيق‭ ‬لتحقيق‭ ‬

بداية‭ ‬ناجحة‭ ‬

كما‭ ‬قالت‭ ‬حميدة‭ ‬مرهون،‭ ‬ولية‭ ‬أمر‭ ‬لطفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭: ‬إن‭ ‬أسرتها‭ ‬بدأت‭ ‬استعداداتها‭ ‬النفسية‭ ‬والسلوكية‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬روتين‭ ‬النوم‭ ‬والاستيقاظ‭ ‬مبكرًا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استخدام‭ ‬جداول‭ ‬مصورة‭ ‬وكتاب‭ ‬تفاعلي‭ ‬يساعد‭ ‬ابنها‭ ‬على‭ ‬توقع‭ ‬ما‭ ‬سيحدث‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة،‭ ‬ما‭ ‬يمنحه‭ ‬شعورًا‭ ‬بالأمان‭ ‬والطمأنينة‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬ابنها‭ ‬التحق‭ ‬سابقًا‭ ‬بصفوف‭ ‬الدمج‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وتلقى‭ ‬خلالها‭ ‬دعمًا‭ ‬مميزًا‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراته،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬انتقل‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬التدريب‭ ‬المهني‭ ‬بعد‭ ‬تجاوزه‭ ‬السن‭ ‬النظامي‭ ‬للمرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬تأتي‭ ‬بمزيج‭ ‬من‭ ‬الحماس‭ ‬والتردد،‭ ‬خاصة‭ ‬بسبب‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬والأشخاص،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعمل‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬التهيئة‭ ‬له‭ ‬بلطف‭ ‬وتدرّج‭.‬

وأشادت‭ ‬مرهون‭ ‬بالبيئة‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬ابنها‭ ‬سابقًا،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المعلمات‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قائمًا،‭ ‬وتتوقع‭ ‬استمرار‭ ‬التنسيق‭ ‬لتحقيق‭ ‬بداية‭ ‬ناجحة‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الروتين‭ ‬الجديد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تتعامل‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المتابعة‭ ‬اليومية‭ ‬والتواصل‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬التعليمي‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬تجاربها‭ ‬الشخصية‭ ‬وبحثها‭ ‬الذاتي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المتابعة‭ ‬للمختصين‭ ‬عبر‭ ‬المنصات‭ ‬التوعوية،‭ ‬لكنها‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬توافر‭ ‬دعم‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وتمنت‭ ‬حميدة‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬العودة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬منهج‭ ‬التأسيس‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يُقدم‭ ‬له‭ ‬سابقًا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توفير‭ ‬وجبات‭ ‬مدرسية‭ ‬مناسبة‭ ‬أو‭ ‬بدائل‭ ‬غذائية‭ ‬للأطفال،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬يُعبّر‭ ‬عن‭ ‬جوعه‭ ‬بسهولة‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬طقس‭ ‬أسري‭ ‬خاص‭ ‬تستخدمه‭ ‬سنويًا‭ ‬لتحفيز‭ ‬ابنها،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬دودة‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إلصاقها‭ ‬على‭ ‬الجدار‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الدراسة‭ ‬بشهر،‭ ‬ويقوم‭ ‬بمسح‭ ‬يوم‭ ‬منها‭ ‬يوميًا‭ ‬حتى‭ ‬موعد‭ ‬العودة،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬صورته‭ ‬مرتديًا‭ ‬زي‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬الليلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنحه‭ ‬حماسة‭ ‬وتحكمًا‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬القادم‭.‬

وشددت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المدارس‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وعيًا‭ ‬وتفهّمًا‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد،‭ ‬وقالت‭: ‬‮«‬قلوبكم‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬خطوة‭ ‬لنجاحهم‭.. ‬أطفالنا‭ ‬لا‭ ‬يحتاجون‭ ‬الى‭ ‬الشفقة‭ ‬بل‭ ‬الى‭ ‬الدعم‭ ‬والتقدير،‭ ‬وكل‭ ‬لحظة‭ ‬صبر‭ ‬تصنع‭ ‬معهم‭ ‬فرقًا‭ ‬لا‭ ‬يُنسى‮»‬‭.‬

توفير‭ ‬أخصائيين‭ ‬نفسيين‭ ‬وأكاديميين

وقالت‭ ‬سكينة‭ ‬حسين‭ ‬يوسف،‭ ‬ولية‭ ‬أمر‭ ‬لطفلة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭: ‬إن‭ ‬استعداد‭ ‬الأسرة‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بث‭ ‬الحماس‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬نفسها‭ ‬وتشجيعها‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬القلق‭ ‬المرتبط‭ ‬بالاندماج‭.‬

وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬تتطلع‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬تفهم‭ ‬المدرسة‭ ‬لحالة‭ ‬ابنتها‭ ‬والتعاون‭ ‬معها‭ ‬لحل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬الدمج‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬ابنتها‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬كانت‭ ‬جيدة‭ ‬وناجحة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القلق‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يرافق‭ ‬الطفلة،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬جدد‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬المتوقع‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬هو‭ ‬تأقلم‭ ‬ابنتها‭ ‬مع‭ ‬المدرسة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وأنها‭ ‬تخطط‭ ‬لمناقشة‭ ‬حالتها‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬بهدف‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬التحضيرية،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬أملها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬توفير‭ ‬أخصائيين‭ ‬نفسيين‭ ‬وأكاديميين‭ ‬لدعم‭ ‬حالة‭ ‬ابنتها‭ ‬وتحسين‭ ‬مستواها‭ ‬النفسي‭ ‬والتعليمي‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حاليًا‭ ‬أي‭ ‬طقوس‭ ‬أو‭ ‬أنشطة‭ ‬أسرية‭ ‬خاصة‭ ‬تساعد‭ ‬الطفلة‭ ‬على‭ ‬التأقلم،‭ ‬لكنها‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬المدارس‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬تفهمًا‭ ‬ووعيًا‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنوات‭ ‬السابقة‭.‬

واختتمت‭ ‬سكينة‭ ‬حديثها‭ ‬برسالة‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬التعليمي‭ ‬قالت‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬هؤلاء‭ ‬الطلبة‭ ‬هم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬دعمكم‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬النفسية‭ ‬والتعليمية،‭ ‬لتخطي‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم‭ ‬في‭ ‬مسيرتهم‭ ‬الدراسية‮»‬‭.‬

تأهيل‭ ‬الطلبة‭ ‬للاستمرار

وقالت‭ ‬سلامة‭ ‬الشروقي،‭ ‬ولية‭ ‬أمر‭ ‬لطفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭: ‬إن‭ ‬التهيئة‭ ‬النفسية‭ ‬والسلوكية‭ ‬لابنها‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬إشراكه‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬مراحل‭ ‬الاستعداد،‭ ‬مثل‭ ‬شراء‭ ‬الحقيبة‭ ‬المدرسية‭ ‬والملابس‭ ‬والأدوات‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬صور‭ ‬الطائرات‭ ‬التي‭ ‬يحبها،‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابيًا‭ ‬على‭ ‬حالته‭ ‬النفسية،‭ ‬ويخفف‭ ‬من‭ ‬الانهيارات‭ ‬الحسية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طفلها‭ ‬تخرج‭ ‬حديثًا‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬التوحد‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬وكانت‭ ‬تجربته‭ ‬الدراسية‭ ‬مميزة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬حسان‭ ‬بن‭ ‬ثابت،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تواصل‭ ‬دائم‭ ‬مع‭ ‬المعلمات‭ ‬والإدارة،‭ ‬وتم‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬دراسية‭ ‬خاصة‭ ‬به‭ ‬ومتابعة‭ ‬تطوره‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والسلوكي‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬مضيفةً‭ ‬ان‭ ‬المعلمات‭ ‬كان‭ ‬لهن‭ ‬الفضل‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬تخطي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬وتحقيق‭ ‬التطور‭ ‬الأكاديمي‭ ‬لديه‭.‬

وعن‭ ‬تجربة‭ ‬الدمج،‭ ‬وصفتها‭ ‬بأنها‭ ‬جيدة‭ ‬جدًا،‭ ‬مشيدة‭ ‬بإخلاص‭ ‬المعلمات‭ ‬وحبهن‭ ‬لمهنتهن،‭ ‬والتواصل‭ ‬المستمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عاملًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬التجربة،‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬الطفل‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والدراسة‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تجاوزها‭ ‬بدعم‭ ‬الفريق‭ ‬التعليمي‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬ابنها‭ ‬كان‭ ‬يدخل‭ ‬الصف‭ ‬مبتسمًا‭ ‬ومطمئنًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تشعر‭ ‬بالثقة‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬واقعة‭ ‬طريفة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬قيامه‭ ‬بوضع‭ ‬طائرته‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬حقيبته‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬علمها،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬انشغاله‭ ‬في‭ ‬الصف،‭ ‬لكن‭ ‬الموقف‭ ‬تم‭ ‬احتواؤه‭ ‬بتفهم‭ ‬من‭ ‬المعلمات‭.‬

ووصفت‭ ‬الشروقي‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬بأنه‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تقلبات‭ ‬المزاج‭ ‬وتغير‭ ‬الروتين،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تهيئته‭ ‬تدريجيًا‭ ‬عبر‭ ‬إشراكه‭ ‬في‭ ‬التحضيرات‭ ‬وإعلامه‭ ‬بتاريخ‭ ‬بدء‭ ‬الدراسة‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬طفلها‭ ‬عنصر‭ ‬أساسي،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬إخباره‭ ‬بكل‭ ‬خطوة‭ ‬مسبقًا،‭ ‬وتذكيره‭ ‬بأسماء‭ ‬زملائه‭ ‬ومعلماته،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬شعوره‭ ‬بالأمان‭ ‬ويخفف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الانتكاسات،‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬جمعية‭ ‬التوحديين‭ ‬البحرينية‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬فهمها‭ ‬لحالة‭ ‬ابنها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬آخرين‭ ‬وأخصائيين،‭ ‬ومشاركة‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬التجمعات‭ ‬والفعاليات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬نعمة‭ ‬كبيرة‮»‬‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتها‭ ‬كأم‭ ‬وزيادة‭ ‬وعيها‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬التوحد‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توسعة‭ ‬وتطوير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬الكادر‭ ‬التعليمي،‭ ‬ورفع‭ ‬جودة‭ ‬الخطط‭ ‬الفردية‭ ‬لتكون‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬مقاييس‭ ‬دولية،‭ ‬بهدف‭ ‬تأهيل‭ ‬الطلبة‭ ‬للاستمرار‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬حتى‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تجارب‭ ‬ناجحة‭ ‬يجب‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬لرفع‭ ‬نسبة‭ ‬الدمج‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

كما‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬المدارس‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وعيًا‭ ‬وتفهمًا،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬داخل‭ ‬البيئة‭ ‬المدرسية،‭ ‬سواء‭ ‬لدى‭ ‬الكادر‭ ‬التعليمي‭ ‬أو‭ ‬الطلبة،‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬جيل‭ ‬متفهم‭ ‬لاحتياجات‭ ‬زملائه‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد‭.‬

واختتمت‭ ‬سلامة‭ ‬الشروقي‭ ‬برسالة‭ ‬الى‭ ‬المجتمع‭ ‬التعليمي،‭ ‬قالت‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬الاحتواء‭ ‬والتقبّل‭ ‬هما‭ ‬الأساس‭. ‬دمج‭ ‬الأطفال‭ ‬التوحديين‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬مجتمعية،‭ ‬وعلى‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية‭ ‬لهم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطط‭ ‬مدروسة‭ ‬تحفظ‭ ‬سلامتهم‭ ‬وتضمن‭ ‬اندماجهم‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الدراسية‭ ‬بالشكل‭ ‬الأمثل‮»‬‭.‬

 


رئيس جمعية التوحديين يوجه نصائح إلى ذوي طلاب التوحد


أكد‭ ‬زكريا‭ ‬هاشم،‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬التوحديين‭ ‬البحرينية،‭ ‬أن‭ ‬الاستعدادات‭ ‬الجارية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لاستقبال‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬20252026‭ ‬تعكس‭ ‬التزامًا‭ ‬واضحًا‭ ‬نحو‭ ‬تحسين‭ ‬خدمات‭ ‬الدمج‭ ‬لطلبة‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬افتتاح‭ ‬23‭ ‬صفًا‭ ‬دراسيًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬مخصصًا‭ ‬لذوي‭ ‬التوحد‭ ‬والإعاقات‭ ‬الذهنية‭ ‬يُعد‭ ‬أكبر‭ ‬توسعة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وهو‭ ‬تطور‭ ‬نوعي‭ ‬يحسب‭ ‬للوزارة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭.‬

وأوضح‭ ‬هاشم‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬أن‭ ‬جمعية‭ ‬التوحديين‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬المستمر‭ ‬والمباشر‭ ‬مع‭ ‬الوزارة،‭ ‬كونها‭ ‬تمثل‭ ‬صوت‭ ‬الأهالي‭ ‬وتتلقى‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬اليومية،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬تطلع‭ ‬الجمعية‭ ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬التربية‭ ‬ليشمل‭ ‬التخطيط‭ ‬المسبق‭ ‬وتطوير‭ ‬أدوات‭ ‬التقييم‭ ‬والتدخل،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭.‬

أشار‭ ‬هاشم‭ ‬حول‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬المتكررة‭ ‬سنويًا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬تصطدم‭ ‬بواقع‭ ‬مؤلم‭ ‬حين‭ ‬يُرفض‭ ‬أبناؤها‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬بسبب‭ ‬معايير‭ ‬القبول‭ ‬المعمول‭ ‬بها،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تستثني‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬سلوكي‭ ‬أو‭ ‬تنمية‭ ‬المهارات‭ ‬الوظيفية،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬يؤثر‭ ‬نفسيًا‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل،‭ ‬ويستدعي‭ ‬مراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬لهذه‭ ‬الآليات‭.‬

وأشاد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬برامج‭ ‬تهيئة‭ ‬للمعلمين‭ ‬الجدد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬المستمرة،‭ ‬والتي‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬كفاءتهم‭ ‬وتعزز‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تسير‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬توسعية‭ ‬لزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الأخصائيين،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬دعم‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد‭ ‬بشكل‭ ‬بارز‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتهيئة‭ ‬الطالب‭ ‬نفسيًا‭ ‬للعودة‭ ‬المدرسية،‭ ‬أكد‭ ‬هاشم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬شراكة‭ ‬حقيقية‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة،‭ ‬حيث‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬الروتين‭ ‬اليومي،‭ ‬والحديث‭ ‬الإيجابي‭ ‬عن‭ ‬المدرسة،‭ ‬واستخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬البصرية‭ ‬مثل‭ ‬القصص‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ترتيب‭ ‬زيارة‭ ‬تمهيدية‭ ‬إن‭ ‬أمكن‭.‬

وبين‭ ‬ان‭ ‬المدرسة‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬صفية‭ ‬آمنة‭ ‬ومنظمة،‭ ‬وتقليل‭ ‬المحفزات‭ ‬الحسية،‭ ‬وتخصيص‭ ‬ركن‭ ‬هادئ‭ ‬عند‭ ‬الحاجة،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬تنسيقي‭ ‬مع‭ ‬الأسرة‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الدراسة‭ ‬لوضع‭ ‬خطة‭ ‬فردية‭ ‬مرنة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬كل‭ ‬طفل،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التدرج‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعزيز‭ ‬الإيجابي‭.‬

ووجهت‭ ‬الجمعية‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬الى‭ ‬الأهالي،‭ ‬داعية‭ ‬إياهم‭ ‬إلى‭ ‬البدء‭ ‬المبكر‭ ‬في‭ ‬تهيئة‭ ‬أبنائهم‭ ‬للمدرسة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬الروتين،‭ ‬والتواصل‭ ‬المسبق‭ ‬مع‭ ‬المدرسة،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الجداول‭ ‬والقصص‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الطفل‭ ‬بالتدريج‭ ‬على‭ ‬التفاعل،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬استعداد‭ ‬الجمعية‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والإرشاد‭ ‬اللازم‭ ‬لضمان‭ ‬بداية‭ ‬مدرسية‭ ‬مستقرة‭.‬

وبين‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬أهمية‭ ‬تقديم‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬للمدارس‭ ‬لتقليل‭ ‬التوتر‭ ‬والقلق‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التوحد،‭ ‬شملت‭ ‬إرسال‭ ‬صور‭ ‬الى‭ ‬الصف‭ ‬والمعلمين‭ ‬مسبقًا،‭ ‬أو‭ ‬ترتيب‭ ‬زيارة‭ ‬تمهيدية،‭ ‬اعتماد‭ ‬جدول‭ ‬دوام‭ ‬مرن،‭ ‬تنظيم‭ ‬الصف‭ ‬بطريقة‭ ‬بصرية،‭ ‬إعداد‭ ‬خطة‭ ‬فردية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأسرة،‭ ‬والتواصل‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لمتابعة‭ ‬التطورات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا