تقرير: فاطمة الماجد
تصوير: حسين عبدالله
مع اقتراب موعد العودة إلى المدارس تعيش الأسر البحرينية أجواء من الحماس والترقب، يتجلى ذلك في تجهيز الأدوات المدرسية، وإعداد الروتين اليومي للأبناء، وتهيئتهم نفسيًا للانتقال من عطلة الصيف إلى أجواء الانضباط المدرسي.
وقد أكد أولياء الأمور أن هذه المرحلة تمثل نقطة انطلاق مهمة تُبنى خلالها العادات الدراسية الصحيحة، ويتشكل فيها الحافز الذي يدفع الطلبة إلى النجاح.
ولعل أبرز ما أثار ارتياح الأهالي هذا العام أن المدارس أرسلت قوائم المستلزمات الدراسية باكرًا، ما أتاح لهم شراء ما يلزمهم من دون ارتباك، واقتناص العروض، وتجنب شراء الأدوات غير الضرورية، وهو ما ساعد الأسر على إدارة مصروفاتها بكفاءة أكبر.
الرقمنة.. جسر
تلاحم بين البيت والمدرسة
أولياء الأمور أجمعوا على أن الرقمنة غيّرت المشهد التعليمي، وفتحت أبواب الراحة والتنظيم في عملية العودة إلى المدارس.
يقول أحدهم: «في السابق، كنا نواجه صعوبة في متابعة متطلبات الأبناء، وكنا نعتمد على الدفاتر الورقية وحدها. أما اليوم، مع المنصات التعليمية، صار بإمكاني أن أرى الدروس والواجبات وملاحظات المعلمين مباشرة من هاتفي».
وتوضح إحدى الأمهات: «في الماضي كنا ننتظر حتى اليوم الأول لنعرف متطلبات أبنائنا، أما اليوم فنتسلم القائمة على هواتفنا قبل أسابيع، ما يمنحنا الوقت والراحة».
وأضاف آخر: «استخدام الرقمنة عزز التواصل بين الأسرة والمدرسة، لتصبح خلية واحدة متماسكة تسمو لهدف مشترك، وهو الارتقاء بمستوى أبنائنا الطلبة».
وأثنى الأهالي على جهود وزارة التربية والتعليم، والتعاون المستمر على مدار العطلة الصيفية، وسرعة الاستجابة لملاحظات الأسر.
التربية.. رؤية استراتيجية متكاملة
ما يشهده الميدان التعليمي اليوم ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة رؤية استراتيجية وضعتها وزارة التربية والتعليم منذ سنوات، تقوم على تحديث البنية التحتية الرقمية، وتدريب الكوادر التربوية على استخدام المنصات، وتوفير طرق سهلة الوصول لجميع الأسر، إضافة إلى خلق بيئة تعليمية متطورة تُواكب متطلبات العصر.
الوزارة لم تجعل الرقمنة مجرد وسيلة مساعدة، بل حولتها إلى ثقافة راسخة في الحياة التعليمية اليومية
السوق البحريني
يستجيب بتنوع وجودة
لم تقتصر الاستعدادات على المدارس والأسر فقط، بل امتدت إلى الأسواق التي شهدت حركة تجارية نشطة؛ فقد امتلأت المتاجر بمستلزمات مدرسية متنوعة من حقائب، أدوات مكتبية، أجهزة إلكترونية، وأزياء مدرسية بأشكال وأسعار تناسب مختلف الشرائح.
وأشار بعض الأهالي إلى أن الرقمنة ساعدت على مقارنة الأسعار بسهولة عبر التسوق الإلكتروني، ما جعل عملية تجهيز الأبناء أكثر وعيًا وأقل كلفة.
الأهالي والطلاب.. شركاء في النجاح
تجربة إدراج الرقمنة لم تكن أحادية الجانب، بل شارك فيها الأهالي والطلاب معًا؛ فقد أكد الطلاب أن استخدام التطبيقات التعليمية جعل الاستعداد للعام الدراسي وتنظيم الدروس والواجبات أكثر وضوحًا.
في المقابل، شدد الأهالي على أن دورهم أصبح أكثر فعالية، إذ صاروا يتلقون المعلومات أولًا بأول، ويستطيعون تقديم الدعم المطلوب في الوقت المناسب.
وفي ختام الاستطلاع أعرب الأهالي عن امتنانهم لوزارة التربية والتعليم التي أخذت على عاتقها مسؤولية التخفيف عن الأسر البحرينية، مؤكدين أن الخطوات الاستباقية تعكس وعيًا عميقًا باحتياجات الأسرة والمجتمع، وتجعل من العودة إلى المدارس تجربة إيجابية وليست عبئًا ثقيلًا.
هكذا، تمضي البحرين نحو عام دراسي جديد بوعي أكبر، وتجهيزات أسرية متجددة، ورؤية رقمية طموحة تقودها وزارة التربية والتعليم. ومع هذا التلاقي بين جهود الوزارة والأسر، يبدو أن المستقبل سيحمل لأبنائنا تعليمًا أكثر ذكاءً ومرونة، يعكس الطموحات الوطنية ويصنع أجيالًا قادرة على المنافسة في العالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك