العدد : ١٧٣٢٠ - الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٠ - الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

البحرين تستعد لعام دراسي جديد.. بوعي استباقي يحول العودة إلى فرصة لا عبء

الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

تقرير‭: ‬فاطمة‭ ‬الماجد‭ ‬

‭ ‬تصوير‭: ‬حسين‭ ‬عبدالله

 

مع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬تعيش‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الحماس‭ ‬والترقب،‭ ‬يتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تجهيز‭ ‬الأدوات‭ ‬المدرسية،‭ ‬وإعداد‭ ‬الروتين‭ ‬اليومي‭ ‬للأبناء،‭ ‬وتهيئتهم‭ ‬نفسيًا‭ ‬للانتقال‭ ‬من‭ ‬عطلة‭ ‬الصيف‭ ‬إلى‭ ‬أجواء‭ ‬الانضباط‭ ‬المدرسي‭.‬

وقد‭ ‬أكد‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تمثل‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬مهمة‭ ‬تُبنى‭ ‬خلالها‭ ‬العادات‭ ‬الدراسية‭ ‬الصحيحة،‭ ‬ويتشكل‭ ‬فيها‭ ‬الحافز‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬الطلبة‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭.‬

ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬ارتياح‭ ‬الأهالي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬المدارس‭ ‬أرسلت‭ ‬قوائم‭ ‬المستلزمات‭ ‬الدراسية‭ ‬باكرًا،‭ ‬ما‭ ‬أتاح‭ ‬لهم‭ ‬شراء‭ ‬ما‭ ‬يلزمهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ارتباك،‭ ‬واقتناص‭ ‬العروض،‭ ‬وتجنب‭ ‬شراء‭ ‬الأدوات‭ ‬غير‭ ‬الضرورية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬الأسر‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬مصروفاتها‭ ‬بكفاءة‭ ‬أكبر‭.‬

الرقمنة‭.. ‬جسر‭ ‬

تلاحم‭ ‬بين‭ ‬البيت‭ ‬والمدرسة

أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أجمعوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الرقمنة‭ ‬غيّرت‭ ‬المشهد‭ ‬التعليمي،‭ ‬وفتحت‭ ‬أبواب‭ ‬الراحة‭ ‬والتنظيم‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭.‬

يقول‭ ‬أحدهم‭: ‬‮«‬في‭ ‬السابق،‭ ‬كنا‭ ‬نواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬متطلبات‭ ‬الأبناء،‭ ‬وكنا‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬الدفاتر‭ ‬الورقية‭ ‬وحدها‭. ‬أما‭ ‬اليوم،‭ ‬مع‭ ‬المنصات‭ ‬التعليمية،‭ ‬صار‭ ‬بإمكاني‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬الدروس‭ ‬والواجبات‭ ‬وملاحظات‭ ‬المعلمين‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬هاتفي‮»‬‭.‬

وتوضح‭ ‬إحدى‭ ‬الأمهات‭: ‬‮«‬في‭ ‬الماضي‭ ‬كنا‭ ‬ننتظر‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لنعرف‭ ‬متطلبات‭ ‬أبنائنا،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فنتسلم‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬هواتفنا‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع،‭ ‬ما‭ ‬يمنحنا‭ ‬الوقت‭ ‬والراحة‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬آخر‭: ‬‮«‬استخدام‭ ‬الرقمنة‭ ‬عزز‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة،‭ ‬لتصبح‭ ‬خلية‭ ‬واحدة‭ ‬متماسكة‭ ‬تسمو‭ ‬لهدف‭ ‬مشترك،‭ ‬وهو‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬أبنائنا‭ ‬الطلبة‮»‬‭.‬

وأثنى‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬والتعاون‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية،‭ ‬وسرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لملاحظات‭ ‬الأسر‭.‬

التربية‭.. ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬متكاملة

ما‭ ‬يشهده‭ ‬الميدان‭ ‬التعليمي‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اللحظة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ثمرة‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬وضعتها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية،‭ ‬وتدريب‭ ‬الكوادر‭ ‬التربوية‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬المنصات،‭ ‬وتوفير‭ ‬طرق‭ ‬سهلة‭ ‬الوصول‭ ‬لجميع‭ ‬الأسر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬متطورة‭ ‬تُواكب‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭.‬

الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تجعل‭ ‬الرقمنة‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬مساعدة،‭ ‬بل‭ ‬حولتها‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬التعليمية‭ ‬اليومية

السوق‭ ‬البحريني‭ ‬

يستجيب‭ ‬بتنوع‭ ‬وجودة

لم‭ ‬تقتصر‭ ‬الاستعدادات‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬والأسر‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬حركة‭ ‬تجارية‭ ‬نشطة؛‭ ‬فقد‭ ‬امتلأت‭ ‬المتاجر‭ ‬بمستلزمات‭ ‬مدرسية‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬حقائب،‭ ‬أدوات‭ ‬مكتبية،‭ ‬أجهزة‭ ‬إلكترونية،‭ ‬وأزياء‭ ‬مدرسية‭ ‬بأشكال‭ ‬وأسعار‭ ‬تناسب‭ ‬مختلف‭ ‬الشرائح‭.‬

وأشار‭ ‬بعض‭ ‬الأهالي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرقمنة‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬مقارنة‭ ‬الأسعار‭ ‬بسهولة‭ ‬عبر‭ ‬التسوق‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬عملية‭ ‬تجهيز‭ ‬الأبناء‭ ‬أكثر‭ ‬وعيًا‭ ‬وأقل‭ ‬كلفة‭.‬

الأهالي‭ ‬والطلاب‭.. ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬النجاح

تجربة‭ ‬إدراج‭ ‬الرقمنة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أحادية‭ ‬الجانب،‭ ‬بل‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬الأهالي‭ ‬والطلاب‭ ‬معًا؛‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬الطلاب‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬التطبيقات‭ ‬التعليمية‭ ‬جعل‭ ‬الاستعداد‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬وتنظيم‭ ‬الدروس‭ ‬والواجبات‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬شدد‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬دورهم‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية،‭ ‬إذ‭ ‬صاروا‭ ‬يتلقون‭ ‬المعلومات‭ ‬أولًا‭ ‬بأول،‭ ‬ويستطيعون‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أعرب‭ ‬الأهالي‭ ‬عن‭ ‬امتنانهم‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مسؤولية‭ ‬التخفيف‭ ‬عن‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬الخطوات‭ ‬الاستباقية‭ ‬تعكس‭ ‬وعيًا‭ ‬عميقًا‭ ‬باحتياجات‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وتجعل‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬تجربة‭ ‬إيجابية‭ ‬وليست‭ ‬عبئًا‭ ‬ثقيلًا‭.‬

هكذا،‭ ‬تمضي‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬جديد‭ ‬بوعي‭ ‬أكبر،‭ ‬وتجهيزات‭ ‬أسرية‭ ‬متجددة،‭ ‬ورؤية‭ ‬رقمية‭ ‬طموحة‭ ‬تقودها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭. ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬التلاقي‭ ‬بين‭ ‬جهود‭ ‬الوزارة‭ ‬والأسر،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المستقبل‭ ‬سيحمل‭ ‬لأبنائنا‭ ‬تعليمًا‭ ‬أكثر‭ ‬ذكاءً‭ ‬ومرونة،‭ ‬يعكس‭ ‬الطموحات‭ ‬الوطنية‭ ‬ويصنع‭ ‬أجيالًا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا