العدد : ١٧٣٢٠ - الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٠ - الأحد ٢٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

مقالات

24 عاما من الريادة.. البحرين تحتفي بالمجلس الأعلى للمرأة

بقلم: د. فوزية يوسف الجيب

الجمعة ٢٢ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬بمرور‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬أرسى‭ ‬دعائمها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬لتكون‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية،‭ ‬ومنصة‭ ‬رائدة‭ ‬لدعم‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭.‬

فمنذ‭ ‬بواكير‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬أكد‭ ‬جلالته‭ ‬إيمانه‭ ‬المطلق‭ ‬بأن‭ ‬المرأة‭ ‬شريك‭ ‬أصيل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن،‭ ‬وأن‭ ‬تمكينها‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لنهضة‭ ‬الدولة‭ ‬وتطورها‭. ‬فجاء‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬ليجسد‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬ويفتح‭ ‬أمام‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬آفاقًا‭ ‬رحبة‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬والفرص،‭ ‬ويكرّس‭ ‬حضورها‭ ‬ومكانتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين‭. ‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مسيرة‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬الدعم‭ ‬المتواصل‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬جزءًا‭ ‬أصيلًا‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬الحكومية‭ ‬وبرامج‭ ‬التنمية،‭ ‬إدراكًا‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬لأهمية‭ ‬استثمار‭ ‬طاقات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬

ويقود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬برؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬وعزم‭ ‬راسخ‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬حفظها‭ ‬الله،‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬الحكمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬في‭ ‬قيادتها‭ ‬لمسيرة‭ ‬النهوض‭ ‬بالمرأة‭ ‬البحرينية؛‭ ‬فقد‭ ‬أولت‭ ‬سموها‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬عناية‭ ‬خاصة،‭ ‬وجعلت‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬منصة‭ ‬وطنية‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬قيم‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬ومركز‭ ‬إشعاع‭ ‬إقليميا‭ ‬وعالميا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭. ‬وبفضل‭ ‬توجيهاتها‭ ‬السديدة‭ ‬ورؤيتها‭ ‬الاستباقية،‭ ‬تحولت‭ ‬مبادرات‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬ملهمة،‭ ‬عززت‭ ‬حضور‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬ورسخت‭ ‬سمعة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬كأنموذج‭ ‬رائد‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭.‬

وعلى‭ ‬مدى‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرين‭ ‬عامًا‭ ‬أطلق‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الرائدة،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬نموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬برامج‭ ‬تدريب‭ ‬وتأهيل‭ ‬لدعم‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬اقتصاديًا،‭ ‬ومبادرات‭ ‬لمساندة‭ ‬رائدات‭ ‬الأعمال،‭ ‬وجهود‭ ‬متكاملة‭ ‬لحماية‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة‭.‬

ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬أثر‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬الداخل‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬عبر‭ ‬اتفاقيات‭ ‬وشراكات‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬أممية،‭ ‬ومشاركات‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬العالمية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬عزز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬وتُوج‭ ‬بحصولها‭ ‬على‭ ‬جوائز‭ ‬وتصنيفات‭ ‬عالمية‭ ‬مرموقة‭.‬

وتتجلى‭ ‬اليوم‭ ‬ثمرة‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬الوطني؛‭ ‬فهي‭ ‬الطبيبة‭ ‬والمعلمة‭ ‬والمهندسة‭ ‬والقاضية‭ ‬والوزيرة‭ ‬والوكيلة‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والمستشارة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دورها‭ ‬المتنامي‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬حقاً،‭ ‬أثبتت‭ ‬بجدارة‭ ‬أن‭ ‬تمكينها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬منحة،‭ ‬بل‭ ‬استثمارًا‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬وطنية‭ ‬أصيلة‭.‬

إن‭ ‬احتفالنا‭ ‬بمرور‭ ‬24‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬ليس‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬الماضي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أيضًا‭ ‬تطلع‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل،‭ ‬حيث‭ ‬يواصل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬تطوير‭ ‬استراتيجيته‭ ‬الوطنية‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالمرأة،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬الابتكار‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬والتمكين‭ ‬السياسي‭ ‬وتعزيز‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬المرنة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬تكامل‭ ‬الرؤى‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وبين‭ ‬السياسات‭ ‬الطموحة‭ ‬والإرادة‭ ‬الفاعلة‭. ‬واليوم،‭ ‬ونحن‭ ‬نخطو‭ ‬نحو‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬العطاء،‭ ‬تتجدد‭ ‬العزيمة‭ ‬لمواصلة‭ ‬المسيرة،‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬وتعظيمًا‭ ‬للإنجازات‭.‬

ويطيب‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬إلى‭ ‬المقام‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬على‭ ‬رؤيته‭ ‬السديدة‭ ‬التي‭ ‬ضمنت‭ ‬للمرأة‭ ‬مكانة‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬كما‭ ‬أشيد‭ ‬بدعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لمسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وأتوجه‭ ‬بكل‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬لصاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬بحرينية‭ ‬وعربية‭ ‬وعالمية‭.‬

وختاما،‭ ‬هنيئاً‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬والاهتمام،‭ ‬فهي‭ ‬اليوم‭ ‬تعيش‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبي،‭ ‬وتشارك‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬لتظل‭ ‬البحرين‭ ‬دائمًا‭ ‬نموذجًا‭ ‬مشرفًا‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المساواة‭ ‬والعدالة‭.‬

 

مستشار‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا