الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
لبنان.. «لن أعيش في جلباب إيران»
في رواية الكاتب إحسان عبدالقدوس الشهيرة «لن أعيش في جلباب أبي».. التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني بطولة الفنان المثقف الراحل نور الشريف، كان هناك صراع دائم بين الأب وابنه، الذي يبحث عن أسلوبه الخاص، ليشق طريقه، ويبنى حياته، من دون وصاية من أحد.
وفي ضوء التطورات الإقليمية والتحولات الشرق أوسطية.. نجد أن جمهورية لبنان بدأت تتحرك وتؤكد حرصها ووجودها في البيت العربي، وتعلن رفضها لأي انتماء أجنبي، مع تعزيز العلاقات الدبلوماسية واحترام الشأن الداخلي والخصوصية اللبنانية من دون تدخلات خارجية.
في الأسبوع الماضي وافقت الحكومة اللبنانية على خطة نزع سلاح جماعة حزب الله الإرهابية بحلول نهاية العام، إلى جانب إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.. وأعلن وزير الإعلام اللبناني أن مجلس الوزراء وافق على «إنهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي بما فيه حزب الله».
الموقف اللبناني الشجاع، لم يعجب الإدارة الإيرانية، وقال مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، إن بلاده تعارض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله.. متسائلًا: «إذا تخلّى حزب الله عن سلاحه، فمن سيدافع عن اللبنانيين وأرضهم وعرضهم؟».. واعتبر أن هذه المطالب «تخدم أمريكا وتل أبيب اللتين تسعيان لتكرار سيناريو الجولان في لبنان»، مؤكدًا أن إيران «ترفض نزع سلاح حزب الله وستواصل دعمها للمقاومة اللبنانية».
الجمهورية اللبنانية كان ردها حاسما وحازما حيال التصريح الإيراني، حيث نددت وزارة الخارجية اللبنانية، بتصريحات مستشار المرشد الإيراني، ووصفتها بأنها تدخّل سافر وغير مقبول في الشؤون اللبنانية.
وأضافت الخارجية اللبنانية: «ليس هذا التدخل الأول من نوعه، إذ دأب بعض المسؤولين الإيرانيين الرفيعين على التمادي في إطلاق مواقف مشبوهة على قرارات داخلية لبنانية لا تعني الجمهورية الإيرانية بشيء. وإنّ هذه الممارسات المرفوضة لن تقبل بها الدولة اللبنانية تحت أي ظرف، وهي لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقًا كان أو عدواً، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية».
وفي رسالة واضحة وصريحة أكدت الخارجية اللبنانية: «نذكر القيادة في طهران بأنّ الأجدر بإيران أن تلتفت إلى قضايا شعبها وتركزّ على تأمين احتياجاته وتطلعاته، بدل التدخّل في أمور لا تخصّها.. وإن مستقبل لبنان وسياساته ونظامه السياسي هي قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم، عبر مؤسساتهم الدستورية الديمقراطية، بعيدًا عن أي تدخلات أو إملاءات أو ضغوط أو تطاول، وإنّ الدولة اللبنانية ستبقى ثابتة في الدفاع عن سيادتها، وستردّ بما تقتضيه الأعراف على أي محاولة للنيل من هيبة قراراتها أو التحريض عليها».
ما حصل في لبنان في السابق، لن يتكرر.. هناك قيادة تؤمن بالانتماء العربي، وتؤمن بالسلام العادل، وتؤمن بأن الدولة والوطن فوق الجميع.. وهناك شعب لبناني عربي بمختلف مكوناته، يؤمن بأن لبنان دولة ذات سيادة، وهي لجميع اللبنانيين، وأن الدولة هي التي تحكم البلاد، وأن السلاح يجب أن يكون تحت سلطتها فقط لا غير.
ما يحصل اليوم وما سيحصل في الأيام المقبلة.. يؤكد أن لبنان لن يعيش في جلباب إيران بعد الآن.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك