العدد : ١٧٣٥٨ - الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٨ - الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الخطاب البحريني في التجمع الدولي

قوة‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬وتأثيره‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭.. ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬مضامينه‭ ‬التي‭ ‬يصدرها،‭ ‬والرسائل‭ ‬التي‭ ‬يبعثها‭.. ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لترتيب‭ ‬ودور‭ ‬المتحدث‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭.. ‬لا‭ ‬شأن‭ ‬لمساحة‭ ‬جغرافية‭ ‬ولا‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬بالدولة‭.. ‬هناك‭ ‬عرف‭ ‬بروتوكولي‭ ‬يتبع‭ ‬عند‭ ‬إلقاء‭ ‬الكلمات‭.. ‬في‭ ‬المناقشة‭ ‬السنوية‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬تتحدث‭ ‬البرازيل‭ ‬أولا،‭ ‬ثم‭ ‬أمريكا‭ ‬ثانيا‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬المضيفة‮»‬‭.. ‬ثم‭ ‬يتبعها‭ ‬مستوى‭ ‬التمثيل‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭.‬

كلمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ (‬80‭)‬،‭ ‬وموضوعها‭ ‬الرئيسي‭: ‬‮«‬معا‭ ‬نحقق‭ ‬الأفضل‭: ‬ثمانون‭ ‬عاما‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭.. ‬جاءت‭ ‬لتبعث‭ ‬برسالة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭.. ‬كان‭ ‬خطابا‭ ‬سياسيا‭ ‬قويا،‭ ‬متميزا‭ ‬ومؤثرا‭.. ‬شاملا‭ ‬ومتكاملا‭.. ‬تناول‭ ‬القضايا‭ ‬المحورية‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية،‭ ‬وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬مواضيع‭ ‬تنموية،‭ ‬وخاطب‭ ‬العالم‭ ‬والإنسانية،‭ ‬ورفع‭ ‬شعار‭ ‬السلام‭ ‬والحلول‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬مستقبل‭ ‬البشرية‭.‬

لقد‭ ‬أكد‭ ‬موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬التزامها‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬وتمسكها‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبتوطيد‭ ‬شراكتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ووكالاتها،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬تطلعاتنا‭ ‬الجماعية‭ ‬نحو‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬المستدام‭.‬

ركز‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تؤمن‭ ‬إيمانًا‭ ‬راسخًا‭ ‬بالسلام،‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬نزاع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬حلاً‭ ‬دائماً‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬المفاوضات‭ ‬المباشرة،‭ ‬والإرادة‭ ‬السياسية،‭ ‬وروح‭ ‬التوافق‭.. ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬ترحيب‭ ‬المملكة‭ ‬بكل‭ ‬المبادرات‭ ‬الصادقة‭ ‬للوساطة‭ ‬والحوار،‭ ‬إيماناً‭ ‬بأن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬هي‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لإنهاء‭ ‬دوامة‭ ‬الموت‭ ‬والدمار،‭ ‬وصياغة‭ ‬مستقبل‭ ‬تتوارثه‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬بكرامة‭ ‬وأمل‭.‬

تلك‭ ‬رؤية‭ ‬بحرينية‭ ‬حضارية،‭ ‬لخص‭ ‬سعادة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬محاورها‭ ‬الرئيسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭: ‬الالتزام‭ ‬بالحلول‭ ‬السلمية‭ ‬للنزاعات،‭ ‬ودعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬بجانب‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والازدهار‭.. ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬وتأكيد‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والتضامن‭ ‬الإنساني،‭ ‬ومعالجة‭ ‬الفقر‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

الإصلاح‭ ‬والتنمية‭.. ‬توفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬للمواطنين‭.. ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬برامج‭ ‬داعمة‭ ‬للمرأة‭ ‬والأسرة‭ ‬والطفل‭.. ‬منظومة‭ ‬تشريعية‭ ‬متطورة‭.. ‬تنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭.. ‬الابتكار‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.. ‬تمكين‭ ‬الشباب‭ ‬والمرأة‭.. ‬الحياد‭ ‬الكربوني‭ ‬والمجال‭ ‬البيئي‭.. ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬البحريني‭.‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الجوهري‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬حينما‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭: ‬هل‭ ‬سنورث‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬عالماً‭ ‬ممزقاً‭ ‬بالصراعات‭ ‬والانقسامات؟‭ ‬أم‭ ‬موطناً‭ ‬للسلام‭ ‬والازدهار‭ ‬والتعاون‭ ‬الإنساني؟‭ ‬وكانت‭ ‬الإجابة‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬كلمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬نمنحها‭ ‬عالماً‭ ‬يتسع‭ ‬لأحلامها،‭ ‬لا‭ ‬يحدّها‭ ‬الخوف‭.. ‬ولا‭ ‬يطاردها‭ ‬النزاع‮»‬‭.. ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬قوة‭ ‬الخطاب‭ ‬البحريني‭ ‬وتأثيره‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا