الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الخطاب البحريني في التجمع الدولي
قوة الخطاب السياسي وتأثيره أمام العالم.. تكمن في مضامينه التي يصدرها، والرسائل التي يبعثها.. لا دخل لترتيب ودور المتحدث في قوة الخطاب السياسي.. لا شأن لمساحة جغرافية ولا كثافة سكانية بالدولة.. هناك عرف بروتوكولي يتبع عند إلقاء الكلمات.. في المناقشة السنوية في الجلسة العامة للأمم المتحدة، تتحدث البرازيل أولا، ثم أمريكا ثانيا باعتبارها «الدولة المضيفة».. ثم يتبعها مستوى التمثيل لكل دولة.
كلمة مملكة البحرين التي ألقاها سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة (80)، وموضوعها الرئيسي: «معا نحقق الأفضل: ثمانون عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان».. جاءت لتبعث برسالة مملكة البحرين إلى العالم.. كان خطابا سياسيا قويا، متميزا ومؤثرا.. شاملا ومتكاملا.. تناول القضايا المحورية ذات الأولوية، وتطرق إلى مواضيع تنموية، وخاطب العالم والإنسانية، ورفع شعار السلام والحلول الدبلوماسية، من أجل إنقاذ مستقبل البشرية.
لقد أكد موقف مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، في التزامها بتعزيز التعاون متعدد الأطراف، وتمسكها بالقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وبتوطيد شراكتها الاستراتيجية مع الأمم المتحدة ووكالاتها، بما يحقق تطلعاتنا الجماعية نحو السلام والأمن والازدهار المستدام.
ركز وزير الخارجية في كلمته على أن مملكة البحرين تؤمن إيمانًا راسخًا بالسلام، وأن أي نزاع لا يمكن أن يجد حلاً دائماً إلا عبر المفاوضات المباشرة، والإرادة السياسية، وروح التوافق.. مشيرا إلى ترحيب المملكة بكل المبادرات الصادقة للوساطة والحوار، إيماناً بأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإنهاء دوامة الموت والدمار، وصياغة مستقبل تتوارثه الأجيال القادمة بكرامة وأمل.
تلك رؤية بحرينية حضارية، لخص سعادة وزير الخارجية محاورها الرئيسية من خلال: الالتزام بالحلول السلمية للنزاعات، ودعم القضية الفلسطينية.. بجانب تعزيز ثقافة السلام والتسامح والتعايش والحوار بين الأديان والثقافات.. بالإضافة إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية الدولية من أجل الأمن والسلام والازدهار.. مع الإشارة وتأكيد تعزيز التعاون الدولي من أجل التنمية المستدامة والتضامن الإنساني، ومعالجة الفقر حول العالم.
الإصلاح والتنمية.. توفير حياة كريمة للمواطنين.. سيادة القانون والمؤسسات الدستورية وحقوق الإنسان.. برامج داعمة للمرأة والأسرة والطفل.. منظومة تشريعية متطورة.. تنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات.. الابتكار والتحول الرقمي والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.. تمكين الشباب والمرأة.. الحياد الكربوني والمجال البيئي.. وغيرها كثير من المواضيع الحيوية التي جاءت في الخطاب البحريني.
ويبقى السؤال الجوهري حاضرا في قاعة الأمم المتحدة، حينما قال وزير الخارجية: هل سنورث للأجيال القادمة عالماً ممزقاً بالصراعات والانقسامات؟ أم موطناً للسلام والازدهار والتعاون الإنساني؟ وكانت الإجابة في ختام كلمة مملكة البحرين: «إن الأجيال القادمة تستحق أن نمنحها عالماً يتسع لأحلامها، لا يحدّها الخوف.. ولا يطاردها النزاع».. تلك هي قوة الخطاب البحريني وتأثيره.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك