الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
قطاع التمريض.. البعثات والتوظيف
لدى مملكة البحرين تجربة ناجحة ومتميزة في قطاع التمريض.. خطوات مدروسة.. رؤية واضحة.. تاريخ عريق.. حاضر مشهود.. عمل دؤوب.. حضور فاعل.. اهتمام كبير.. ودعم متواصل.. هذا قطاع يستحق أن يكون نموذجا لكل التوجهات في التوظيف والإحلال والبحرنة.
كان العمل في قطاع التمريض مقتصرا على الأجانب، على الرغم من وجود رائدات بحرينيات عملن في هذا القطاع.. السيدة الفاضلة فاطمة علي الزياني، كانت أول ممرضة بحرينية في عام 1941، وكانت أول امرأة بحرينية وخليجية تفتتح مشروع صيدلية، وحملت اسم «صيدلية الزياني» عام 1947.
اليوم نجد توجه الشباب البحريني من الجنسين إلى قطاع التمريض.. هذا أمر في غاية الأهمية، ويبعث على الارتياح، ويشير إلى مستقبل واعد في بحرنة هذا القطاع الحيوي.. في ظل دعم ورعاية جلالة الملك المعظم، وحرص واهتمام سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالقطاع الصحي عموما، وقطاع التمريض خصوصا.
في شهر يوليو الماضي أعلن صندوق العمل «تمكين» إطلاق حزمة جديدة لدعم الكوادر الصحية، وذلك إنفاذاً لتوجيهات سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري رئيس مجلس إدارة صندوق العمل «تمكين».. وتم تخصيص مبادرتين لدعم الممرضين البحرينيين؛ إحداهما تستهدف إعداد الكوادر الوطنية في مجال التمريض، حيث يتم تقديم الدعم لدفعة من خريجي الثانوية العامة لدراسة برنامج بكالوريوس التمريض.
في الأسبوع الماضي اعتمد الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم نتائج تخصيص البعثات والمنح الدراسية للطلبة المتفوقين من خريجي الثانوية العامة للعام الدراسي 2024-2025م.. من الملاحظ أن خطة البعثات شهدت أكبر عدد من المبتعثين في تخصص التمريض مقارنة بجميع السنوات السابقة.. هناك 330 من الطلبة حصلوا على البعثات الدراسية في تخصص التمريض، حيث تم استيعاب جميع الطلبة المتقدمين لهذا التخصص.
من يتابع ويرصد اهتمام الدولة في دعم بحرنة قطاع التمريض سيجد العمل والتنفيذ والإنجاز.. هو نتاج رعاية ملكية، وخطة عمل حكومية، وتكامل في الأداء لتنفيذ برنامج وطني.. ربما لم نحسن التوقف عنده، ولكن الواقع يشهد به.
أذكر أنه في عام 2015 كان هناك «240 ممرضا بحرينيا» على قائمة انتظار التوظيف، وكان حديث الشارع البحريني.. وقامت وزارة الصحة مشكورة بتوظيفهم جميعا.. وفي عام 2018 أكدت وزارة الصحة أن نسبة البحرنة في قطاع التمريض بلغت 53%، وفي عام 2020 ذكرت وزارة الصحة أنها تمكّنت من رفع نسبة البحرنة في قطاع التمريض الذي يتركز فيه غالبية الأجانب العاملين في الوزارة إلى 58%.. لقد تمكنت مملكة البحرين من أن توفر 623 ممرضا لكل 100 ألف نسمة، وهو معدل مرتفع ومتقدم ضمن الإحصائية الخليجية، ويؤكد اهتمام الدولة بالرعاية الصحية للمواطنين.
في العام الماضي أعلنت وزارة الصحة أن عدد الأجانب العاملين في قطاع التمريض يبلغ 1818 ممرضا وممرضة في المستشفيات الحكومية.. وبالتأكيد هناك عدد آخر في المستشفيات الخاصة.. ونثق بأن هذه الأرقام ستتحول إلى بحرنة القطاع بنسبة أكبر.. لأنها ترتكز على خطة مدروسة، وخطوات حكيمة، ومبادرات متعددة، تستلزم المزيد من التعاون من القطاع الخاص من أجل البحرنة.. وتستحق أن تكون نموذجا لكل القطاعات في خطط التوظيف.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك