غزة – (رويترز): لقي 20 شخصا على الأقل حتفهم أمس في موقع توزيع مساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية بسبب ما وصفته المؤسسة بأنه تدافع الحشود بتحريض من مسلحين، فيما رفضت حركة حماس مزاعم المؤسسة.
وقالت «مؤسسة غزة الإنسانية»، المدعومة من إسرائيل وامريكا، إن 19 لقوا حتفهم جراء التدافع وطُعن آخر حتى الموت خلال الحادث الذي وقع بأحد مراكزها في خانيونس جنوب غزة. وأضافت المؤسسة في بيان «لدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأن عناصر من بين الحشود، أي مسلحين وعناصر من حماس، تعمدوا إثارة الاضطرابات».
ورفضت حماس اتهامات المؤسسة ووصفتها بأنها كاذبة ومضللة، وقالت إن المؤسسة وجنودا إسرائيليين رشوا الناس بغاز حارق وأطلقوا النار عليهم.
وأوضحت في بيان «قام موظفو المؤسسة الإجرامية وجنود الاحتلال برش غاز الفلفل الحارق وإطلاق النار المباشر على المجوّعين الذين استجابوا لدعوتهم للحصول على مساعدات، ما أدى إلى اختناقات جماعية وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء على الفور في مكان الجريمة، وإصابة العشرات، نتيجة التدافع في مكان مغلق وبلا مخرج ومصمم للقتل».
ونفت المؤسسة رواية حماس ووصفتها بأنها «كاذبة تماما».
غير أن شهود قالوا لرويترز إن حراسا في الموقع رشوا غاز الفلفل عليهم بعدما أغلقوا بوابات الموقع مما أدى إلى حصارهم بين البوابات والسياج الشائك الخارجي.
وقال الشاهد محمود فوجو (21 عاما) الذي أصيب في التدافع «الناس اتجمعت عند البوابات اتسكر السياج الشبك، عاد الناس صارت تتجمع، صارت تتضغط في بعض، ولما صارت تتضغط في بعض صار إللي مش قادر (يسقط تحت أقدام الحشود ويسحق)، وفي ناس صارت تنط من فوق الشبك وتتمزع».
وأضاف «من ورا الناس بتضغط عليك وقدامك شبك يا إما بتنفجر وتموت يا إما ما بتقدرش تطلع، خيارين يا إما تموت يا إما تتصاب». ولم يعلق جيش الاحتلال بعد على روايات حماس أو الشهود.
وقال مسؤولون في مجال الصحة لرويترز إن 21 فلسطينيا لقوا حتفهم جراء الاختناق في الموقع. وأفاد أحد المسعفين بأن كثيرين حُشروا في مساحة صغيرة وسُحقوا في التدافع.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الثلاثاء إنها وثقت سقوط 875 شهيدا على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية بالقرب من مواقع وقوافل المساعدات في غزة، معظمها في محيط نقاط توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.
وسقط معظم الشهداء نتيجة إطلاق نار يحمّل سكان محليون الجيش الإسرائيلي المسؤولية عنه.
وأقر الجيش بتعرض مدنيين فلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات للأذى.
وتصف الأمم المتحدة نموذج مؤسسة غزة الإنسانية بأنه «غير آمن» ويشكل انتهاكا لمعايير الحياد الإنساني، وهو ما ترفضه المؤسسة.
واتهم أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية المؤسسة أمس بسوء إدارة جسيم، قائلا إن عدم قدرتها على السيطرة على الحشود وتقاعسها عن الالتزام بالمبادئ الإنسانية أدى إلى فوضى وتعرض المدنيين البائسين للموت.
وقال لرويترز «الناس يتوافدون إلى هناك جوعى ومتعبين، ويتم تكديسهم في أماكن ضيقة في ظل شح للمساعدات وانعدام للنظام من قبل مؤسسة غزة الإنسانية».
إلى ذلك أفادت السلطات الصحية في غزة بأن غارات جيش الاحتلال أدت إلى استشهاد 87 شخصا على الأقل في القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وأكثر من 58 ألف فلسطيني منذ بدء العدوان الغاشم في أكتوبر 2023.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك