أعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في حديثه مع صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى صفقة أمريكية – إيرانية بشأن الملف النووي، مشيراً إلى وجود مؤشرات جدية على رغبة إيرانية في إنهاء هذا الملف بطريقة تضمن مصالحها وتخفف من قلق المجتمع الدولي. وأكد أن إيران لا تملك قراراً دينياً أو رسمياً لامتلاك سلاح نووي، ما يفتح الباب أمام التفاهم ويقلل من أسباب التوتر في الشرق الأوسط.
وأوضح السوداني أن العراق لم يكن مجرد متفرج على تطورات المنطقة، بل كان فاعلاً عبر شبكة علاقاته مع دول الجوار لتعزيز الأمن والاستقرار. وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان صاحب مبادرة لاحتواء الحرب الأخيرة، وقد دعمت بغداد هذه المبادرة التي أسهمت في تحقيق هدنة وإيقاف التصعيد. وأمل أن تتطور المفاوضات الثنائية بين واشنطن وطهران إلى اتفاق شامل يعيد التوازن إلى المنطقة.
وربط السوداني بين التصعيد الذي أعقب أحداث السابع من أكتوبر 2023، والعدوان المتواصل على لبنان وغزة، والتدخلات الإسرائيلية في سوريا، والعدوان على إيران، مشيراً إلى أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة تفتقر إلى مسار سياسي واضح. وأكد أن المطلوب هو رؤية شاملة تعيد رسم شكل العلاقات والتوازنات في منطقة شهدت اضطرابات غير مسبوقة، كادت أن تتحول إلى حرب إقليمية شاملة.
وحين سُئل عن رد فعل العراق إزاء الغارات الإسرائيلية على إيران، شدد على أن بغداد اتخذت موقفاً واضحاً، إذ اعتُبر الخرق الجوي للأراضي العراقية تطوراً خطيراً يمس السيادة. وأكد أن العراق رفض استخدام أراضيه أو أجوائه للاعتداء على دول الجوار، وقدم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن، إلى جانب تحرك دبلوماسي واسع للتنديد بالعدوان وتأكيد ثوابت السياسة العراقية.
كما أكد السوداني أن حماية الأمن الداخلي كانت أولوية في هذه المرحلة، وأن الحكومة نجحت في توحيد الموقف السياسي الرافض لأي تورط في الحرب، سواء من خلال دعم موقف الحكومة الرافض للعدوان أو عبر الحفاظ على وحدة الصف الوطني. وشدد على أن العراق لا يمكن أن يكون ساحة لتصفية الحسابات أو ميداناً للحروب الإقليمية.
وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة، أشار إلى وجود تواصل مستمر معها، لا سيما في ما يتعلق بخرق الأجواء العراقية. وأوضح أن واشنطن كانت حريصة على إبقاء العراق خارج دائرة الصراع، وهو ما دفع بغداد إلى المطالبة بدعم حقيقي لتقوية منظومتها الدفاعية الجوية لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.
واختتم السوداني حديثه بالإشارة إلى أن إيران أبدت استعداداً للدخول في مفاوضات، شرط وقف العدوان، واعتبر ذلك موقفاً إيجابياً. وبيّن أن العراق أدى دوراً في تسهيل التفاهمات ونقل وجهات النظر، بهدف تحويل مسار التصعيد إلى طاولة الحوار، بما يخدم استقرار المنطقة ويحمي مصالح جميع الأطراف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك